في ضوء مطالبة شيوخ “اللقاء المشترك” بتشكيل شرطة دينية لحماية « الفضيلة والنهي عن المنكرات » !!
عدن/ 14 أكتوبر:بعد ساعات من العرس الديمقراطي البهيج الذي ساد مدينة عدن يوم أمس بمناسبة انتخاب الدكتور/ عدنان الجفري كأول محافظ منتخب على طريق تعزيز الديمقراطية والحكم المحلي واسع الصلاحيات، روعت مدينة عدن مساء أمس السبت بتدشين أول حملة تشنها (شرطة دينية غير شرعية وغير قانونية)، على مجموعة من الطلاب والطالبات الدارسين في الفترة المسائية بجامعة عدن، تحت ذريعة (حماية الفضيلة ومحاربة المنكرات)، الأمر الذي أثار غضب واستنكار المواطنين الذين دخلوا في اشتباك بالأيدي مع أفراد هذه الشرطة غير الشرعية التي تستهدف إيذاء الناس في الكليات الجامعية والشوارع والساحات العامة والمحلات التجارية ونشر الرعب والخوف في أوساط المجتمع.وكان أفراد هذه (الشرطة الدينية غير الشرعية) قد دشنوا أولى حملات إيذاء المواطنين بعد ساعات من انتخاب الدكتور/ عدنان الجفري محافظاً لمدينة عدن، حيث كانت مجاميع من الطلاب والطالبات الذين يدرسون في السنة الرابعة بنظام التعليم الموازي في كلية الحقوق وكلية التربية بجامعة عدن، خارجة من مبنى الكلية في الساعة الثامنة من مساء أمس بعد أداء الامتحانات الفصلية باتجاه ساحة العروض، حيث توجد مواقف سيارات الأجرة التي يستقلها الطلاب والطالبات للعودة إلى منازلهم. وبينما كانت مجاميع الطلاب والطالبات متجهة في طريقها إلى مواقف السيارات انطلق أفراد ملتحون صوب مجاميع الطلاب والطالبات وانهالوا عليهم بالهراوات والشتائم والقذف مرددين شعارات تدعوا إلى ما أسموه: “ حماية الفضيلة والنهي عن المنكرات”!!وأمام هذا المشهد المثير للرعب والفزع تدخل مواطنون كانوا متواجدين في هذه الساحة المكتظة بالناس والأضواء الكاشفة القوية، وحاولوا إيقاف العدوان الذي شنه أولئك المتطرفون ــ الذين يبدو أنهم ينتمون إلى شرطة دينية غير شرعية ــ على مجاميع الطلاب والطالبات الجامعيين، لكن المشهد أزداد توتراً بظهور جماعات أخرى من ذوي اللحى الكثة والجلابيب القصيرة، الذين كانوا يتجمعون في أحد المساجد الموجودة بالقرب من ساحة العروض في حي خورمكسر وهم يهتفون بشعارات “الله أكبر.. الله أكبر” مطالبين بوقف ما أسموه “انتشار الفسوق والمفاسد في عدن”!!؟؟، والدعوة إلى “حماية الفضيلة ومحاربة المنكرات”(!!)، ما أدى إلى حدوث اشتباكات بالأيدي تنذر بتحول هذه المدينة الآمنة إلى ساحة مفتوحة لمواجهات أخرى مع أصحاب هذا المشروع الذي يستهدف فرض نمط الحياة “الطالبانية” في مدينة عدن وغيرها من المدن اليمنية، على أثر دعوة بعض شيوخ وملالي أحزاب المعارضة المنظوية في إطار ما يسمى «اللقاء المشترك» لتشكيل شرطة دينية تتولى مهمة “تعزيز الإيمان وحماية الفضيلة ومحاربة المنكرات” بحسب ما جاء على لسان الداعين إلى تأسيس هذه الشرطة الدينية غير الشرعية.إلى ذلك قال الأخ/ نادر عبدالقدوس الطالب في المستوى الرابع بكلية الحقوق إن الطلاب والطالبات اعتادوا على التوجه يومياً بعد انتهاء الدراسة من قاعات الدراسة إلى مواقف السيارات القريبة من الكلية بشكل اعتيادي وجماعي في هذه المنطقة المكتظة بالمواطنين والمحلات والمجمعات التجارية والمطاعم والمخابز والأضواء الكاشفة التي تغمر ساحة العروض حتى أنها تبدو وكأنها في النهار، فهل يعقل أن تكون مواقف السيارات على الطريق العام في ساحة العروض مكاناً للفحشاء؟؟. وهل من المعقول أن تمارس الفاحشة أمام الناس في هذا المكان العام؟؟ ثم واصل تساؤلاته: «من الذي فوض هؤلاء الناس للتحدث باسم الفضيلة واتهام المجتمع بارتكاب المنكر وإيذاء الطلاب والطالبات أثناء توجههم من مواقع دراستهم إلى مواقف السيارات في ساحة العروض التي تقع في قلب مدينة عدن!!؟وقال الأخ نادر إن ما حدث لا ينفصل عن حملات التحريض التي يقوم بها خطباء المساجد الذين يطالبون سكان مدينة عدن بإبقاء النساء في المنازل ومنع العاملات والطالبات من التوجه إلى أماكن العمل والدراسة بذريعة أن مجتمعنا أصبح فاسقاً!! وأضاف نادر عبدالقدوس بمرارة: «من أعطى لهؤلاء الحق في تفسيق أبناء وبنات عدن والوصاية على المجتمع وإيذاء الناس في الشوارع والساحات العامة؟؟من جانبه استنكر الأستاذ/ عبدالكريم شائف أمين عام المجلس المحلي بمحافظة عدن هذا العمل الهمجي الغريب عن مدينة عدن، والذي يستهدف إفساد بهجة المواطنين بانتخاب أول محافظ لمحافظة عدن عبر صندوق الاقتراع من قبل الهيئة الناخبة على طريق الحكم المحلي واسع الصلاحيات، مشيراً إلى أن قيادة السلطة المحلية لن تتهاون إزاء هذا العمل الهمجي الذي يجسد ثقافة متطرفة غريبة عن مجتمعنا وسلوكاً شاذاً وخارجاً عن القانون.. وأكد الأخ أمين عام المجلس المحلي عزم السلطة المحلية على ردع المتطرفين الذين ارتكبوا ذلك العدوان الآثم على الطلاب والطالبات بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية في المحافظة.