حصد وباء «حمّى الضنك»، الذي سبق أن انتشر بمحافظة تعز، عددا غير قليل من المواطنين، بين إصابة ووفاة، في محافظة عدن، في ظل صمت مطبق من قبل جهات الاختصاص في المحافظة .وفي الوقت الذي دعت فيه بعض القيادات في السلطة المحلية بعدن إلى الاعتراف وعدم المكابرة في مواجهة هذا المرض الوبائي الخطير، ما زال مكتب الصحة مقللاً من حجم الخطورة ، في سكوت وإعراض عن أداء الواجب كان من نتائجه إصابة ما يزيد على 100 مواطن ، بينهم أطفال ، طبقا لآخر المعلومات المتوفرة، في حين توفي آخرون على الرغم من تناول وسائل الإعلام للمرض، وعلى الرغم من علم مسئولي المحافظة، وبينهم مكتب الصحة، به.ولم تستيقظ محافظة عدن على هذا المرض إلا بعد انتشاره المهول في محافظة تعز، ومن ثم محافظة لحج، ومحافظات أخرى.فبحسب صحيفة «أخبار عدن» فإن مستشفى 22 مايو بمديرية المنصورة استقبل نحو 31 حالة خلال مارس وأبريل الماضيين، في حين استقبل مستشفى البريهي في المديرية ذاتها 41 حالة خلال المدة الزمنية ذاتها ، عوضا عن استقبال بقية المستشفيات في مديريات المحافظة لحالات مماثلة، ناهيك عن تأكيد مصادر طبية بمستشفى ابن خلدون بمحافظة لحج أن عدد الإصابات التي سجلت بالمرض بلغت أكثر من 70 حالة بينها أطفال.وإذ أكرر نداء الاستغاثة، ولا عجب في هذا النداء، إلى قيادة محافظة عدن ومسئولي الصحة فيها، إضافة إلى وزارة الصحة العامة والسكان، في القيام بواجبهم وتدارك حياة الناس، لحري بي أن أشيد بموقف مدير مديرية صيرة خالد وهبي الذي دعا إلى الاعتراف بوجود وباء «حمّى الضنك»، بدلا من دفن الرؤوس في الرمال، مشددا على تكثيف الجهود في القضاء على المرض ومحاصرته.وكما هي فرصة أن أدعو مسئولي محافظة عدن إلى الاقتداء بـ«وهبي» وعدم ترك زمام خطورة تفشي المرض المريع، أؤكد أن وزارة الصحة العامة والسكان والجهات المختصة في عدن يتحملون مسئولياتهم تجاه المرضى الذين ذهبوا ضحية هذا المرض، كما أؤكد أن عليهم ألا يتناسوا أنهم مسئولون أخلاقيا قبل أي مسئولية أخرى عن حياة وأرواح الناس. فعليهم أن يتحركوا فورا؛ لإنقاذ حياة المصابين، والحيلولة دون انتشار هذا المرض الفتّاك. كما أن عليهم الاستعداد ووضع إستراتيجية مدروسة لمواجهة مثل هذه الأوبئة، مستقبلا، والتصدي لها قبل أن تتفشى.فحياة الناس ليست رخيصة، وليس من السهولة تمرير التغاضي عن حمايتها. وإن سقط المهملون من أي محاسبة، فلن يسقطوا من المحاسبة الأخلاقية أمام الضمير والإنسانية.[c1][email protected]
حياة الناس ليست رخيصة
أخبار متعلقة