كتب / أمين عبد الله إبراهيم :أصبحت نقص المناعة البشرية/ الايدز احد الاهتمامات في المنطقة العربية , ومنها بلادنا اليمن , بعد أن شهدت المنطقة ظهور الوباء لأول مره منذ أواخر الثمانينات , ورغم الانتشار البطيء لهذا الوباء الخطير مقارنة بأنحاء أخرى من العالم , إلا أن المعلومات الحديثة تشير إلى أن عدد حالات الايدز بدأ يرتفع بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة , بحيث يمكن القول بعدم وجود حزام مانع ضد انتشاره في كل دول المنطقة , ففي عام 2002م كان عدد المصابين بفيروس الايدز (550.000) شخصا كبارا وصغارا في المنطقة , كان عدد المصابين منهم في الفئة العمرية (29-15) سنه حوالي (160.000) حالة.وقد تبين من خلال استقراء بيانات مسوح صحة الأسرة التي أجريت في البلدان العربية , كالمسح ( السوري , والتونسي , والجزائري , واليمني , والجيبوتي , والأردني ) , أن غالبية الشباب قد سمع عن الأمراض المنقولة جنسيا ولديهم معارف بها , وان كان السماع والمعرفة أكثر بمرض الايدز مقارنا بغيره من الأمراض .فتتراوح نسبة السماع والمعرفة بهذا المرض في عدد من الدول العربية ما بين %88.2 و 100 %في تونس لدى الذكور والإناث , وبين 80 %في سوريا و53% في اليمن , كما يعرف الشباب طرق العدوى بالايدز , ومنها انه ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية غير الآمنة , فتتراوح نسبة من رأى بذلك ما بين %70 في الأردن إلى 95 %في المغرب وأكثر من 90%في اليمن , ومن رأى بأنه ينتقل عن طريق نقل الدم مابين 17 %في جيبوتي إلى 39 %في اليمن و%93 في المغرب , وعن طريق الحقن مابين 8 %في جيبوتي إلى 52 %في اليمن و39 %في الجزائر .ورغم معرفة غالبية الشباب بالأمراض المنقولة جنسيا وبطرق الوقاية منها في بعض الدول العربية , إلا أن الكثير منهم لديه تصورات خاطئة عن الوباء وكيفية انتقاله وطرق الوقاية منه , فمثلا 8% فقط من النساء السودانيات و18% من الفلسطينيات يعرفن أماكن توفر الفحص ألمخبري للكشف عن الفيروس , كما أن 26 %فقط من المراهقات الصوماليات سمعن بالايدز منهن 1 % فقط يعرفن كيفية حماية أنفسهن منه . وختاما يمكن القول انه بالرغم من التقدم المحرز في مجال التصدي لشيوع هذا الوباء في منطقتنا العربية , إلا أن ثمة تحديات في مجالات عديدة , فلم تدمج مناهج التعليم المعرفة الخاصة بفيروس الايدز , ولم تتقدم آليات ووسائل وخدمات الرعاية والوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا بالشكل المطلوب , ولم يوثق انتقال العدوى بالفيروس من آلام إلى الطفل في غالبية دول المنطقة , لذلك فانه مع غياب تدابير sريحة وفعالة ستتفاعل عوامل كثيرة لإحداث أزمات تعايشها مناطق أخرى في العالم , وتتلخص هذه العوامل فيما يلي : ـ غياب النظم الوطنية الفعالة للمراقبة والذي يعطل عمليات الرصد والتقييم لديناميكيات الأمراض المنقولة جنسيا وفيروس الايدز في المنقطة .ـ عدم توافر خدمات طوعية للمشورة والفحص ألمخبري للفيروس مما يعيق الجهود المبذولة لمتابعة ومعالجة الأمراض المنقولة جنسيا في المجتمعات العربية .ـ العوامل الثقافية والاجتماعية السائدة والتي تعيق الاعتراف الصريح بالسلوك الجنسي المحفوف بالخطر مما يعزز الحواجز أمام وصول النساء لخدمات الصحة الإنجابية.ـ التوسع في نطاق الفئات الأكثر عرضة للأمراض المنقولة جنسيا وفيروس نقص المناعة البشرية الايدز والذي لا يقتصر على الشباب والمراهقين بل يتعداهم ليشمل المهاجرين واللاجئين والمشتغلين بالجنس .ـ الارتباط الوثيق بين انتشار الوباء وتكريسه باتساع نطاق الفقر البشري الذي تشهده المنطقة , فالفقر والتخلف والأمية من بين العوامل المساهمة الرئيسية في انتشار فيروس الايدز .ومن هنا يمكن القول انه إذا أردنا أن تكون هناك وقاية حقيقية من الإصابة بالفيروس , فيجب على الحكومات والدول جمعاء أن تكفل حصول شرائح المجتمع كافة وخاصة الشباب والشابات على المعلومات والخدمات الضرورية لتنمية المهارات التي يحتاجونها للحد من خطر تعرضهم للإصابة بالفيروس .
ارتفاع عدد حالات الإصابة بالإيدز في المنطقة العربية
أخبار متعلقة