ملامح (الفالانتاين) في اليمن
صقر ابو حسن :بدت مكتبات ومحلات بيع الهدايا والزهور في شوارع العاصمة صنعاء على غير عادتها في اليومين الماضيين, فقد بدأت الاستعدادات مبكرا هذا العام لعيد الحب الذي يحتفل به العالم في 14 فبراير من كل عام .«عيد الحب» أو ما يسمى بالإنجليزية بـ (Valentines Day ) ( فالانتاين )، مناسبة تأخذ جدلا متزايدا كل عام بين أئمة المساجد ورجال الدين من جانب وبين الصحفيين الداعين للاحتفال بالعيد”على اعتبارها مناسبة إنسانية”من جانب آخر،و تكون صفحات الصحف ومنابر المساجد، ميدانا لتحشيد المواطنين ضد مفهوم الطرف الأخر، كما أن الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها اليمنيون انعكست على كل شي تقريباً، وبحسب حديث شاب أن بلده” ليست ساحة جديدة لبيع الورود الحمراء”قال ذلك وهو يزين مدخل محله الصغير بشارع الزبيري وسط العاصمة، بالورود والبالونات الحمراء، مضيفا:في السنوات الماضية كان لهذا العيد احتفالات خاصة بين أوساط الشباب لكنها اليوم تختفي شيئا فشيئا.ويحتفل الكثير من الشباب في مدن اليمن بهذا العيد كتقليد سنوي اعتاد عليه القاطنون في المدن، بينما تختفي معالم الاحتفال والألوان الحمراء في الأرياف ذات الطبيعة المحافظة والقبلية المتشددة، وتزداد مبيعات الملابس والورود والهدايا ذات اللون الأحمر وتشهد محلات تلك السلع ارتفاع الطلب خاصة من” الفتيات صغيرات السن اللاتي مثلن 60 % من الزبائن “ بحسب عبد الله هائل صاحب متجر لبيع الملابس في شارع جمال عبدالناصر بصنعاء. لكنه قال إن “هذا العام لم يشهد ذلك الإقبال الذي كان يشهده متجره الأعوام السابقة”. مرجعا ذلك إلى حالة البلد الاقتصادية التي زادت تردياً مع دخول البلد في أزمات سياسية واقتصادية، رئيس مركز الدراسات الإعلام الاقتصادي (مصطفى نصر)من جانبه اعتبر ضعف الاقتصاد وارتفاع معدلات الفقر خلال السنوات الماضية، مقدمتان لاختفاء كماليات كثيرة من حياة اليمنيين.وقال: ليس السبب حرب صعدة فحسب بل هناك عوامل أخرى مثل تأثيرات الأزمة العالمية وتهديدات القاعدة وفعاليات الحراك الجنوبي، كلها حدت من دخل الأسرة اليمنية وبدأت تختفي الكماليات من حياة اليمنيين وبدا الاهتمام ينصب بشكل أساسي على الأساسيات.خلال تجولي في شوارع العاصمة صنعاء ردد كثيرون أنهم “لا يؤمنون بهذا اليوم”، لكن نسب البيع فيه ترتفع بالمقارنة بالأيام العادية، واكتست واجهات المحلات باللون الأحمر، ووفرت متاجر الورود والزينة والمكتبات أصنافا مختلفة من كروت المعايدة بهذا اليوم و أشكالا متعددة من الدببة الحمراء.