كثير جدا من شباب بلادي لا يعرف مجزرة 13 يناير 1986 ومرتكبي تلك المجزره . وان ضحايا تلك المجزره والحرب بين الرفاق والتي كانت ساحتها مدينة عدن قد بلغوا اكثر من عشرة الاف قتيل في فترة قصيرة جدا قد لاتصل الى اسبوعين من الزمن.والأكثر مرارة في ذلك ان كثيرا جدا من الشباب الذين ولدوا بعد الوحدة اليمنية المباركة لايعرفون ان الرفاق الذين اشعلوا الحرب بين بعضهم البعض كان هدفهم هو السلطه وليس غير ذلك. حيث لم يكن هناك غزو على الارض اليمنيه ولم تحصل نكبة أو فيضانات أو زلزال حتى يذهب كل ذلك الرقم المهول من البشر.والمؤلم ان كثيرا من شباب المناطق الجنوبية قد ذهب اباؤهم وأقرباؤهم ضحايا تلك الحرب في يناير 1986 وهم الآن ينظرون بـلامبالاة نحو من يرتكب جرائم القتل والتقطع في بعض مناطق الضالع ولحج وابين ناسين ان من بينهم ومن قياداتهم من جعلهم يفقدون اعزاء لهم قريبين لهم بل ربما آباؤهم .والمؤسف ان قيادات من يتزعمون مايسمونه بالحراك هم أنفسهم قيادات القتل والسحل في الماضي سواء القريب في يناير 86 او البعيد بعد الاستقلال عام 1967. والمخجل حقا ان ذاكرة البعض من ابناء المحافظات الجنوبية ضحايا مسلسل المجازر والحروب قد نست ان عصابات مايسمونه بالحراك هم ليسوا الا همجاً وعصابات قتل عطشى للدم والتدمير وتخريب أي منجز في البلد.وأجد نفسي اكثر غرابة في كيف يتم تمجيد صورة شخص تاريخه أسود كعلي سالم البيض وترفع صوره وقد كان احد المسؤولين والمشاركين في اشعال مجزرة 13 يناير . لم افهم كيف يفكر من يرفع صوره من الشباب المغلوبين على امرهم وجميع من عاش في فترة تلك السنين يعرف جرائم ذلك الرجل . ولا ادري كيف يمكن ان ينسى بعض الناس جريمته عندما كان في الدبابة وخرج ومعه الرئيس عبدالفتاح اسماعيل وخرج هو منتصرا وذهب رفيقه الى عالم المجهول حتى الآن .تلك المجزرة التي كان اطرافها من يحكم في الشطر الجنوبي (ونحن من ذلك الشطر ) كان ضحاياها آلاف المواطنين عسكريين ومدنيين . ومدينة عدن كانت تشهد ان المتقاتلين كانوا يختبئون خلف الجثث لقنص وقتل الاخرين . بل كل من يتحرك . تلك الأيام وفي يناير 1986 كانت الدبابات والعربات تدوس على الجثث .كان الرفاق يقتلون بعضهم البعض بمجرد ان يعرفوا ان هذا من هذه المنطقة وذاك من تلك المنطقة. لقد كانوا يقتلون وبدم بارد ابناء المناطق التي لاتنتمي اليهم . عمل شنيع قاس جدا خال من أي احساس بالبشرية والانسانية . لقد كان ابناء الضالع يقتلون ابناء ابين وموديه وابناء يافع يقتلون ابناء شبوة وهكذا . جرائم يقشعر لها البدن عندما نتذكرها فقط . ولا ادري كيف خلق هؤلاء المجرمون ولا اقول الا انهم خلقوا من نبتة شيطانية .مرتكبو تلك الجرائم في خلال اسبوعين وربما أقل في 13 يناير 1986 عادوا في هذه الأيام إلى تنفيذ هوايتهم الشيطانية في قتل وسحل المواطنين من مناطق اخرى لا لسبب أو جريمة ارتكبوها سوى انهم من مناطق ليست مناطقهم . هذه هي ثقافتهم وهذا هو مبدأهم وهذا هو ديدنهم فهل يتذكر من لديه ذاكرة !؟لقد كان الرفاق ( وهذه التسمية المفضلة لديهم ) يمارسون الحكم على الشعب تحت ظل القتل والسحل والإرهاب والجوع وهذه الأعمدة الأربعة هي التي اقاموا عليها سلطة وسياسة حكمهم . وماذا بقي لدينا كمواطنين نعيش به أو عليه اذا اصابنا منهم القتل والسحل والإرهاب والجوع ؟لقد كرروا جرائمهم بحقنا نحن ابناء المناطق اليمنية الجنوبية كل بضع سنوات وكانوا محظوظين . حيث لاتوثيق ولا تصوير ولا رواية ونقل لكل تلك الجرائم الانسانية الكبيرة التي ارتكبوها ولكنها موجودة في الذاكرة الانسانية ولم ولن تمحى عند الكثير ممن عاشوا تلك المرحلة .نفس الصورة من تلك الأحداث يحاولون تطبيقها على المواطنين الأبرياء . فنراهم يقومون بالقتل والتقطع والأعتداء على الناس والعوائل والأطفال والأختطاف والاستيلاء على الأموال واملاك المواطنين لمجرد انهم ينتمون الى منطقة ليست منطقتهم . نظرة عنصرية مناطقية مرفوضة شرعا وقانونا في كل مكان في الدنيا الشباب الصغير الذي لم يكن موجودا في سنوات ماقبل الوحدة اليمنية يجب ان يعرف ان هؤلاء المجرمين الذين يقومون بكل تلك الجرائم الشنيعة وصور الأصنام التي يرفعونها لهم وهم لايعلمون أنها لمجرمين وقتلة من المؤكد ان آباءهم وأقرباءهم ذهبت حياتهم على ايدي هؤلاء القتلة وانهم فقط ينتظرون الفرصة تسنح لهم ليرتكبوا جرائم اكتسبوا خبرات طويله في كيفية تنفيذها . هؤلاء غجر همج مجرمون يتلونون بمسميات شتى عرفناهم طوال سنين . لقد كانوا يستعملون مسميات ومصطلحات في اللغة نذكر منها فقط من طراز جديد والزمرة والان يسوقون مسميات جنوبي وحراك وما الى ذلك والحقيقة هي مجازر دم ليس غير ذلك .
أخبار متعلقة