محمد عبدالجليل تأهيل اليمن للاندماج في مجتمع الخليج والجزيرة ليس مطلباً سياسياً واقتصادياً وامنياً وثقافياً فوقياً وانما هو مطلب شعبي في الاساس ذلك ان خلق شروط وظروف للتخلق الذاتي للشعب وفي امكانيات التحقق الذاتي للفرد المواطن والانسان ، هو الهدف الاستراتيجي لشعوب الجزيرة العربية قاطبة حتى يصبح المواطن فيها سيد نفسه ،لا احد سيد عليه ولاهو سيد على الآخر، ويكون شعار التأهيل والاندماج: هو الصحة والتعليم والعمل والسكن للجميع.ذلك ان هدف التأهيل خلق مجتمع الوفرة ، وتحقيق الازدهار الاقتصادي/الاجتماعي ، وخلق المتعة والقوة لهذا الكيان الجديد، بحيث يكون محصناً من أية اختراقات او تهديدات حاضراً ومستقبلاً ، فهذا هو زمن التكتلات الكبيرة والقوية باقتصادها وتقافتها وأمنها المستدام والشعوب الحية في العالم هي الشعوب التي يكون فيها كل مواطن مساهماً فعالاً في الدفاع عن اراضيها وثرواتها وسيادتها وحريتها واستقلالها في اتخاذ قراراتها بعيداً عن الوصاية والهيمنة وبعيداً عن الضغوط والابتزازات واملاءات الخارج ، والداخل المستبد او الطاغي.وتأهيل الشعوب يقتضي ان يكون فيها كل مواطن مؤهلاً في العمل والانتاج ومؤهلاً في الوقت ذاته للدفاع عن حياة الوطن وكرامته ولن يكون الامر كذلك إلا إذا تحرر المواطن من العوز والفقر والجوع والمرض ومن الامية الابجدية والسياسية ، وبأن تكون القيادة قدوة ومثالاً ونموذجاً للشعوب وغير منفصلة عنها وصورة تتجسد من خلالها الارادة الشعبية بابعادها التاريخية فعصرنا هذا هو عصر الشعوب والشعوب الحية هي صانعة التاريخ والتقدم والتطور لنفسها وبنفسها ولكل الاجيال المتعاقبة وتلك هي معاني الشورى والديمقراطية الشعبية ولسنا بحاجة ان نستوردها من احد ولسنا بحاجة الى ان نقلد الآخرين وخصوصيتنا اليوم تعني خلق مواطن وانسان جديد يمتلك الارادة والعزيمة والاصرار على ان يكون هو نفسه لا كما يريد له الآخرون بصنع مجده بيده وعقله هو ولمصلحته هو ولايقبل ان يستغله او يستعبده احد لايبيع عمله بالمجان اويموت نيابة عن الآخرين وتلك هي معايير ومقاييس تأهيل الشعوب لحياة ، افضل واجمل.إن شعوب المنطقة تمتلك ثروات هائلة ومساحة جغرافية شاسعة ومتداخلة ،ومناخاً متعدداً للاستثمارات وقادرة بالفعل ان ارادت ان تصنع مهد حضارة جديداً يضاهي اية حضارة على وجه الارض ، بعيداً عن الاهدار والاسراف والعبث وبقدر كبير من الجدية واستشعار المسؤولية التاريخية لشعوب هذه المنطقة من العالم.
