بوش يبدأ مسعىً أخيراً لإحلال السلام بالشرق الأوسط في أنابوليس
عين فلسطينية على مستقبل مجهول
واشنطن / 14 أكتوبر / محمد السعدي وجيفري هيلر : اجتمع الرئيس الأمريكي جورج بوش مع الزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي أمس الاثنين في مسعى يهدف إلى إقامة دولة فلسطينية قبل أن تنتهي فترة رئاسته بعد 14 شهرا. وفرص حدوث انفراج خلال ثلاثة أيام من المحادثات في واشنطن وأنابوليس القريبة من ولاية ماريلاند قليلة إذ يواجه بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس تحديات سياسية كل في الوطن. وفي تعزيز للزعماء الثلاثة تعهدت سوريا والمملكة العربية السعودية بحضور مؤتمر أنابوليس اليوم الثلاثاء بالرغم من أن دمشق سترسل نائبا لوزير الخارجية بدلا من وزير الخارجية الذي كان المنظمون الأمريكيون يأملون أن يشارك في المؤتمر. وتقول واشنطن إن العمل الشاق سيبدأ بعد ذلك عندما يتناول الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي القضايا الأساسية في الصراع وهي حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والقدس والأمن وحدود الدولة الفلسطينية. وقال بوش في كلمة رحب بها بأولمرت وعباس اللذين وصلا في مطلع الأسبوع "هذا المؤتمر سيكون بمثابة إشارة إلى الدعم الدولي لنية الإسرائيليين والفلسطينيين لبدء مفاوضات بخصوص إقامة دولة فلسطينية وإحلال السلام بين هذين الشعبين." وأجتمع بوش مع أولمرت وعباس بشكل منفصل ثم سيجتمع بهما معا. وسينضم إليهم في الأكاديمية البحرية الأمريكية في أنابوليس ممثلو أكثر من 40 دولة. وتأتي مساعي إحلال السلام التي تستضيفها أنابوليس بعد أعوام من جهود الوساطة الأمريكية الفاشلة وآخرها الجهود التي بذلها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون لإنهاء الصراع المستمر منذ عشرات السنين وإقامة دولة فلسطينية. وقال نبيل شعث وهو مساعد بارز لعباس إن الفلسطينيين والإسرائيليين سيأخذون بعد أنابوليس من المبادئ التي جرى الاتفاق عليها بالفعل خلال فترة إدارة كلينتون. وتابع أن ذلك يسمح للجانبين بعدم البدء من البداية ولكن استكمال شيء جرى الاتفاق عليه بالفعل. وقال ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي الأمريكي إنه يتوقع أن يلتزم الطرفان من جديد بتنفيذ خطة خارطة الطريق التي تنص على أن توقف إسرائيل بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة وأن يكبح الفلسطينيون النشطاء. وتقول الولايات المتحدة أن الوقت مناسب لاستئناف المفاوضات بالرغم من التحديات التي تواجه اللاعبين الرئيسيين. وفقد عباس في يونيو السيطرة على قطاع غزة لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس) التي لم توجه لها الدعوة لحضور مؤتمر أنابوليس والتي عقدت أمس الاثنين مؤتمرا مناهضا لمؤتمر أنابوليس لتأكيد معارضتها للتعايش السلمي مع الدولة العبرية. وقال إسماعيل هنية أحد زعماء حماس ورئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية السابقة التي أقالها عباس للصحفيين "أي مقررات تنتج عن هذا المؤتمر تمس بالحقوق الوطنية لن تكون ملزمة للشعب الفلسطيني وستكون ملزمة فقط لمن وقع عليها." ولا يحظى أولمرت بشعبية بين الناخبين الإسرائيليين بسبب اتهامات بالفساد وحرب إسرائيل باهظة التكاليف ضد لبنان كما يعارض أعضاء الجناح اليميني في ائتلافه الحكومي الهش تقديم أي تنازلات. وتنتهي فترة رئاسة بوش الذي أضعفته سياسيا حرب العراق التي لا تحظى بشعبية في يناير عام 2009 . ومما يسلط الضوء على المصاعب يبدو أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يجدان صعوبة في الاتفاق على وثيقة مشتركة تطرح على مؤتمر أنابوليس رغم أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وهادلي قللا من أهمية هذه الوثيقة. ووجهت رايس دعوة على العشاء لوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ولأحمد قريع كبير المفاوضين الفلسطينيين الأحد في محاولة للتوصل لاتفاق بخصوص الوثيقة المشتركة. وقال أهارون أبراموفيتش المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية إن المحادثات التحضيرية أستمرت حتى أمس الاثنين. وتابع لراديو إسرائيل "ما زالت هناك قضايا لم تحل وثمة ساعات قد تكون الفرصة الأخيرة لحلها." ويقول مسئولون أمريكيون إنهم يتوقعون أن تستمر المفاوضات بخصوص الوثيقة إلى أن يبدأ اجتماع أنابوليس.