أدب الأطفال في اليمن قبل وبعد الثورة اليمنية 2 - 2
أ / أحلام صالح عباس [c1]المسرح المدرسي في عدن[/c]بدأ في منتصف الأربعينات ومنتصف الستينات إذ كان هناك نخبة ممتازة من الشخصيات التربوية اليمنية الذين نالوا كماً كبيراً من الثقافة العربية والأجنبية كانوا قد تواجدوا في المدارس الثانوية الحكومية في عدن مثل مدرسة بازرعة الخيرية ومدرسة البادري ومدرسة بلقيس وكلية عدن. وقد نبغ في التمثيل كبار التلاميذ وصغارهم وعددهم كبير، وكان يتم إحياء حفل مدرسي في نهاية كل عام دراسي، تقدم فيه مسرحية رئيسية وعروض لأعمال مسرحية قصيرة. كما كان للفريق الكشفي دور في كثير من المسرحيات وخاصة في منطقة الشيخ عثمان التي كانت تحظى بأكثر من حفلة، وتحتوي على أعمال محلية وأناشيد وقصائد نالت الكثير من الاستحسان وكانت هادفة على نحو ما ، كما يقول عبدالمجيد القاضي.أما بالنسبة لمسرح الدمى المتحركة والعرائس فقد قدم في منتصف الثلاثينات على يد شخصية يمنية من أبناء عدن، لا أحد يعلم كيف تعلم هذا الفن وكيف دخل هذا الفن إلى عدن وفي أي فترة؟! وكما ذكر القاضي أن هذا الشخص كان يقدم في عروضه بعض القصص باللهجة الدارجة وبقالب فكاهي يستهوي الصغار والكبار وكانت منتزعة من واقع حياة الناس البسطاء الذين يعيشون حياتهم في الأسواق والشوارع، وكان كثيراً ما ينزلق الحوار إلى ألفاظ سوقية كالشتائم، ولهذا لم تكن العروض تربوية، على الأقل من هذه الناحية. وكان مؤدي هذا الفن يمتلك قدرات خارقة على تحول المبكيات أو معاناة الفقراء إلى مضحكات شأنه شأن المبدعين الا أنه كان يبتكر كل جديد لتسلية الأطفال ليس من أجل الفن وإنما بعض القطع النقدية.أما مسرح العرائس الحديث الذي افتتح في عام 1982م في عدن فلم يحقق النجاح المطلوب لعدم وجود مسرح بالمعنى المطلوب وعدم توفر الدمى لأي عمل وأهمل المسرح لاعتماده على شخصية واحدة فقط .[c1]أغاني الطفولة في اليمن [/c]أغاني الطفولة وأهازيج الألعاب كانت تعتبر إشارات أولية إلى ما كان يتمتع به طفل الأمس من قدرات ذاتية على ابتكار ما يحقق له المتعة والبهجة في مجرى حياته اليومية، وكان من الشعراء الذين كتبوا للطفل في اليمن: الشاعر إدريس حنبلة الذي صدر له ديوان شعري للأطفال بعنوان (أغاريد وأهازيج) منها هذه القصيدة:[c1]أسقني كأس الحياة من رحيق الأمهاتإنني سر النواة لجميع الكائناتقد صنعت الأملا وأنا أهوى العلاأن أرى المستقبلا واضحاً مكتملاً[/c]لجموع الكادحين[c1]إنني نبت الغد للنهى والسؤددسائراً في صعد جاهداً أن اقتدي[/c][بكبار الثائرين[c1]أبعث الروح وأبني صرح آداب وفنيباسماً حراً أغني من صفا قلبي وذهني [/c]وكما ذكرت الأخت نجيبة حداد أن هناك شاعراً آخر كتب عدداً من القصائد والأغاني والقصص الشعرية للأطفال وله كتاب محفوظ باسم (أغاني الأطفال) هذا الشاعر اسمه عبده علي البعيصي.كانت هذه النتاجات وغيرها قد لقيت نجاحاً كبيراً بالرغم من أن التكنيك والإخراج ليسا بالمستوى المطلوب للطفل ورغم توافر جهود عدد من الرسامين الجيدين الذين عملوا في مجالات الأطفال وكتب الأطفال وكذا الخطاطون المتمكنون والمبدعون في رسوم قصص الأطفال منهم: عدنان جمن، وعبدالله الأمين، عدي بارعدي، وجميلة عزاني ونعمان أحمد عبدالله ومحمد اليماني وحسين بن حسين.ولأطفال المدن ألعاب مغناة وقد اهتم بها الإذاعي المعروف الأستاذ علوي السقاف وسجل للإذاعة في عدن بعضاً منها في منتصف الخمسينات منها على سبيل المثال:[c1]بيع التيس والله ما بيعهبيدان بيدان حالي سويدانالسكريم ياحلاي[/c]الثعلب فات فات، وفي ذيله سبع لفاتأغنية الرقصة الدائرية وهذه ألفها شعراً الشاعر والمربي الكبير لطفي جعفر أمان.[c1]الإذاعة والتلفزيون في اليمن[/c]إن الإذاعة المسموعة ( الراديو) هي الأقوى تأثيراً من الإذاعة المرئية المسموعة (التلفزيون) لأنها أوسع انتشاراً خاصة في البلدان النامية مثل بلادنا حيث لا يزال الأرسال التلفزيوني لا يغطي سوى نسبة صغيرة من المساحة الجغرافية (المدن) فقط حيث أماكن وجود تقوية للإرسال أما القرى فمعظمها لا تزال بلا كهرباء ولا ماء وبالتالي لا تلفزيون، هذا من جانب ومن جانب آخر فإن البرامج الإذاعية المسموعة والموجهة للأطفال تطلق العنان لخيال الأطفال بالمؤثرات الصوتية والموسيقى والحوار وأصوات الحيوانات والطيور .في إذاعة صنعاء: لمع الإذاعي المتميز (بابا عبدالرحمن مطهر) في برنامج خاص بالأطفال ـ كان يحكي حكايات الأطفال ذات المغزى والهدف التربوي النبيل ويحثهم على التعليم في وقت كانت الأمية منتشرة في اليمن، والتعليم كان في بداياته. كما كان له لقاءاته بالعديد من الأطفال وتقديمه لهم ومعرفة هواياتهم وطموحاتهم وأغانيهم التي كانوا يرددونها مثل:[c1]يا قمر قميره يا سراج الليلةدربنا درب الحمام والحمام يتنافروا[/c]بينهم سيدي علي[c1]وأخرى أتذكرها وهي:يا بابا يا ماما أدعوني أروى بنت الجمهوريهأنا بادرس في الصف الأول عند الأستاذة نوريهوأخي الأصغر لما يكبر يدخل يدرس في الكليه[/c]وغيرها كثير لا أتذكرها ولكنها كانت ممتعة وكنا نرددها عندما نلعب مع صديقاتنا. أما بالنسبة لإذاعة عدن فقد كان هناك الإذاعي المعروف علوي السقاف الذي بدأ بتقديم ركن الأطفال الإذاعي عام 1956م وبدأ بحكايات مصرية يرويها بطريقة باب شارو في مصر ثم بدأت برامجه تنحو منحى (محلياً بحتاً) كما ذكر عبدالمجيد القاضي في كتابه. وذلك عن طريق حث الشعراء والملحنين على تقديم أغان للأطفال وأوبريتات ومنهم الشاعر أحمد شريف الرفاعي والموسيقار أحمد قاسم وأهتم بألعاب الأطفال المغناة وتسجيلها وتوثيقها.[c1]التلفزيون[/c]لم يقدم التلفزيون أي جديد بالنسبة للطفل اليمني، برامجه تكاد تكون نفس برامج الإذاعة إلا أنها بالصوت والصورة، برامج عبارة عن معلومات تقدم للطفل ومسابقات وأغان وأناشيد ولقاءات مع الأطفال لمعرفة أسمائهم وهواياتهم فقط بالإضافة إلى ما يبثه من مسلسلات كرتونية أجنبية مترجمة أو مدبلجة إلى العربية لا تمت معظمها إلى الواقع العربي أو اليمني بأي صلة، اللهم إلا بعض المسلسلات التعليمية مثل افتح ياسمسم والمناهل وغيرهما كان لها صدى كبير في نفوس الأطفال لما قدمته من شخصيات محببة ومعلومات مبسطة لمراحل معينة كالمرحلة الابتدائية.[c1]صحافة الطفل في اليمن[/c]كان هناك بعض المجلات التي ظهرت في عدن عن طريق السودان مثل (سوبر مان أحمد وجوني وطرزان) ساعد على دخولها المستعمر البريطاني لخلق نوع من الألفة والصداقة بين المستعمر والعربي الصغير بهدف دمج مخيلة الطفل اليمني بأطفال الغرب وحصل ذلك عندما وجد مجلات وقصص الأطفال المصرية تتواجد على الساحة اليمنية. ورغم ذلك وجد فيها الطفل اليمني ما يبهره ويشده لما تحويه من مغامرات شيقة ولكن لم يكن لها مردود تربوي خاصة في الجانب الاجتماعي والوطني الا أنها حفزت الطفل على القراءة كما يذكر عبدالمجيد القاضي ومنها تعلم مفردات كثيرة في اللغة الأدبية إلى جانب إيجابيتها في شحذ خيال الطفل وتعرفه على بيئات مختلفة.ومن المجلات المصرية التي راجت وانتشرت في الساحة اليمنية لرخص ثمنها وأسلوبها السلس (مجلتا سمير وميكي) عام 1975م وتلتهما المجلات العربية: سامر اللبنانية ـ وباسم السعودية وماجد الإماراتية التي انتشرت في اليمن شماله وجنوبه لطابعها المميز في المظهر والجوهر.[c1]الصحافة المحلية للطفل في اليمن[/c]ظهرت عدة صحف محلية في اليمن منها:مجلة البراعم: ظهرت في السبعينات وهي أول مجلة للطفل اليمني صدرت عن مكتب رعاية الطفل اليمني في وزارة التربية والتعليم في عدن ولم يكن حجمها كبيراً ولم تكن ملونة، ولم تكن منتظمة في صدورها، إذ ظهر منها ثلاثة أعداد ثم اختفت ثم عادت للظهور بعد انقطاع طويل حتى وصل أعدادها إلى تسعة أعداد.مجلة وضاح: صدرت في عدن تحت إشراف وتوجيه منظمة اشيد عام 1976م وكانت لا بأس بها من حيث المظهر والعطاء الأدبي للطفل ولكن توقفت بتوقيف مخصصها المالي.مجلة نشوان: وهي مجلة للأطفال تجارية أصدرها مدير عام دار الهمداني للطباعة والنشر وكان فيها عدد من الفنانين التشكيليين المبدعين العاملين في الدار فكانت تظهر بمظهر جميل.أما في صنعاء فقد ظهرت مجلة الهدهد وهي مجلة يمنية للأطفال والشباب وكانت تصدر في منتصف كل شهر عن مطابع مؤسسة سبأ للطباعة والنشر بدأت في عام 1981م وانتهت في نهاية العام نفسه، وهي مجلة واسعة شاملة وعلى مستوى متقدم في التصميم والإعداد والرسوم المعبرة التي تضعها في مصاف المجلات العالمية للطفل كما ذكر القاضي في كتابه.كذلك مجلة الإرشاد الإسلامية صدرت في عام 1980م صنعاء وتحتوي على ملحق للأطفال بعنوان (أولادنا) وهي ثمان صفحات همها الأساسي تنمية مدارك الطفل المعرفية.وتهذيب سلوكه، وتقييم أخلاقه وفق الأسس الإسلامية وفي كل عدد قصة تربوية هادفة ومن هذه القصص:قصة طاهش الحوبان لزيد مطيع دماج ومعين والعصفور لبلقيس الإرياني وعمرو بن معد يكرب، وقصة ميمون لعلي الأسدي، وقصة العصفور لعبدالكافي محمد سعيد وقصة الوردة ومأرب، وقصة الحبة لعلي محمد سعيد ثم ظهرت بعد ذلك مجلة أسامة والمثقف الصغير وقد كتب فيها الشاعر عبدالرحمن القرشي أشعاراً للأطفال تتحدث عن مواضيع شتى بصورة مبسطة محببة للأطفال، وهي مجلة ممتعة ومفيدة للأطفال بما تقدمه لهم من معلومات ونصائح وطرائف.