فيما طهران تعلن أنها تؤيد مساعي نزع سلاح الميليشيات
جندي عراقي يفحص بعض الاسلحة الخفيفة
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية أمس الأحد أن حكومته قررت تشكيل لجنة أمنية ستعنى بجمع الأدلة التي من خلالها يمكن التأكيد أن إيران متورطة بالشأن العراقي وإنها تتدخل بشؤونه الداخلية. وقال الدباغ في مؤتمر صحفي في بغداد أن رئيس الحكومة نوري المالكي « أمر بتشكيل لجنة خاصة لتوثيق أي تدخل إيراني في الشأن العراقي من عدمه.»، وقال الدباغ أن اللجنة التي أمر المالكي بتشكيلها ستتكون من أعضاء من «مكتب القائد العام (للقوات المسلحة) ووزارة الدفاع والداخلية وزارة الدولة لشؤون الأمن الوطني وهي الوزارات الأمنية المكلفة بتوثيق موضوع التدخل.» وأوضح الدباغ أن الغاية من تشكيل اللجنة الأمنية هو «الوقوف على معلومات مؤكدة وليس على معلومات مبنية على تخمينات من قبل أشخاص.»، ومضى يقول «هذا الذي نريده...لا نريد أن ندفع دفعا إلى أن ندخل في صراع مع أي دولة وبالذات مع إيران.»، وأضاف «يكفينا ما حدث من توترات دفعنا أثمان باهظة بسببها نتيجة دفع الآخرين للعراق في أن يتخذ موقفا عدائيا مع إيران أو مع أي دولة غيرها.. نريد أن ننظم العلاقة مع دول الجوار بطريقة تحفظ مصالح العراق.» وأعلن الدباغ في المؤتمر ان الحكومة العراقية لن تكون مسئولة عن أي تصريح ممكن ان يصدر من قبل أي من المسئولين العراقيين حتى وان كانوا جزءا من الحكومة وقال «الحكومة تؤكد ان كل التصريحات التي تصدر من أطراف ومستويات الحكومة العراقية أو المتحدثين العسكريين أو المدنيين عن العلاقات مع دول الجوار هي تصريحات غير مسئولة ويعبر رئيس الوزراء عن رفضه لهذه التصريحات.» ورفض الدباغ الحديث عن مهمة الوفد البرلماني العراقي الذي عاد من إيران السبت بعد ان نقل للمسؤولين الإيرانيين ماوصفه بعض المسئولين العراقيين عن أدلة تثبت تورط إيران بالشأن العراقي ودعمها للميليشيات. وقال الدباغ «الوفد العراقي لم يمثل الحكومة إنما كان يمثل كتلة برلمانية سياسية وهي كتلة الائتلاف.»، وأضاف «بشكل عام كانت هنالك أسئلة طرحت محددة عن قلق ومخاوف وشكوك وأخبار عن التدخلات (الإيرانية) أتصور أن الوفد استلم أجوبة واضحة من الجانب الإيراني.» ورفض الدباغ الخوض في تفاصيل الأجوبة التي حصل عليها الوفد العراقي. وكان خالد العطية النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي والعضو في الائتلاف العراقي الشيعي الموحد وهو الذي كان عضوا في الوفد الذي زار إيران أعلن أمس الأول السبت ان الوفد «لمس موقفا ايجابيا» من المسئولين الإيرانيين في دعم جهود الحكومة العراقية في حربها ضد الميليشيات.، لكن العطية لم يتحدث عن الأجوبة التي قدمها الإيرانيون بخصوص الاتهامات التي تتحدث عن دعم إيران للمليشيات. إلى ذلك قالت وكالة أنباء إيرانية أمس الأحد إن إيران تؤيد جهود الحكومة العراقية لنزع سلاح الميليشيات بعد أن قالت بغداد إن وفدا أرسل إلى طهران الأسبوع الماضي لحث الجمهورية الإسلامية على الكف عن دعم الميليشيات الشيعية. وتوجه وفد من الائتلاف العراقي الموحد الحاكم إلى إيران بعد اتهامات أمريكية جديدة بالعثور على أسلحة مصنعة في إيران بالعراق. وأكدت إيران أنها أجرت مباحثات مع الوفد العراقي الزائر للمساعدة في إنهاء القتال بالعراق. ونفت طهران في السابق دعم ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة. ونسبت وكالة الطلبة للأنباء إلى مسئول لم تذكر اسمه قوله «نؤيد مساعي الحكومة العراقية لنزع سلاح أفراد الميليشيات لكننا ننصحها أيضا بتفادي مواجهة الناس.» وأضاف المسئول أن طهران ستواصل دعم الحكومة العراقية و»ستبذل أقصى جهودها لبسط الأمن في العراق.» ويقول مسئولون أمريكيون إنهم جمعوا أدلة على أن أسلحة إيرانية دخلت العراق في الآونة الأخيرة لكنهم أرجأوا فكرة عرض هذه الأدلة حتى يتسنى للعراقيين إثارة الأمر أولا مع إيران. ويقول محللون إن طهران تريد أن تظل حكومة صديقة يقودها الشيعة في السلطة لكنها تريد ضمان أن تتطلع الفصائل الشيعية المتنافسة بصفتها وسيطا قويا. كما يقولون إن إيران تريد أن تضمن ألا تكون حياة القوات الأمريكية سهلة في العراق.