في الشبكة
في ظل مجتمع قلت فيه فرص العمل وضعف فيه أمل التوظيف شباب يتخرجون سنوياً من الجامعات دفعاً وراء دفع وشباباً يؤجل طموحه وأحلامه عاماً تلو الآخر لعل هذا المرفق أوذاك يطلب موظفاً لديه ولو حتى بتعاقد.. ربما ليس هناك فرصة للعمل إلا عبر التعاقدات التي لجأت إليها المرافق الحكومية وغير الحكومية مؤخراً لحل مشكلة البطالة ولكن بما أننا تطرقنا سابقاً إلى مشكلة البطالة أحببت هذه المرة أن أسلط قلمي على خريجي كلية التربية بكافة أقسامها والمشكلات التي يواجهونها، فهم قد يكونون أوفر الناس حظاً بالحصول على فرص للعمل لو حسبنا عدد المدارس الحكومية والخاصة والمعاهد والجامعات سنجد أنه من الممكن أن يتقدم الخريج إليها للعمل كمدرس أو حتى كمتعاقد ولكن الجميع يصطدم بواقع يخالف جميع التقديرات حيث نجد أن أغلب هذه المعاهد يدرس فيها أغلب مدرسي المدارس الحكومية أو بمعنى آخر أن المدرسين تتعاقد معهم المعاهد حتى يأتوا بطلاب المدارس ليدرسوا في الفترة المسائية أو الصباحية قبل أو بعد انتهاء الدوام الرسمي لهم في المدرسة وذلك يعود بنفع مادي على كلا الطرفين. فمثلاً أتذكر أستاذة كانت تدرسنا مادة الرياضيات للصف التاسع وعندما لايكفيها الوقت في المدرسة لشرح المنهج الدراسي لنا تقول: سجلوا في المعهد (..... ) وانا سادرسكم فيه وأكمل لكم الدرس والذي لديه سؤال منكم يؤجله إلى حصة المعهد ويسأل .. وقد كانت أغلب الأسئلة تؤجل في كل مرة حتى قمنا بالتسجيل في المعهد كما كانت تطلب منا الأستاذة. وقد أثبتت الإحصائيات أن 30 % من مدرسي المدارس الحكومية يدرسون في المعاهد او المدارس الخاصة (الأهلية) أي أنهم يجمعون بين وظيفتين في آن واحد فأي فرصة يتركها هؤلاء للخريجين من الشباب؟. والأعجب من ذلك أن وزارة التربية والتعليم تعلم ذلك ولا تنظم عملية التوظيف للشباب الخريجين من كلية التربية مع أن أغلب الخريجين هم أكثر قدرة على التدريس بطريقة حديثة وأكثر سهولة لدى الطالب من ذلك المدرس الذي يدرس المادة منذ عشرين سنة وأكثر بنفس الطريقة دون تجديد في أسلوبه. لا أقصد هنا التقليل من شأن درسونا فنحن نكن لهم كل الاحترام والتقدير ولكن ما الذي أبقاه بعض هؤلاء المدرسين للشباب؟. فهم لديهم وظائف في المدارس الحكومية ولديهم رواتب لم يتحصل الشباب على نصفها ومع ذلك لايكفيهم ما يتحصلون عليه ويذهبون إلى منافسة الشباب على التدريس في المعاهد والمدارس الخاصة.. لقد حدثني أكثر من شاب وشابة التقيت بهم عن من الموضوع وهم يتمنون أن يجدوا من يحل لهم أزمة الحصول على وظيفة في أحد المعاهد الخاصة بعد أن فقدوا أمل التوظيف في المدارس الحكومية. إن هذه المسألة تحتاج إلى تنظيم من قبل وزارة التربية والتعليم وكذلك تحتاج إلى معالجة سريعة من قبل وزارة العمل والخدمة المدنية التي أصبحت الغائب الحاضر في وقتنا الراهن حيث أن الوظائف التي تخصصها لاتتعدى 1 % من الحل أمام المشاكل الحقيقية لبطالة الشباب وعجزهم عن الحصول على وظيفة.