كرشنا كاركي الخبيرة الاستشارية لمنظمة بروجرسيو لـ (14 أكتوبر) :
متابعة/ أفراح صالح محمدبعد سنوات من العمل في اليمن، تغير نشاط منظمة بروجرسيو (المعروفة سابقاً بمنظمة التعاون الدولي للتنمية ICD) ليستجيب لتغير الواقع اليمني وحاجة المجتمع لبناء قدراته عبر منظماته المحلية، وتغيير السياسات والنظم التي تحتجز العديد من السكان في غياهب الفقر.[c1]جمعية التضامن التنموية[/c]كان من ضمن الأنشطة المجتمعية التي تنفذها منظمة بروجرسيو في محافظة عدن، العمل مع جمعية التضامن التنموية والتي ترأسها الدكتورة خديجة جامع، التي تقدمت بمشروع بناء قدرات سكان منطقة الخيسة الساحلية في مديرية البريقة لتنوع احتياجاتهم الحياتية.ولأن الخبيرة الاستشارية في الحكم المحلي وهي السيدة كرشنا كاركي/ ممثلة منظمة بروجرسيو، قد سبق لها أن عملت في المجال ذاته، كما تقول في لقاء أجرته معها صحيفة (14 أكتوبر)، “عملت لخمسة أعوام في النيبال - بلادي - في مجال بناء القدرات للمشاركة الشعبية والسلطة المحلية في التنمية، وقد أدركت حاجة جمعية التضامن التنموية اليمنية وحاجة سكان الخيسة لتقارب البيئة بينهما وبين بلادي باختلاف واحد أن الخيسة ساحلية بينما النيبال جبلية وهو بلد لكن تظل الاحتياجات تقريباً واحدة للسكان ولتحقيق التنمية”.وأوضحت السيدة كرشنا أن هذا العام 2009م سيخصص كسنة تدريبية لمنفذي المشروع (جمعية التضامن) وخلالها سيتم توعية أفراد من منطقة الخيسة لأن الدراسة التي تقدمت الجمعية بها للمنظمة الدولية تظهر أن لسكان الخيسة الكثير من الاحتياجات التي لو توافرت لتحسنت أحوالهم المعيشية والحياتية..وفي البداية تم إقامة دورة تدريبية لمدة يوم ثم لمدة ثلاثة أيام في قاعة المجلس المحلي لمديرية البريقة(2- 4 مارس الجاري) وشارك فيها (16) مشاركاً من المجتمع المحلي لمنطقة الخيسة والمجلس المحلي لمديرية البريقة وعضوات من جمعية التضامن التنموية.وحضرها الأخ احمد الضلاعي الوكيل المساعد لمحافظة عدن، والأخت خديجة ردمان وكيل وزارة الإدارة المحلية لشؤون المرأة، والأخ محمد حمود الحمادي وكيل وزارة الإدارة المحلية المساعد لقطاع تنمية المحليات والأخ رائد عبشل مدير عام مديرية البريقة وعدد من المسؤولين.وكتدريب تم استعراض المفاهيم الأساسية في اللامركزية في الحكم، والحكم المحلي، والتخطيط بالمشاركة الشعبية، ودور ووظيفة السلطة المحلية على مستوى المحافظة والمديرية وقياس أداء السلطة، وأدوار ومسؤوليات المشروع ورصد وتقييم هذا الأداء.وقالت السيدة كرشنا “إن كل هذه المواضيع مهمة ليفهمها أفراد الفئة المستهدفة كخطوط أولى.. والتوعية التي سنقوم بها لهؤلاء الأعضاء هي طرق تعليمهم كيف يعرضون احتياجاتهم وما له الأولوية والأهمية منها، والتعرف على الجهات الملزمة بتوفير هذه الاحتياجات لهم وكيف يمكن الوصول لهذه الجهات.وبعدها سنراقب إلى أي مدى استطعنا أن نحقق هذه التوعية لهم.. وكيف يمكنهم المناقشة والتحاور وطرق التعرف على الآخرين.. ثم سنبدأ تطبيق التوصيات التي وضعت في الدراسة المقدمة”.وأشارت السيدة الخبيرة إلى أن هذه الخطوات تعد تجريبية حتى بالنسبة للمنظمة الدولية (بروجرسيو) وليس فقط لمنطقة الخيسة والبريقة واليمن بشكل عام.وستستمر هذه التجربة لمدة عام فقط وسيصل خلالها خبيران أيضاً للعمل بهذا الاتجاه.أما حماس أبناء الخيسة فقد لمسته الخبيرة من اللقاءات بهم وأنهم منتظرون بدء العمل لأهمية المشروع.. “حتى أن قيادتي المحافظة والمديرية أظهرتا اهتماماً كبيراً لتنفيذ المشروع وبناء قدرات أبناء الخيسة ليسهموا في تنمية منطقتهم، كما أن المشروع سيؤسس لنظام عمل كامل لمنطقة الخيسة لأنه سيتواصل معهم لمدة (-3 5 سنوات).. ولأن البلد يسير على خط اللامركزية، فإن هذا المشروع سيساعد الناس في اختيار ما ينفعهم وما يحتاجون إليه، وسيتم هذا باختيارهم هم كقاعدة توصل مطالبهم إلى السلطة، محددين بالضبط ما هو الأصلح لهم من المشاريع التنموية المخطط لهم أو المرصودة” . وقالت : (المطلوب من كل المشاركين في هذا البرنامج التوعوي أن يتحلوا بالصدق والشفافية.. وهذا الأمر سيأخذ وقتاً لكن النتيجة حتماً ستكون إيجابية، لأن الناس ستتغير إلى الأفضل في مستوى وعيهم وفهمهم لاحتياجاتهم الضرورية وسيكون لديهم إحساس بالمسؤولية تجاه أنفسهم ومنطقتهم والبلد بشكل عام”.[c1]منظمة(بروجرسيو)الدولية[/c]منظمة بروجرسيو كانت تعمل في اليمن منذ عام 1974م مركزة نشاطها على الرعاية الصحية الأولية عبر بناء القدرات المحلية وتحسين نوعية وسهولة الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأولية.. وعملت المنظمة في كل من محافظات ريمة، حجة، الحديدة، حينها كانت تحمل اسم “منظمة التعاون الدولية للتنمية”.وبعد أن حملت اسم “منظمة بروجرسيو” وضح أنها تعمل في مجال التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، ومن هنا هدفت إلى تعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني اليمنية لتمكينها من المشاركة بشكل فعال في عملية التنمية وذلك لتحسين معيشة قطاعات المهمشين في عدن والحديدة بهدف خلق بيئة إيجابية للتنسيق وشبكة للعمل وبناء القدرات في مجال الدفاع والضغط والتأثير.