كندا / 14 اكتوبر / متابعات / وكالات: احتاجت العداءة العراقية دانة حسين إلى أكثر من التصميم في طريقها إلى دورة الألعاب الاولمبية في بكين حيث ستشارك في منافسات ألعاب القوى وتحديدا في سباقي 100 م و200 م، لأنها قاومت الأوضاع الصعبة التي تشهدها بلادها يوميا حتى أنها نجت من الموت بعد أن استهدفها أحد القناصين خلال حصة تدريبية.وباتت حسين ثالث رياضية عراقية في تاريخ اللجنة الاولمبية المحلية تشارك في الألعاب الاولمبية وذلك بعد أن رفعت اللجنة الاولمبية الدولية الحظر الذي فرضته على اللجنة الاولمبية العراقية، ما سمح لها وثلاثة رياضيين آخرين بالمشاركة في بكين 2008.وقالت دانة في حديث لوكالة فرانس برس: “الألعاب الاولمبية تظاهرة رياضية رائعة وأنا سعيدة لمشاركتي فيها للمرة الأولى”.وكشفت دانة (21 عاما) عن الصعوبات التي واجهتها قبل التوجه إلى بكين بقولها “لقد تعرضت للقنص خلال حصة تدريبية على ملاعب جامعة بغداد، لكنني لم أقتل والحمدلله لأنني كنت أركض”. وشرح مدرب دانة ، يوسف عبد الرحمن وهو بطل العراق سابقا في سباق 400 م الصعوبات التي ترافقه هو ودانة عندما يعودان من التمارين بقوله: “كانت هناك العديد من الاغتيالات والانفجارات في كل مرة نعود فيها إلى منزلنا بعد التمارين، وعدة مرات تعقبنا مسلحون وبدأوا يطلقون النار علينا، لقد أظهرت دانا تصميما كبيرا وهذا ما دفعني للعمل معها والتضحية من أجلها، أنها فعلا فتاة شجاعة”.ويأمل كل من يوسف ودانة أن تساعد الرياضة على تخطي الصراعات في البلاد وتساهم في توحيده وقالت دانة: “المشاركة في الألعاب الاولمبية تعني الكثير بالنسبة لى، لأنني سأمثل البلاد بأكملها وليس نفسي فقط”.ولم يكن حلم دانة ليتحقق لأن اللجنة الاولمبية الدولية علقت عضوية اللجنة الاولمبية العراقية في حزيران/يونيو الماضي قبل أن تتخذ قرارا باستبعادها من المشاركة في الألعاب الاولمبية أواخر تموز/يوليو بسبب إصرار الجهات الحكومية العراقية على التدخل في عمل اللجنة الاولمبية العراقية.وكانت الحكومة العراقية أوقفت عمل اللجنة الاولمبية العراقية عبر قرار تجميدها في العشرين من أيار/مايو الماضي وشكلت هيئة موقتة بدلاً عنها، ما استدعى تدخل اللجنة الاولمبية الدولية التي أمهلت الحكومة العراقية فترة زمنية محددة للعودة عن قرارها.واجتمع ممثل عن الحكومة العراقية مع ممثلين عن اللجنة الاولمبية الدولية في أواخر تموز/يوليو الماضي وتوصلا إلى اتفاق يقضي بالسماح بمشاركة العراق في الألعاب الاولمبية مقابل تعهد الحكومة العراقية بإجراء انتخابات نزيهة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.وتعاني اللجنة الاولمبية العراقية من مشاكل جمّة علما بأن رئيسها السابق احمد السامرائي اختطف على أيدي مسلحين مجهولين في تموز/يوليو عام 2006 ولا يزال مصيره مجهولا.وشرحت دانة كيف تلقت خبر استبعاد العراق عن الألعاب الاولمبية بقولها: “عندما بلغني النبأ أجهشت بالبكاء لمدة ساعتين لان جهودا مضنية بذلتها خلال السنتين الأخيرتين ذهبت سدى”.وتابعت “أصبت بإحباط كبير لأنني شعرت بأن الجهود والتضحيات الكبيرة التي بذلتها في ظروف صعبة قد تبخرت ومعها تحقيق حلم المشاركة في الألعاب الاولمبية”.وكشفت “لكن بعد قرار رفع الحظر، عادت الحياة إلي وكنت سعيدة سعادة الأطفال بالحصول على هدية وأقمت حفلة في بيتي بمناسبة مشاركتي في الألعاب”.وتدرك دانة بأن لا أمل لها في الحصول على ميدالية في اختصاصها لكن مدربها أعرب عن ثقته بإمكانية أن تحطم رقمها القياسي الشخصي وقال في هذا الصدد: “دانة عداءة صنعت نفسها بنفسها، إنها بطلة وهي تستحق كل الاحترام”.ولن يتمكن مدرب دانة من متابعتها عن كثب خلال الألعاب الاولمبية لأن الحكومة العراقية قررت في اللحظة الأخيرة عدم السماح له بمرافقتها إلى بكين.
أخبار متعلقة