أكد أن أسامة بن لادن يعيش معزولاً جداً
واشنطن/14 أكتوبر/رويترز/متابعات: ذكر مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) مايكل هايدن أن الضغوط الأمريكية على تنظيم القاعدة بالقرب من الحدود الباكستانية مع أفغانستان أفقدت الجماعة توازنها لكن المنطقة مازالت تمثل أكبر تهديد إرهابي على الولايات المتحدة. وأضاف هايدن في تصريحاته الخميس لإحدى المؤسسات البحثية في واشنطن أنه هو ومدير وكالة المخابرات الباكستانية اللفتنانت جنرال أحمد شجاع باشا تبادلا في اجتماع عقد الشهر الماضي وجهات نظر مشتركة حول كيفية احتواء تهديد المتشددين. جاء ذلك على الرغم من احتجاجات باكستانية عنيفة بشأن ضربات عسكرية أمريكية داخل باكستان تهدف إلى منع القاعدة وطالبان من شن هجمات عبر الحدود في أفغانستان. وقال هايدن للمجلس الأطلنطي الأمريكي «هناك اشتراك في وجهة النظر في كيفية التعامل مع التهديد أكثر مما يفترضه كثيرون على ما يبدو.» وكانت الولايات المتحدة كثفت في الأشهر الأخيرة من الضربات الصاروخية من طائرات بدون طيار ضد متشددين داخل باكستان وفي سبتمبر الماضي شنت هجوما بريا لقوات كوماندوس عبر الحدود. ولم تهتم واشنطن بالاحتجاجات من جانب باكستان لكن بعض الخبراء يخشون من أن الغارة ربما تقوض الديمقراطية الهشة في باكستان والتعاون مع الولايات المتحدة. وقال هايدن دون أن يعترف بالضربات ولا الدور الأمريكي فيها إن العديد من المقاتلين القدامى والقادة في القاعدة لقوا حتفهم الشهر الماضي «بسبب العنف أو لأسباب طبيعية.» وأضاف هايدن أن ذلك زعزع الشعور بالأمن لدى القاعدة وقال « عندما نخرج نحن وحلفاؤنا إرهابيين مثل هؤلاء من ساحة القتال.. فإن هؤلاء الذين يبقون يشعرون ببعض الخوف.» وتابع «إننا نجبرهم على إنفاق مزيد من الوقت والموارد على حماية أنفسهم وهذا يلهيهم.. عن وضع الأساس للهجوم المقبل. لقد أفقدنا توازن القاعدة.»، غير أنه أضاف أن المنطقة الحدودية مازالت تمثل قاعدة لقيادة القاعدة التي لديها هيكل متطور وأكثر متانة واحتياطي كبير من العناصر التي تتسم بمهارة. وأكد أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، يعيش معزولا جدًّا، وهو مضطر «لتخصيص الكثير من طاقته من أجل الحفاظ على حياته»، ملمحا إلى أنه ما زال على قيد الحياة. وقال هايدن إن بن لادن «بالواقع، يبدو معزولا تمامًا عن قضايا التنظيم (القاعدة) الذي يديره اسميا».وأكد على أن مطاردة زعيم تنظيم القاعدة «تأتي بالفعل على رأس أولويات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية». وفي هذا الصدد، أوضح هايدن أن مقتل أو أسر أسامة بن لادن «سيكون له تأثير مهم على ثقة اتباعه وفي قلب القاعدة على السواء، وأيضا على المتطرفين عبر العالم». وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن بن لادن يختبئ على الحدود الأفغانية- الباكستانية؛ حيث، كما قال، يعيد تنظيم القاعدة تنظيم نفسه، واعتبر أن مراقبة كل كيلومتر مربع في هذه المنطقة الخطرة تمثل «تحديا خطرا».وصرح هايدن بأن تنظيم القاعدة «عانى تصدعات جدية، ولكنه بقي حازما، وهو عدو يتأقلم أكثر من أي عدو آخر، لم تواجه مثله أمتنا على الإطلاق». وأوضح أن التهديدات الإرهابية الرئيسة ضد الولايات المتحدة تتركز في المناطق القبلية في باكستان؛ حيث لجأ تنظيم القاعدة، وقال «دعوني أكون واضحا، حاليا، يرجع نظريا كل تهديد إرهابي كبير إلى المناطق القبلية، سواء فيما يتعلق بالقيادة أم التدريب أم الإدارة أم المال أم القدرات». وتبنى بن لادن اعتداءات الـ11 من أيلول/سبتمبر 2001، التي أوقعت حوالي ثلاثة آلاف قتيل في الولايات المتحدة، وأدت إلى غزو أفغانستان.وخصصت الولايات المتحدة جائزة بقيمة 50 مليون دولار لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى قتل أو أسر أسامة بن لادن.