انجازات ومصاعب
في يوم المدينة العربية تألقت ريشات الفنانات المبدعات على ساحة المعرض القائم والذي ضم عدداً من اللوحات الجميلات والمعبرة عن قضايا إنسانية منها قضية المرأة العربية والقضية الفلسطينية في صراعها اليومي ومشاكل الحياة الاعتيادية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه واقعنا وجزءاً عريقاً أخر يعبر عن حضارة اليمن وتاريخها العتيق والمنازل الأثرية وجبالها الشامخة ولكن اكثر أللواحات كانت حول المرأة الريفية وتلك التقاليد الرائعة في اللبس ووضع الماكياج وعادات العرس المتوارثة والمتعارفة .والى جانب هذا تلقي بروز قضية انكسار المرأة العربية واليمنية تحت هيمنة وسيطرة العصر ألذكوري والتقاليد والعادات وهيمنة القبائل وسلطة المجتمع والخوف من الوقوع في الخطأ وحكم المجتمع القاسي على المرأة وعدم وجود المساواة. كما تلقى الطبيعية الخلابة وعالماً آخر من الخيال والذي يدخل فيه الرسام ربما هروباً من واقع مرير يحاول من خلال ريشته تغيير الواقع إلى ركن اخضر مليء بالأمل والحياة بعيداً عن المجاملات والتملق في عصر هذه العولمة فتجد النقاوة وأنت تتأمل تلك اللواحات الرائعة والتي بالفعل تعيد الروح والحياة والفرحة إلى قلبك وأنت تتأمل تلك أللوحات وتعرف أن هذه الريشات يمنيات ومن محافظة عدن.وفي لقاء خاص ل 14 أكتوبر/ قالت الفنانة التشكيلية فرزانة عبد الغفور عبد الستار الحاصلة على دبلوم الفنون التشكيلية معهد الفنون التشكيلية وزارة الثقافة عدن 1980 إن قيمة أي معرض يقام في اليمن هي تلك الريشات التي تبدع في عالمها الخاص لتستقبل ضيوفها الكرام وهم يتأملون لواحاتها الإبداعية والتي تعطي أمل في استعداد هذا الفن والذي كاد إن يدفن في هذا الزمن الغريب فتلقى اليوم عدداً كبيراً من الرسامات الناشئات واللائي يكملن هذه المسيرة الفنية والإبداعية في ممارسة هذا الفن وإظهار الإبداع الحقيقة إلى ارض الواقع لتنطق كل لواحة معبرة عن مأساة أو الم أو طبيعية خلابة أو كرامة واعتزاز وفخر أو انكسار وذل وفقر وغيرها من الاحساس التي تلاحظها وأنت تتمشى بين هذه الخطوط لترى تلك القصص تطوف وتطوف لتدرج معنى السعادة لتصبح اليمن جزءاً حقيقياً من تاريخ الحضارة الفنية المتمثلة في هذا الفن التشكيلي المتميز.تم أضافت فرزانة أتمنى هذا اليوم الرائع أن تلتفت وزارة الثقافة إلى هذه الأنامل المبدعة وإعطاءها فرصتها للعبور فكل راسم كان يوماً طفلاً يرسم على الجداران والاوارق وعلى كل شي يمكن إن يرسم عليه للاعتناء بهم منذ الطفولة لجعل الموهبة بداية ولادة رسامة تشكيلية يمنية تنتظر فرصة أخرى للظهور على ارض الواقع.وقالت لبنى احمد سعيد خريجة معهد الفنون التشكيلية أن هذا الفن أصبح يشكل جزءاً كبيراً من حياتي وبالذات عندما اشعر بفراغ أو تعب نفسي أو فرحة تلقي قلم الألوان صديقي الوحيد الذي يسمرني ويعبر عن ما يدور في داخلي من مشاعر وألم وكل من حولي لأرسم هذه أللوحات ثم أضافت أنا استفدت من المعهد وتعلمت التقنيات المهمة لصقل موهبتي وإعطائي اتجاهاً معيناً استطيع من خلاله إثبات وجودي واحتراف هذا الفن لأصبح فنانة تشكيلية مشهورة فترى في لواحاتي فتاة يمنية تلبس الزى التقليدي وأركز على ملامح الوجه وتعبيراته وهذا الحصان العربي الأصيل الذي يعبر عن الشعب العربي الأصيل وأمجاده العظيمة والتي تريه في لوحاتي. والى جانب ذلك قالت الأخت فتحية ذيبان الفنانة التشكيلية الحاصلة على جائزة رئيس الجمهورية شاركت في عدد من المعارض داخل وخارج البلاد واتجاهاتي في الرسم غير محدودة تم أضافت المشكلة الحقيقة تكمن في قلة المعارض واستمراريتها وكيفية معالجة القضايا الاجتماعية التي تقف أمام المجتمع والإنسان ودورنا كرسامات تشكيليات نريد المساهمة الفعالة في قضايا المجتمع وان تلعب اللوحة دورها في دعم المواطن اليمني ثم أضافت إن قيمة كل لوحة تصل من 60 دولار إلى 150 دولاراً وأكثر المشترين أجانب والسبب يرجع إلى عدم وجود التوعية حول فن الرسم الذي أصبح ينقرض بسبب الإهمال، داعية الجهات المختصة الاهتمام بهذا الفن ودعم الفنانات في إظهار إبداعاتهن في هذا المجال. المواطن اليمني يحب الرسم الواقعي ولكن هناك مدارس كثيرة وعميقة مثل الفن التجريدي والسريالي والذي ليس له سوق في اليمن.وقالت / الأخت سمر محمد عبيد طالبة في المستوى الأول في معهد الفنون الجميلة أنا بدأت ارسم مثل أخواتي في البيت فهناك اهتمام الكثير من أفراد عائلتي بمجال الرسم ولقد لقيت العناية من قبل عائلتي في إعطائي الدعم الحقيقي لأني أحب الخيال واستعمل جميع الألوان والخطوط المختلفة وأحب أن اعبر عما يدور في خلجات نفسي على لوحاتي فتلقاني اعبر مثل الكاتب الذي يكتب مقالته بعد أن تمر الكلمة من خلال وجدانه يكتب مقاله ويكون قد أجاد التعبير و يلقى رد فعل القارئ جيداً لأن المصداقية أساس كل شيء حتى الطبيعة الجميلة يمكن استعمال هذا الجمال لإظهار مشكلة أو معاناة إنسانية في ظل الأوضاع الراهنة. ثم أضافت / أنا أريد أن أتعلم وأتقن المهارات المختلفة لأصبح في يوم فنانة تشكيلية داخل وخارج اليمن للارتقاء لمستوى أفضل وأصبح محترفة وقادرة على تنظيم معرض خاص بي اجمع فيه كل أعمالي حتى بداياتي التي كانت بدايات لطفلة ورسومات بسيطة تعني لي الكثير.وقالت / عبير بدر محمد أنا أحب الطبيعية وتجد كل لوحاتي عن الطبيعية وجمال الطبيعية ومن خلال لوحاتي وأنا لا أحب أن أتقيد بشي بل أعطي لريشتي مساحة واسعة للتعبير وارسم في عدة مدارس مختلفة لأن الرسام التشكيلي يجب أن يجرب الرسم في عدة اتجاهات ومدارس للخروج بحصيلة من الخبرات والاستفادة من تجارب مختلفة فالرسم يجب أن يجرب الرسم في جميع المدارس وبعد ذلك يمكنه أن يحدد أي اتجاه يمكنه الوقوف أمامه وتحديد مساره في الرسم، ثم أضافت نحن بالفعل بحاجة إلى دفع معنوي ونفسي وبعدها تأتي المادة لان إهمالنا يولد إحباطاً في أنفسنا واعتمادنا الذاتي ولكن بالرغم من الإمكانيات المحدودة تلقى كل رسام يعارك الحياة من اجل إبراز فنه وإكمال رسمه رغم كل الظروف وإظهار لواحاته على أكمل وجه ولكن أين النهضة في هذا المجال لا وجود لها بالرغم من أن تاريخ اليمن وتراثه يسوى الملايين،علما أن في صنعاء اهتماماً كبيراً في هذا المجال.
لبنى أحمد سعيد
فتحية ذيبان
سمر محمد عبيد
عبير بدر محمد