نهاريا / إسرائيل/ من يوني هافيف:شيعت إسرائيل أمس الخميس جثتي اثنين من جنودها القتلى بعد إعادتهما في إطار مبادلة أسرى مع حزب الله وسط مشاعر حزن بالغ في تناقض مع الاحتفالات التي أقيمت في لبنان للأسرى الذين أفرج عنهم بموجب الاتفاق.وحضر الآلاف جنازة أقيمت في بلدة نهاريا بشمال إسرائيل أذاعها التلفزيون على الهواء لتشييع جثمان ايهود جولدفاسر (31 عاما) الذي أشعل أسرة قبل عامين مع الداد ريجيف حربا استمرت 34 يوما قتل فيها 1200 لبناني و159 إسرائيلياً.وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك في موقع دفن جولدفاسر إن إسرائيل تشعر بحسرة بالغة «ودفعت ثمنا فادحا» بافراجها عن خمسة نشطاء شاركوا في هجمات قاتلة ضد إسرائيليين مقابل جثتين أعيدا في نعشين أسودين.وتعهد باراك بأن تبذل إسرائيل «كل جهد ممكن» لاستعادة الجنود الأسرى الآخرين بمن فيهم جلعاد شليط الذي خطفه ناشطون من قطاع غزة في هجوم عبر الحدود عام 2006 .وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت الأربعاء الماضي التكريم الذي لقيه سمير القنطار الذي سجن في إسرائيل بعد هجوم عام 1979 قتل فيه أربعة إسرائيليين عقب الإفراج عنه وعودته إلى بيروت.وقال اولمرت في بيان في إشارة إلى طفلة عمرها أربع سنوات قتلت مع والدها «الويل لأناس يحتفلون بإطلاق سراح رجل وحشي حطم جمجمة رضيعة عمرها أربعة أعوام ».وقال القنطار إن الجنود الإسرائيليين قتلوا الأب بالرصاص وأصابوه أيضا وانه لا يتذكر ما حدث للطفلة.
وحضر زعيم حزب الله حسن نصر الله الذي لا تسلط الأضواء على تحركاته لأسباب أمنية حشدا احتفاليا بالأسرى المحررين في الضاحية الجنوبية لبيروت أول من أمس الأربعاء. ونضمت احتفالات أخرى أمس الخميس لتكريم 197 لبنانيا بينهم نشطاء ومقاتلون عرب آخرون سلمتهم إسرائيل.وعكست عناوين معظم الأخبار مشاعر المرارة التي هزت الدولة اليهودية منذ أن سلم حزب الله رفات الجنديين في نعشين أسودين عند معبر حدودي شمالي الأربعاء. وأذاعت محطات الراديو موسيقى حزينة.وجاء عنوان صحيفة «جيروزالم بوست» الإسرائيلية التي تصدر باللغة الانجليزية في مقال افتتاحي عن الاحتفالات التي أقيمت في لبنان «مشهد آخر غير مشرف ومهين أخلاقياً يصعب تخيله».كما قالت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية نقلا عن مصدر إسرائيلي رفيع إن إسرائيل تعتبر القنطار « يستحق الموت».وقال المصدر «إسرائيل ستعثر عليه وتقتله».ورغم تقييم الجيش الإسرائيلي بأن الجنديين لحقت بهما إصابات خطيرة في الهجوم الذي شنه حزب الله عبر الحدود فان صمت الجماعة الشيعية بشأن حالتهما أثارت بعض الآمال بأنهما ربما بقيا على قيد الحياة.وقالت دانييلا افني والدة كارنيت زوجة جولدفاسر قبل دفنه في نهاريا «أنني لا اصدق. أنت تموت. لقد اعتقدنا عكس ذلك وتمنينا أن تعود لبيتك.»ووجه بعض المعلقين الإسرائيليين الانتقادات مجددا لحرب عام 2006 .وكتب المراسل عامير رابابورت في صحيفة «معاريف» الإسرائيلية اليومية «يالها من نهاية مأساوية » وأضاف «هناك درس تم تعلمه .. المعارك مع العدو يجب أن تشن من خلال المفاوضات».