جانب من الدمار الذي خلفته الهجمات الجوية على جنوب العراق
بغداد /14 أكتوبر / رويترز:استعانت القوات الأمريكية بطائرة هليكوبتر لشن هجوم أثناء اشتباك مع مسلحين أمس الخميس في مدينة الحلة الجنوبية وقالت إنها قصفت منزلا في البصرة في تصعيد للغارات بعد أيام من الهدوء النسبي في جنوب العراق المضطرب.ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي خاض أتباعه معارك مع القوات العراقية والأمريكية الأسبوع الماضي إلى اعتصام سلمي في بغداد يوم الجمعة للاحتجاج على الهجمات وعمليات الاعتقال وحظر تسيير السيارات الذي يغلق أجزاء بالعاصمة.وقالت مصادر الشرطة في المدينة الشيعية إن خمسة أشخاص قتلوا في العملية التي جرت قبل الفجر بينهم أربعة من رجال الشرطة. وقالت إن القتال تفجر بعد أن دخل جنود أمريكيون يرتدون ملابس مدنية منطقة الجمعية بوسط الحلة.وفي البصرة دمرت القوات الأمريكية منزلا في غارة جوية في وقت متأخر يوم الأربعاء الماضي.وكانت المدينة مسرحا لمعارك كبيرة بين قوات الأمن وميليشيا جيش المهدي الشيعية الأسبوع الماضي.وأظهرت لقطات تلفزيون لوكالة “رويترز” جثة امرأة في الأنقاض وعمال إنقاذ يفتشون عن مزيد من القتلى. وقالت مصادر الشرطة إن ثلاثة أشخاص على الأقل توفوا بينهم أم وأب وابن وأصيب ثلاثة بجروح خطيرة. وقال متحدث عسكري أمريكي إن الضربة قتلت “ أحد الأعداء”.وكان العراق هادئا بصفة عامة منذ يوم الأحد الماضي عندما أمر الصدر مقاتليه بالانسحاب من الشوارع بعد أسبوع من القتال امتد عبر الجنوب إلى الأحياء الشيعية في بغداد.وكشف العنف عن خلافات عميقة داخل الغالبية الشيعية بين الأحزاب السياسية في حكومة المالكي وأنصار الصدر فيما ينذر بعدم الاستقرار بعد عدة أشهر من تحسن الأوضاع الأمنية.وأظهرت الإحصائيات الحكومية مقتل المئات ليصبح مارس أكثر الشهور دموية للمدنيين العراقيين منذ أغسطس الماضي.غير أن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية الاميرال مايك مولين قال إن واشنطن لن تغير خططها لسحب نحو 20 ألف جندي بحلول نهاية يوليو.ومن المقرر أن يقدم قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الأمريكي لدى بغداد ريان كروكر تقرير حالة عن الوضع في العراق إلى الكونجرس الأسبوع القادم.ومن المتوقع أن يوصي بتريوس في التقرير المرتقب بوقف سحب القوات لتجنب فقدان المكاسب التي تحققت في الشهور القليلة الماضية.وقال حازم الاعرجي مساعد الصدر إن رجل الدين الشيعي دعا إلى بدء الاعتصام بعد صلاة الجمعة للاحتجاج على حصار بعض الأحياء والاعتقال العشوائي لأتباع التيار الصدري وقصف مدنيين أبرياء.وقال لوكالة “رويترز” إن الاعتصام سيستمر الى ان يتوقف القصف والحصار والاعتقال. ورفعت القوات العراقية حظرا على سير السيارات في حي واحد هو الاعظمية اليوم الخميس (أمس) لكنها ستواصل حصارها لحي الشعلة ومدينة الصدر وهما من معاقل الشيعة في العاصمة.والحلة من بين عدة مدن جنوبية خاضت فيها قوات الأمن معارك مع ميليشيا جيش المهدي الأسبوع الماضي شملت هجمات باستخدام طائرات هليكوبتر.وقال الجيش الأمريكي إن الاشتباكات استؤنفت هناك أمس الخميس قبل الفجر عندما فتح مسلحون النار على قوات أمريكية في طريقها لاعتقال عضو فيما يطلق عليه “ الجماعات الخاصة” وهو التعبير الذي يستخدمه الجيش للإشارة إلى عناصر مارقة في ميليشيا جيش المهدي المؤيدة للصدر.وقال متحدث أمريكي انه تم تدمير عربة ولحقت أضرار بعدة مبان وتم الإبلاغ عن إصابة ثلاثة مدنيين بجروح.وقال متحدث باسم المستشفى الرئيسي في الحلة انه تم إحضار ست جثث بعد الاشتباك بينهم أربعة رجال شرطة. وقال إن نحو 15 شخصا أصيبوا بجروح نصفهم من المدنيين.