غضون
- يبدو أن جماعة الأذية التي تتحرك لإيجاد شرطة دينية، باسم ناعم هو هيئة الدفاع عن الفضيلة ومحاربة المنكرات لم تفتر جراء التحدي الكبير الذي برز في مواجهة محاولاتها، فها هي تبدو جادة وغير متأثرة بأي شيء مما قيل عن هذه المحاولة الخطيرة إذ يعتزم هؤلاء عقد أول اجتماع لإنشاء الهيئة منتصف هذا الشهر.. ومن حق هؤلاء أن يفكروا بطريقتهم، لكن من واجب أهل الفضيلة في هذا المجتمع أن يتحركوا ويرفعوا أصواتهم ضد تكوين شرطة دينية.. فهذه الشرطة وإن كان اسمها ناعماً أو ألبست ثوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وركب على رأسها شعار الفضيلة لن تكون إلا سبباً في الفتنة والاضطراب في المجتمع. - هؤلاء الذين يقفون وراء هذه المحاولة مجموعة من أهل البطالة، كان الواحد منهم يطوف العالم في أربعة أيام، ولأنهم الآن لم يجدوا ما يشغلون أنفسهم به، راحوا يوجهون أنظارهم الى الداخل ويتفحصون الصحف ويصدقون الشائعات، فكونوا من تلك الأخبار والشائعات صورة قبيحة عن مجتمعهم واتهموه بانه تخلى عن الفضيلة وغرم بالمنكرات وكره الخير والمعروف..- صحيح أن مجتمعنا لايخلو من ظواهر ماسة بالحياء والخلق الزاكي، وفيه فاسقون ومنحرفون، لكن هؤلاء هم الاستثناء، ونصيب اليمن منهم أقل من نصيب مكة والمدينة.. والسبيل الى التخفيف من هذه الظواهر هو إعمال القانون اليمني في كل شأن من الشؤون وهذا وحده كاف، والحكومة هي وحدها صاحبة الحق في إعمال القانون، ومع ذلك ينبغي الاعتراف بأن مثل هذه الظواهر لايمكن أن يخلو منها مجتمع إنساني، ولايمكن أن يتحرر منها أي مجتمع إنساني.. هي لم تختف حتى في مدينة الرسول أيام كان القرآن ينزل طرياً فما بالك بمجتمع آخر الآن أو أمس.- العجيب إن القوم وهذا دليل ضراوتهم وخطورة هيئتهم يكفرون ويفسقون الذين يكتبون أو يقولون نقداً لهم ولشرطتهم ويصوروننا كأننا ضد الله ورسوله وضد الفضيلة وضد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. فقد اختزلوا ذلك كله في هذه الهيئة التي هي بنظرهم الإيمان كله أو الدين كله كأنها “هيئة الله” وليست هيئتهم، لكن هذه المصادرة والمغالطة ينبغي أن لاتخيف أحداً.. نحن كافرون بأي شرطة دينية فقط.