إرادة أقوى من أي إعاقة جسدية
[c1]هبة حسن الصوفي[/c]كل شيء في جسم الإنسان يعتبر نعمة من نعم الله عليه، ولكل عضو في الجسد وظيفة تختلف عن العضو الآخر.وهناك بعض الأشخاص الذين خلقوا بأمر الله فاقدين لبعض النعم مثل السمع، أو البصر أو الكلام... الخ من ذوي الاحتياجات الخاصة،لابد أن يعاملوا بطريقة أكثر إنسانية ورحمة،ونلاحظ دائماً أن مثل هؤلاء يخلقون أذكياء فقد حرموا من شيء وعوضوا عنه بشيء آخر.محمد سلطان النجاشي حرم من نعمة النظر منذ ولادته ولكن هذه الإعاقة لم تقف أمام مستقبله ومستواه الدراسي المتقدم وحفظه لـ 18 جزءاً من القرآن الكريم ، تلك الأشياء جعلتني اقترب منه وأجري معه هذا اللقاء حتى يتعزز إيماننا بأن إرادة الإنسان أقوى من أي إعاقة جسدية.[c1]البداية[/c]بدأ حديثه قائلاً: أبلغ من العمر خمسة عشر عاماً، طالب في مدرسة سيف بن ذيزن في الثالث الإعدادي خلقت كفيفاً وحرمت من نعمة البصر ولكن الله عز وجل وهبني نعمة البصيرة ونور القلب،ودرست في معهد النور للمكفوفين في المعلا من الأول ابتدائي حتى الصف الخامس لأن معهد النور لا يقبل غير هذه المرحلة فقط.ومن ثم نقلت إلى مدرسة سيف بن ذيزن ولأول مرة كان الاختلاط بيننا وبين المبصرين،ولكن لم نكن نحس بأي نقص لأن كل رفاقي والأساتذة والإدارة بشكل عام لم يحسسونا بأننا مكفوفون بل على العكس وجدنا المحبة والاحترام والرحمة.أما بالنسبة للتدريس في المدرسة فكان بطريقة «برايل» والتي نستخدمها في القراءة والكتابة وكنت مثل المبصرين لا اشعر بأي اختلاف،كما كان الحفظ يتم بطريقة «برايل» وهذه كانت توزع في المدرسة.وأضاف: لا أنكر بأن البداية كانت صعبة جداً سواء في حياتي الاجتماعية بين أهلي وأصدقائي أو حياتي الدراسية في البدء كنت أعاني من توتر وشعور لم استطع وصفه كوني كفيفاً لا أعرف ملامح والدي وإخوتي وأصدقائي ولكن مع الوقت استطعت تقبل كل تلك العقبات الصعبة بفضل من الله.وإعاقتي لم تقف أمام طموحي واجتهادي وتقدمي في المستوى الدراسي وكان لي حلم استطعت أن أحقق جزءاً منه وهو حفظ القرآن الكريم قد كان البعض يستغربون عندما كنت أقول أتمنى أن أحفظ القرآن الكريم كاملاً،وكانوا يتساءلون كيف يستطيع الحفظ وهو كفيف ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى استطعت أن أحفظ ثمانية عشر جزءاً من القرآن وكان حفظي للقرآن بواسطة السمع وأسأل الله أن يقدرني على حفظ بقية الأجزاء.. لا أنسى شكري وتقديري للأستاذ القدير وليد محمد النياح الذي سعى بشكل كبير لتحفيزي على حفظ القرآن كما قام بترشيحي للمسابقات الداخلية والخارجية عبر المحافظات والحظ كان دائماً حليفي في هذه المسابقات وكنت دائماً أسعى لأكون من الأوائل حتى أستطيع أن أثبت لنفسي ولغيري بأنني بإذن الله عز وجل أستطيع أن أتفوق وأتقدم حتى إن كنت محروماً من بصري.ولا أنسى أيضاً رعاية واهتمام والدي وإخوتي وأهلي وجميع من حولي الذين لم يسمحوا لليأس أو الإحباط أن يغزو قلبي وكياني.وقبل إنهاء حديثي أتقدم بشكري لصحيفة «14 أكتوبر» والقائمين عليها لأنها دائماً تسلط الأضواء على المواقع المظلمة التي لاتصلها الأضواء .ولي مناشدة عبر صحيفتكم الغراء... أناشد الدولة بتوفير الكمبيوترات المزودة ببرنامج الناطق الذي لا يستطيع الكفيف أن يشتريه وتوسيع معهد النور وزيادة الفصول لتطوير المراحل الدراسية إلى الثانوية وتوفير حافلات للنقل لأنه يوجد طلاب كـفيفون في مناطق بعيدة لم يتم قبولهم لبعد مناطقهم.. وتنشيط ورش العمل التي يتم إغلاقها لعدم وجود الدعم المادي كما يقولون.