دمشق/14 أكتوبر/ من خالد يعقوب عويس: قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان محادثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد أمس الثلاثاء تركزت على سبل تحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط. وقال ميليباند الذي تعد محادثاته في دمشق الأولى التي يقوم بها وزير خارجية بريطاني منذ عام 2000 إن عام 2009 سيكون «عاما مهما» للمنطقة. وقال في مؤتمر صحفي في دمشق بعد محادثاته مع الأسد «أمامنا جميعا الآن خيارات بشأن كيفية تحقيق السلام الشامل.» وتوترت العلاقات بين الغرب ودمشق بسبب اتهامات أمريكية بأن سوريا غضت الطرف عن تسلل مقاتلين إلى العراق لكن الجهود الدبلوماسية بين أوروبا -وبخاصة فرنسا وبريطانيا- وبين دمشق تزايدت في الأشهر القليلة الماضية. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن المحادثات أرست أسس علاقات قوية بين البلدين. وقال ميليباند في وقت سابق إن سوريا أمامها خيار بشأن الطريق الذي ترغب في أن تسلكه فيما يتعلق بالقيام بدور في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. وأبلغ هيئة الإذاعة البريطانية «من المهم للغاية أن نفهم أن أمام سوريا دورا كبيرا محتملا يمكنها أن تقوم به في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.» وأضاف «يمكنها أن تكون قوة داعمة للاستقرار أو قوة مقوضة له.» وقال ميليباند «على مدى 18 شهرا كنت أتحدث مع وزير الخارجية السوري بشأن ... مسؤوليات سوريا في المنطقة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وفيما يتعلق بالعراق وفيما يتعلق بالسلام في الشرق الأوسط.» وشاركت سوريا وإسرائيل في محادثات سلام توسطت فيها تركيا لكنها توقفت قبل نحو شهرين بعد أن قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت الاستقالة بسبب فضيحة فساد. وكان من العناصر الرئيسية في المفاوضات مصير هضبة الجولان التي استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967 ثم ضمتها في وقت لاحق في خطوة رفضها مجلس الأمن الدولي بالإجماع. وتريد إسرائيل من سوريا الآن أن تضعف تحالفها مع إيران وتوقف دعمها لحزب الله وحماس من أجل إحراز تقدم في التوصل لاتفاق. وقالت سوريا إنه ليس من حق إسرائيل أن تملي شروطا. ورد المعلم على سؤال عما إذا كانت سوريا يمكن أن تغير علاقاتها مع حزب الله وحماس قائلا إن هذا السؤال يمكن أن يرد عليه بعد التوصل إلى سلام عادل وشامل وانه لا يمكنه القفز إلى نتائج في حين مازالت هناك أراض محتلة. وقال ميليباند الذي شملت جولته في الشرق الأوسط محادثات مع زعماء إسرائيليين وفلسطينيين «سوريا بالتأكيد يتعين عليها الإجابة عن بعض الأسئلة الكبيرة بشأن تدفق المقاتلين الأجانب إلى العراق وبشأن الوضع في لبنان وبشأن إسهامها في تحقيق الاستقرار في المنطقة.» وأضاف «تناولنا هذه القضايا و... كانت هناك بعض الدلائل المهمة على أن سوريا تتفهم درجة من القلق وتسعى لتغيير بعض من أفعالها.»