منظمة أميركية: أكثر من مليون عراقي قد يضطرون للنزوح بسبب العنف الطائفي
بغداد/عواصم/وكالات: قال بيان صادر عن مكتب عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق العراقة السنية ان الدليمي يزور بروكسل حاليا لحضور جلسة للاتحاد الاوروبي والحديث عن الوضع الامني في العراق وعما وصفه "بجرائم الابادة" التي يتعرض لها السنة العرب في العراق. وقال البيان أمس الثلاثاء ان الدليمي "وصل الاثنين الى بروكسل... لحضور جلسة الاتحاد الاوربي وللقيام بمباحثات حول الوضع في العراقي مع القيادات الاوروبية."واضاف ان زيارة الدليمي جاءت تلبية لدعوة رسمية وجهت له من رئاسة الاتحاد الاوربي.وقال البيان ان الدليمي حمل معه "مجموعة من الوثائق والملفات عن الجرائم التي تقوم بها الميليشيات الارهابية وفرق الموت ومن يساندها من الاجهزة الامنية الحكومية وعن الدعم والتوجيه الخارجي لتلك الميليشيات... وجرائم الابادة التي يتعرض لها أهل السنة في العراق."واضاف البيان ان "من المقرر ان يلقي الدكتور الدليمي كلمة في الاتحاد الاوروبي سيتناول فيها الوضع في العراقي بشكل عام وما يجري لاهل السنة في العراق... بشكل خاص."وتابع ان الدليمي سيجري خلال زيارته "سلسلة من اللقاءات مع القيادات والزعامات الاوروبية."وكانت عاصفة من الانتقادات وجهت للدليمي في الاونة الاخيرة من قبل اطراف سياسية حكومية وخاصة بعد تصريحات وصف فيها الدليمي ما تقوم به الميليشيات المسلحة بانه "ابادة منظمة" ضد السنة العرب في العراق.
ويتراس الدليمي قائمة التوافق العراقية السنية التي لها 44 مقعدا من مقاعد البرلمان العراقي البالغ عددها 275 مقعدا.ميدانياً قتل 25 شخصا عراقيا على الأقل في هجومين استهدفا بلدتين عراقيتين شمال شرق بغداد، بينما حذرت منظمة خيرية طبية أميركية من نزوح جديد لأكثر من مليون عراقي إذا ما استمر التدهور الأمني.وأفادت الانباء في أربيل بأن ثمانية أشخاص قتلوا وجرح 30 آخرون في انفجار عبوة ناسفة قرب إحدى الحسينيات في مدينة خانقين شرق بعقوبة. وفي بلدروز قالت الشرطة إن 23 شخصا قتلوا وجرح آخرون عندما فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه داخل حسينية في المدينة. وفي بغداد قالت الشرطة إن أربعة أشخاص قتلوا وجرح ستة آخرون بنيران مسلحين، وفي الموصل قتل اثنان من أفراد الشرطة وجرح آخران في انفجار سيارة مفخخة.وفي الديوانية اغتال مسلحون عضوا سابقا في حزب البعث أمام منزله.وفي تطورات الاشتباكات بالنجف أعلن محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية أمس أن الحصيلة النهائية للعملية التي استهدفت الجماعة الدينية المسلحة المعروفة بـ"جند السماء" قرب النجف بلغت 263 قتيلا و502 أسير بينهم 210 أصيبوا بجروح. وكان أعلن أمس الاول أن عدد القتلى "حوالى 200 والأسرى 120 مسلحا". وكانت قد دارت اشتباكات شرسة الأحد بين جماعة "جند السماء" وقوات عراقية اميركية استخدم فيها طيران قوات التحالف بكثافة في منطقة مزارع الزرقاء (20 كم شمال النجف).وأكد مصدر في المحافظة "التعرف على جثة زعيم التنظيم من خلال بعض الأشخاص المقبوض عليهم". وقال إن الشخص المعني "عراقي الجنسية اسمه الحقيقي سامر ابو قمر من نواحي الديوانية لكنه اتخذ لنفسه اسم علي بن علي بن أبي طالب".وقال نائب المحافظ عبد الحسين عبطان إنه "تنظيم كبير ومعقد ظاهره شيعة وباطنه غير ذلك.وفي الجانب الأميركي لقي جنديان في كل من الأنبار غربي العراق والناصرية جنوبيه مصرعهما.وقال بيان عسكري أميركي أمس إن جنديا تابعا للمارينز توفي متأثرا بجروح أصيب بها في مواجهات مع مسلحين بالأنبار، دون أن يعطي أي تفاصيل إضافية، وقتل جندي آخر في انقلاب عربته العسكرية شمال غرب الناصرية، وبذلك يرتفع عدد قتلى الولايات المتحدة في العراق منذ الغزو في مارس2003 إلى 3075.في الإطار تعتزم الولايات المتحدة إرسال مئات من المستشارين العسكريين للعمل إلى جانب القوات العراقية التي تسعى واشنطن إلى تأهيلها لتولي المهام الأمنية في العراق.ويجري تدريب المستشارين العسكريين الأميركيين في قاعدة رايلي العسكرية بولاية كانزاس.وفي إطار أزمة النازحين اعتبرت منظمة خيرية طبية أميركية أن أكثر من نصف مليون فروا من ديارهم بالعاصمة العراقية بغداد العام الماضي بسبب العنف الطائفي وأن أكثر من مليون آخرين قد يضطرون للنزوح بحلول منتصف العام.وقالت منظمة القوات الطبية الدولية التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها ولها أكثر من 300 موظف في العراق إن حركة المواطنين النازحين في تزايد بمعدل مأسوي، خاصة في العاصمة العراقية التي يقطنها نحو ستة ملايين نسمة.وقالت رئيسة المنظمة نانسي أوسي "إنه موقف صعب للغاية، هناك موقف أمني مروع مع تزايد عدد الأشخاص النازحين".وخلصت دراسة أجرتها المنظمة إلى أن 80% من بين نحو 550 ألف عراقي مدني فروا من ديارهم منذ تفجير مزار شيعي هام في سامراء في فبراير2006 هم من سكان بغداد.وذكرت أوسي أنه إذا استمر العنف بمعدله الحالي سيضطر أكثر من مليون مواطن آخرين لترك ديارهم ببغداد في الأشهر الستة القادمة وسيبقى غالبيتهم داخل العراق بدلا من اللجوء إلى خارج البلاد.على صعيد آخر بلغت أمس الاحتفالات الشيعية مداها، وتوافد الآلاف من الشيعة على مرقد الحسين بن على (رضي الله عنه) في مدينة كربلاء جنوب العراق مؤدين طقوسهم الخاصة في ذكرى استشهاده في يوم عاشوراء -الذي صادف أمس حسب التقويم الذي أقرته المرجعية الشيعية في النجف- حيث يضربون أجسادهم بالسلاسل والسيوف وغيرها. وبمناسبة احتفاليات الشيعة بشهر محرم جدد رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم دعوته إلى إنشاء أقاليم فدرالية في البلاد. ووصف الحكيم ذلك بأنه الحل الأمثل لكثير من مشكلات العراق.