ها هو الوطن يعيش هذه الأيام زخماً ديمقراطياً وحدوياً في مؤتمرات المحليات الفرعية للمحافظات ليتم التسهيل في طرح احتياجات كل محافظة على حدة وتسليط الضوء على مكامن الأخطاء والسلبيات والمشاكل التي يعانيها المواطن في هذه المحافظة أو تلك والعمل على إيجاد الحلول الناجعة والبدائل لتصحيح أوضاع قد جعلت المواطن يتذمر منها لأنها تمس حياته وتجعله دائماً في شظف من العيش.إن الزخم الديمقراطي المتلألئ في المساحات الواسعة الصلاحيات في الحكم المحلي والذي تجسده الدلالات والمعاني الحقيقية لأبناء الوطن تخليداً لدماء الأبرار الشهداء الميامين الذين قدموا أرواحهم ودماءهم رخيصة وقرباناً لهذا الوطن الوحدوي المعطاء . من خلال التأكيد السليم والواضح للرؤى الوحدوية والديمقراطية التي يسعى إليها الجميع من أبناء هذا الشعب الأبي الذي مرت عليه الكثير من المحن. وأصبح مجرباً وواعياً ومدركاً لكل ما يعتمل على أرض الواقع من تصرفات رعناء لضعاف أنفس باعوا ضمائرهم للشيطان معتقدين أن من السهل أن يعيدوا عجلة التاريخ إلى الوراء متناسين أن أبناء الوطن قد شبوا عن الطوق وأصبحوا وقوداً للتنمية والبناء والاستقرار والأمن.. .. يقظين مدافعين عن الجمهورية اليمنية الواحدة والديمقراطية والحرية واللذين هما صنوان لهذا الوطن. ليس معيباً أن نتدارك ونصحح الأخطاء يداً بيد نشكل قوة ضاربة حتى نستطيع أن نضرب بيد من حديد كل فاسد يعيث فساداً في هذه الأرض الطيبة الطاهرة بناسها المخلصين .. الدعوة مفتوحة للجميع للمشاركة بفعالية حقيقية وصادقة لوضع النقاط على الأحرف ولتحديد مكامن الخلل ومواضع الفساد وإيجاد ووضع البدائل التي تساعد على عملية البناء وإيقاف منابع الفساد في كل المواقع وبتر كل يد تمتد للنيل من مقدرات ومكاسب ومنجزات هذا الشعب العظيم الذي ضحى بكل غال ونفيس في كل المراحل.وليس من حق أحد أن يدعي أي وصاية على هذا الشعب الذي دفع ضريبة نظامين شموليين في شمال وجنوب الوطن أكان في أعمال ( السحل) من زوار الفجر أو انتزاع حرية وكرامة المواطنة وتكميم الأفواه ورمي الألقاب المجرمة جزافاً هنا وهناك والاستخفاف بالوطنية وتجريد الآخرين منها.. والتربص والتآمر ودخول ميادين النزال في ساحات عراك بين أبناء اليمن الواحد في ظل نظامين شموليين سابقين .لن أنسى لحظة اعتقالي والتحقيق معي في الأمن الوطني في محافظة تعز قبل الوحدة لكوني أحمل البطاقة الشخصية للنظام الشمولي في الجنوب وأعمل في صحيفة 14 أكتوبر .. ولن ينسى يمني آخر قادم من الشمال إلى الجنوب حدث معه ما حدث لي وأنا متأكد أن هناك كثيرين تذوقوا مرارات الانشطار والتشطير.ها هي تناقضات وتنافرات وسجل أوضاع وتاريخ مزر ومليء بالآلام والأوجاع .. نساء ترملت وأطفال يتمت وأسر تشردت .. وأم توجعت وبكت لفقدانها ابنها الوحيد .. إنها مأساة ما بعدها مأساة .هل حقاً هم بحاجة إلى عودة عجلة التاريخ إلى الوراء .. ونحن نعلم جيداً ثمن ما دفع نظير الالتئام والتوحد .. هل هم بحاجة إلى التشرذم والتمزق والفرقة والتربص والمكايدة والدسائس وقتل الأخ أخاه بيد باردة هل هؤلاء يريدون هذه الحياة؟!.الوطن ينظر إلى من يطلب الانفصال و الفاسد بعين واحدة فكلاهما مجرمان أمام الشعب والقانون لأن جرمهما يطال الشعب ويدفع ثمنه المواطن من دم قلبه. . وكلاهما يعبثان بمقدراته ومكاسبه وأرواحه لهذا حذار منهما فالصحوة مطلوبة أكثر من أي وقت مضى .الدولة والحكومة مطالبة بأن تكون مدركة وعلى دراية كاملة وبوضوح تام لكل ما يعتمل على أرض الواقع من تصرفات ومنغصات حتى ولو كانت صغيرة والاهتمام ووضع الحلول السريعة والمجدية لها وليس (الترقيع) لأن ذلك يعطي فرصة للتمادي من قبل الفاسد ويجعل من لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب يصطادون في الماء العكر.لذا المطلوب الآن التسريع بمحاسبة ومحاكمة الفاسدين الذين أصبحت رائحتهم تزكم الأنوف .. حتى يعلم القاصي قبل الداني بأن الوطن بكل فئاته والدولة بكل مؤسساتها وبالقانون وبكل الشرفاء والمخلصين من أبناء الوطن قادرة على أن تردع وتجتث الفاسدين وبؤرهم ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب والوطن.
الوحدة تتجلى في مؤتمرات المحليات
أخبار متعلقة