(الشرف) ذلك المعنى القوي الذي تتجلى قوته في قدرة البشر على المحافظة عليه والصمود أمام أي مغريات من شأنها أن تهزه أو تزعزع عظمته.فالشرف بمعناه الأخلاقي أو المهني لا يتجزأ أبداً ولا يمكن أن يقبل القسمة مع أي أعذار أو ظروف أو صعوبات، إنه كالرقم واحد الذي لا يقبل القسمة على أي عدد آخر.وسأتناول مفهوم شرف المهنة، تلك القيمة الكبيرة والغالية التي يجب أن تكون شاغلنا ونحافظ عليها دوماً ونحقق بها المعادلة الصعبة أمام أي ظروف.. نعم أعزائي هناك أناس يصنعون من الظروف الصعبة والمعيشة المتدنية والرواتب المحدودة وارتفاع الأسعار شماعة يعلقون عليها تجاوزاتهم وأنانيتهم بعدم ترك ذكرى طيبة وتركة حقيقية لأبنائهم وأهاليهم.فماذا يفعل المال أمام ضياع أي سمة في حياة أي إنسان؟! ومن وجهة نظري أن الميراث الحقيقي الذي نتركه لمن نحبهم هو السمعة الطيبة والتربية السليمة والأخلاق الحميدة التي يحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف ولكن لا أدري لماذا يغفل الضمير لدى البعض ليمد يده ويوسخها على ما هو ليس من حقه ويحاول أن يبرر لضميره قبل الناس أنه اضطر لفعل ذلك متناسياً أن الله يمهل ولا يهمل أبداً، وسيأتي اليوم الذي يكون فيه عارياً أمام الناس وسينكشف أمره ويا لها من لحظة مهينة وقاسية يخسر فيها سمعته ويلقب بمسميات نعرفها جميعاً ويخسر فيها كل شيء.إن شرف المهنة يحتم على كل موظف أو مسؤول أن يتعامل مع وظيفته بمصداقية وبأسمى الأخلاق إرضاء لله عز وجل وللضمير، وأن يضع أمام عينيه حقيقة ما سيدفعه ثمناً غالياً لا يضاهيه أي مال أمام الناس والمجتمع.إنني هنا لا أبحث عن عبارات رنانة أو إنشاء لكلمات إنما أهدف إلى تخيل موقف أقرب الناس إلينا كفلذات أكبادنا أو آبائنا وأمهاتنا عندما يرون وصمة العار قد لصقت بهم بسبب ضعف عزيمة وإرادة ذويهم وبالمقابل أرى علامات الفخر والاعتزاز تجاه شرف ونبل وعزيمة آخرين رفضوا أن يمدوا أيديهم أو يسمحوا للحظة ضعف أن تنال منهم فلكل أولئك أقول: هنيئاً لمن يحبون الثروة الحقيقية التي ستبقى معهم أبد الدهر.
شرف المهنة
أخبار متعلقة