الألغام قتلت وأصابت أكثر من ألفين منذ نهاية الحرب
الميل 38 (السودان)/14 أكتوبر/ سكاي ويلر: تقف اوبايي ماري الحامل في شهرها السابع على بعد نصف متر من لغم صمم ليمزق أي جسم يزيد وزنه عن ثلاثة كيلوجرامات ولكنه بالنسبة لها مجرد جزء من عمل اليوم. وتقود ماري فريقا من النساء يعملن في إزالة الألغام لصالح منظمة بيبولز ايد النرويجية في واحدة من أكثر المناطق خطورة بجنوب السودان في الميل 38 الذي كان ميدانا للقتال ابان الحرب الأهلية. ويقع الميل 38 على بعد 61 كيلومترا من جوبا عاصمة الجنوب على خط النار في الحرب التي دارت رحاها لعقود من الزمن بين المتمردين الجنوبيين وأغلبيتهم من المسيحيين والوثنيين والحكومة المسلمة في الخرطوم.، وسقط مليونا قتيل في الحرب وشرد أربعة ملايين قبل توقيع اتفاق السلام في عام 2005. واليوم تحاول حكومة جنوب السودان التي تتمتع بما يشبه الحكم الذاتي إعادة بناء المنطقة التي تفتقر لأهم منشآت البنية التحتية. وتجري حكومة الجنوب استطلاعا للرأي بشأن الانفصال في عام 2011م. وإزالة آلاف الألغام جزء مهم من جهود إعادة بناء المنطقة المدمرة حيث أدى تلغيم الطرق لصعوبة السفر ونقل السلع. وتعترف ماري «كنت خائفة جدا حين تعاملت مع أول لغم». وبعد عامين أضحت مسئولة عن سلامة مجموعتها وتفجير الألغام التي ترفع من المنطقة غير المأهولة. وتقول ماري بابتسامة «رفعت أكثر من 20 لغما حتى الآن. بل يمكنني ان احمله في يدي.» ، وتحت إشراف ماري تقوم جوان جنتي بإزالة لغم بحرص شديد.