لعل ما لحق بأهلنا في محافظتي حضرموت والمهرة من أضرار فادحة في الأرواح والممتلكات على اثر تدفق سيول الأمطار في أواخر العام 2008م الأضرار الكبيرة التي حدثت للبنية التحتية وجرف الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية والمساكن وتشريد المواطنين وجعلهم في العراء ومحاصرتهم في القرى من جراء هطول الأمطار وتدفق سيول الأودية المجاورة. وحقيقة ما كان لهذه الخسائر ان تبلغ هذا المستوى لولا الارتهان والاتكالية في المسؤولية وعدم تنفيذ الكثير من المشاريع الخدماتية الإنشائية كالطرقات والمدارس والجسور بدقة وفقاً لمواصفات المخاطر الطبيعية التي قد تحدث لا سمح الله، غير ان ما ضاعف الكارثة هو التساهل مع بعض العابثين ممن يبنون منازلهم ويضعون مشاريعهم عرضة لمخاطر السيول وهذا قد يكون بتساهل حتى من قبل بعض القيادات المحلية في المديريات والمناطق السكنية من دون التنفيذ الصارم لروح النظام والقانون الخاص بمخاطر سلامة الأرواح والحفاظ على الممتلكات والملكية العامة التي تعتبر في الأولوية.نقول ذلك ونحن نلحظ موسم أمطار الصيف للعام 2009م قد بدأ بهطول أمطار غزيرة في كثير من المحافظات ومن بينها محافظة شبوة التي تعاني هي الأخرى بل أكثر من غيرها من المحافظات خصوصاً من بناء عشوائي غير مدروس، هناك كثير من المواطنين منازلهم عرضة لسيول الوديان بل بيوت كثيرة في الريف والمديريات في منافذ الأودية التي قد تأتي في أي لحظة بما شاء الله في المواسم .. وهذا ما يضع نصب أعيننا حجم ما سيتسبب به ذلك من ضرر في الأرواح والممتلكات من أبناء مديريات شبوة في حالة هطول أمطار غزيرة في هذا الموسم أو الآخر أو حتى بكارثة آخرى مشابهة لا قدر الله بما حدث في حضرموت.ولعلنا نلحظ اليوم عاصمة المحافظة (عتق) هي كذلك عرضة لفاجعة يصعب تخيلها من مخاطر سيول الوديان المجاورة خصوصاً واننا نلحظ في وادي (عتق) المجاور للمدينة من الجهة الغربية كثيراً من الحفريات وأكوام مخلفات البناء والاتربة المنوعة التي تخلفها الشيولات ومعدات النقل الثقيلة في وسط الوادي بالإضافة إلى أشجار (العشر) التي تملأ منفذ الوادي ومخلفات أخرى تتركها كثيراً القلابات في وادي عتق الأمر الذي يجعل سكان العاصمة عرضة لمخاطر السيول إذ أن ذلك سيتسبب في تحويل مجرى السيل باتجاه المدينة.. إذا كان منسوب المياه قليل فمن دون شك أن المياه سوف تتجمع بشكل بحيرات صغيرة في الحفر الموجودة وكما حدث خلال العام 2008م حين لقيت طالبات حتفهن في مياه الحفر وكذلك شابان من عمال النظافة غرقاً في حفرة كان منسوب المياه فيها أكثر من 12 متراً في الوادي المجاور.هذا الوادي المجاور للمدينة بحاجة الى لفتة كريمة وعاجلة من قيادة السلطة المحلية ممثلة بالأخ د. علي حسن الاحمدي محافظ المحافظة للعمل على إصلاح الاعوجاج الموجود في وادي عتق قبل وقوع الكارثة لا سمح الله.
عتق قبل وقوع الكارثة
أخبار متعلقة