عمر عبدربه السبع :[c1]قال الشاعر أبو ذويب :[/c]إذا بني القباب على عكاظ[c1] *** [/c]وقام البيع واجتمع الألوفتواعدنا عكاظ لننزلنه[c1] *** [/c]ولـم نشعر إذن أني خليف وما عكاظ هنا إلاّ سوق بل هو أشهر أسواق العرب في الجاهلية حتى ظهور الاسلام وكان تاريخ انعقاده حسب ما ذهب إليه الازرقي وتابعه فيه ابن عبدربه في كتابه الشهير " العقد الفريد" مرة كل عام من هلال ذي القعدة الى العشرين منه , وذكر البيهقي أن سوق عكاظ أقامها أفعى نجران سلطان التبابعة ..يقول المستشرق الألماني كارل بروكلمان :" إن سوق عكاظ لعبت دوراً غير يسير في توحيد نظرة العرب الجاهليين الى العالم وصهر عاداتهم ومفاهيم الشرق عندهم في بوتقة واحدة ومنحهم لغة شعرية مركزة تسمو على جميع اللهجات وتستغرقها ..".وقال الدكتور فيليب حتي :" يفهم من الأخبار أن نشأة المعلقات مقرونة بسوق عكاظ التي أقيمت بين نخلة والطائف في الحجاز سنة تلو أخرى .. وكان أعظم آثار الاسواق خاصة سوق عكاظ قبل البعثة التوحيد بين القبائل العربية ..".وسوق عكاظ من أهم أسواق العرب العامة يجتمعون فيها للبيع والشراء وتبادل المنافع عند بداية الاشهر الحرم والحج الى مكة وأمتاز السوق بقربه من مكة (المركز التجاري في بلاد العرب) واطمئنان التجار فيه على أنفسهم وأموالهم كما أمتاز بتأثيره الفعال في حياة العرب الدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية .وقد كان لسوق عكاظ تأثير كبير في الثقافة العربية حيث أعلت من شأن اللغة العربية وجعلت من هذه اللغة وسيلة للتفاخر والتبارز بدلاً من الحرب وأدواتها وأعادت تشكيل وعي الانسان العربي وغيرت فكره وقد قيل أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم مكث سبع سنين يتبع الحاج في منازلهم في موسم عكاظ يعرض عليهم الاسلام وكان هذا بمثابة إرهاص أولي لتهيئة وتقبل وحي السماء ورسالة الاسلام وقيمها الانسانية الخالدة .وتقول المصادر التاريخية (البكري في معجم ما أستعجم): إن سوق عكاظ بدأت بعد عام الفيل ببضع عشرة سنة (بـ 15 سنة) ثم تضاءل شأنها بعد سنة 129هـ بظهور حركة الخوارج الحرورية فخرجت بعد ذلك وهجرت .. وقد أزدهرت سوق عكاظ قبل الاسلام وعاصرت السوق الاسلام في عهدي الخلفاء الراشدين والامويين وكان آخر العهد بها سقوط دولة بني أمية وكان يتم فيها البيع والشراء وتبادل الاسرى وافتداءهم وفيها يقام الصلح وإنهاء العداء وفيها تضرب الخيام للشعر والخطابة وإعلان الاحلاف .وكان لسوق عكاظ حكام يفصلون بين المتنافسين كالنابغة الذبياني الذي كانت تنصب له قبة حمراء من أدم فيحكم بين الشعراء وأكتم بن صيفي وحاجب بن زرارة والاقرع بن حابس وكلهم من قبيلة تميم وعامر بن الظرب وعبدالمطلب وأبو طالب وصفوان بن أمية من قريش .ومن باب الظرف فإن الناقد الذبياني عندما استحسن شعر الخنساء قال كلمته الشهيرة :" إنك أشعر من كل ذات مثانة" فعقبت وقالت بل ومن كل ذي خصيتين.وما يهمنا هنا هل إعادة خيام سوق عكاظ تعزيز وتطوير لهيبة الثقافة العربية .تقول الأخبار إن سوق عكاظ سيعود برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبإشراف خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وإنه سيقام في نفس المكان التاريخي الذي كان يقام فيه السوق أيام الجاهلية وصدر الاسلام .ولكن ماذا يتوخى من تفعيل هذا السوق ؟! فهل يمكن لسوق عكاظ الجديد والمعاصر تحقيق ما هو أكثر من تأثير وتلاقح الثقافة العربية بين ابنائها .. وهل سيقبل كل الاطياف الادبية وهل سيستوعب كل الآراء والمذاهب .. المهم أن لا يحاكي السوق الحالي القديم جملةً وتفصيلاً فالناس فيما يعشقون ومذاهب ..
|
ثقافة
بأي حال تعود ياسوق عكاظ؟..
أخبار متعلقة