بصمت وهدوء المناضلين الوطنيين الشرفاء وبصمت الرجال المؤمنين الزاهدين رحل عن دنيانا الفانية إلى دار الخلود والبقاء الأبدي في الخامس من نوفمبر 2009م المناضل الكبير والدبلوماسي والشخصية السياسية والاجتماعية البارزة المغفور له بإذن الله تعالى السفير عبدالوكيل السروري ووري جثمانه الطاهر في عصر اليوم ذاته الثرى بمقبرة الرحمن بالمنصورة بعدن عن عمر ناهز (63) عاماً بعد صراع مرير مع المرض الذي داهمه خلال الشهرين الماضيين حتى سلم روحه إلى بارئها وتوقف ذلك القلب الجميل العامر بالحب للناس والوطن عن الخفقان.* اللافت للنظر أن وفاة الأخ العزيز عبدالوكيل السروري كانت مفاجئة لأصدقائه ومحبيه وهم كثر في هذا البلد ويحسب للأخ المناضل عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية الذي وجه ببرقية تعزية لأسرة الفقيد في يوم وفاته أنه بواسطة هذه البرقية التي أذيعت بالتلفزيون قد أشعرنا برحيل المغفور له عبدالوكيل السروري - رحمة الله تغشاه - كونني لم أعلم حتى بالمرض الذي داهمه وظل يقاومه ويتحمل مواجعه طوال شهرين من دون أن يشكو لأحد ولا علم لي إن كانت الدولة قد تكرمت بتقديم له مساعدة علاج في هذه المرحلة الحرجة من حياته ومرضه أم أنه فضل كعادته الصمت والتنازل حتى عن حقوقه المكتسبة أمام الدولة والوطن الذي خدمه وقدم له الغالي والنفيس ابتداءً من مراحل النضال الحقيقي في مقارعة الاستعمار والحكم الكهنوتي إلى مرحلة البناء وسنوات التوحد لليمن.والأرجح أن عزة النفس التي عرف بها الفقيد قد جعلته يفاجئنا برحيله المبكر في أحلك الظروف التي يمر بها الوطن الذي كان بأمس الحاجة إلى رجالات حكماء وعقول كبيرة وقلوب نظيفة وأياد بيضاء بمكانة ومستوى السفير الراحل عبدالوكيل السروري الذي أكتب هذه المرثية عنه وأنا في أشد الحزن على فراقه.* كانت معرفتي بالفقيد منذ نحو عقدين من الزمن.. لكن تطورت إلى أكثر من صداقة منذ العقد الثاني من القرن الفائت وتعمقت حتى صار من أغلى الأحبة أثناء العمل الذي كلف به في قيادة فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة عدن وكنت أعمل حينها مديراً لصحيفة (22 مايو) بعدن قبل أن تقذف بي المتغيرات للعودة إلى محافظتي أبين وفي الجبهة الإعلامية لمهنة المتاعب والعمر القصير.. كان يطل علينا في أروقة مبنى المؤتمر بالتواهي بابتسامته الجميلة وأناقته المتميزة ونجلس في كل يوم لساعات نتناول أطراف الحديث الذي كان يركز آنذاك على تنظيم المؤتمر ودوره وعلى مدى تأثير خطابه الإعلامي بين أوساط المجتمع اليمني.وعلى الأرجح أن الفقيد السروري الذي بذل جهوداً وكانت له آراؤه الشجاعة والجسورة التي كان يجاهر بها ويطرحها بوضوح لم تعجب البعض ولم يستفيدوا من المخزون المعرفي لتجربته السياسية الطويلة.* إن الكتابة عن الراحل لا تفي بحقه وتحتاج إلى حيز واسع والمواقف التي جمعتني به كثيرة.. لكن أهمها تدخله في خطأ مطبعي عن موضوع كتبته عن مؤسسة الأثاث والتجهيزات وفجر بيني وبين والمدير فضل الهلالي خلافاً فتدخل الفقيد و د. عبدالعزيز بن حبتور وهادي عامر واستوعب ابن الهلالي ما حذف من المقالة التي أفرغت المادة من معناها.رحم الله الصديق الراحل عبدالوكيل السروري وأسكنه فسيح جنانه وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحيل مناضل
أخبار متعلقة