دخلت المقهى تريد كوباً من القهوة،وما إن جلست حتى وضعت يدها على جبينها..فهي في حالة إرهاق شديد،شربت نصف الكوب،أخرجت من حقيبتها مجلداً صغيراً فتحت دفتيه وأخذت تبكي،نظر إليها من كان يجلس على مقربة من طاولتها،نظرت إليه بغرابة،وهو كذلك خافت من طريقة نظرته كان ينظر إليها بشدة واستغراب،عادت مرة أخرى تقلّب دفتي المجلد فإذا به يأخذ الكرسي المقابل وقال لها:كيف حالك؟-أتعرفني؟- نعم!أعرفك منذ زمن،انظري إلى وجهي تماماً ومتذكرين أنك تعرفينني منذ أيام الشباب؟نظرت إليه بإمعان..صرخت:غير معقول أن أراك الآن؟- إنها الحياة يا عزيزتي،تفرق وتجمع من تشاء،،بعد أن كنا أصدقاء منذ أكثر من20عاماً ها نحن الآن كالغرباء!- أنا لم أعد كالسابق لقد أصبتُ بضعف النظر اعذريني- لا عليك ولكن ما الذي أتى بك إلى هنا بمفردك؟- إنني دوماً أرتاد هذا المكان لأنه يذكرني بزوجي- وأين هو؟مسافر أم....مات؟- إذا كان ميتاً ربما أرتاح من هذا الألم والصراع الذي أعيشه لكن لا أعلم أين هو بعد أن أنجبت ولدين ابدأت أشعر بجو الأسرة سرعان ما غادر إلى - حيث لا أعلم!- ألم تبحثي عنه؟- لقد بحثت عنه في كل مكان ولكن لا جدوى..وماذا عنك أنت؟- إنني أعيش مع أولاد أخي بعد أن مات وتركهم لي لأرعاهم،،تزوجت ولكنني لم أنجب،ولكنني أريد أن أسالك لماذا كنت تبكين عندما فتحتِ ذفتي المجلد؟- كنت أنظر لصور أولادي؟- لماذا أليسوا معك؟- لا..لقد أخذهم زوجي عندما رحل...لا عليك يا عزيزتي..فأنا أعيش في وحدة أيضاً دون أولاد..إن أولاد أخي الآن بمثابة أولادي ولكن،أن يكون لك ولد شيء ٌٌ جميل!..إنك محق.تعالي إذاً لنخرج من هذا المقهى وأعرفك إلى زوجتي وأولاد أخي،حقاً ستحبيهم.شكراً لك..إنها مصادفة جميلة،وأول شيء جميل أراه في هذا المقهى منذ أن اعترته أن أرى أناساً طيبين ما زالوا يذكرون الآخرين.
|
ثقافة
مصادفة...
أخبار متعلقة