أضواء
منى شداد المالكيمن خلال رؤية نفسية عميقة, والتزام ديني معتدل مع كثير من الحكمة والاتزان دعا الدكتور طارق الحبيب في البرنامج المميز للزميل تركي الدخيل (إضاءات) المرأة إلى كسر الطوق الاجتماعي! وما أدراك ما الجحيم الاجتماعي الذي حول المرأة إلى كتلة جامدة غير قابلة للتحرك والإنتاج, كائن يحرك عن بعد ليس له من مهمة غير تنفيذ أوامر كهنوت اجتماعي أحاط نفسه بنصوص دينية أولها حسب عادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان.فالمرأة تؤمن أن الحجاب أمر إلهي لا جدال فيه, المرأة تعلم جيدا أن جسدها وعاطفتها هي المأمورة بذلك الغطاء الرباني, ولكن المرأة لا تعلم للأسف في أحوال كثيرة أن هذا الحجاب والغطاء ليس لعقلها المأمور بالسفور والتجول مثل ما يحلو له تفكيرا وعطاء وإبداعا, المرأة لا تعلم للأسف أن عقلها السافر ملك لها تفكر وتحلل وتستنتج من خلاله فقط أن ما فرض عليها هو خليط لعادات وتقاليد جرمت كل من تحاول أن تقترب من الإمبراطورية المعرفية الذكورية في ظل حصار شديد على ذلك العقل الأنثوي المراقب باستمرار والنتيجة أدلجة نسائية مميزة!!فالمرأة عدوة المرأة الأول وبلا منافس في مواطن كثيرة، فكلما أحس ذاك الرجل المتربص بالتفوق الأنثوي, وتوجس خيفة من ذاك الشيطان الكامن في ذلك العقل لم يشأ أن يكون هو في المقدمة فكانت الأخرى المرأة المحجبة لعقلها على أهبة الاستعداد لذلك العقل الطارئ.وعدم استطاعة المجتمع الوصول إلى المثل الإسلامية العليا والتعامل معها وفرضها واقعا دينيا معاشا, هو ما جعله يخلط كثيرا من العادات والتقاليد ليكسبها صفة الشرعية فيستطيع بعد ذلك أن يفرضها كأمور دينية واجبة التنفيذ, فكانت المرأة هي حجر الزاوية في هذه المنظومة المجتمعية. والمتأمل في سيرة أمهات المؤمنين يجد البون شاسعا والفرق كبيراً جدا بين ما كانت تمارسه السيدة عائشة رضي الله عنها مثلا وبين الكم الهائل من المحرم والممنوع وغير الجائز والمكروه الذي فرض على هذا الكائن المسبب للفتنة والعار والألم والوجع والحزن والشقاء!!والنتيجة أن وقعت المرأة بين حالتين من الانغلاق الشديد أو الابتذال المرفوض في تخبط عشوائي فقدت فيه بوصلتها في كثير من الأحيان للتغييب الواضح لحقها في الاطلاع والمعرفة الصحيحة وعدم أعطائها حقها في الاختيار لأمور شخصية تمارسها في حياتها اليومية والأمثلة كثيرة بدءاً من غطاء الوجه واختيار الزوج مرورا بعباءة الرأس وما الاسم المستعار إلا مكر نسائي واختراع أنثوي لتداري غضبة مجتمعية لاتبقي ولاتذر! بل وحتى في ممارستها لعملها فهي وإن كانت تعتلي ذلك الكرسي الإداري الوثير فالقرار والمرجعية رجل! بل وحتى في أمورها المالية فهي الدجاجة التي تبيض ذهبا فقط!!بعد هذا كله ألا يحق للمرأة أن تطالب بسفور عقلها؟![c1]*عن / جريدة ( الوطن ) السعودية[/c]