هنريك أبسن
ولد الكاتب هنريك أبسن عام 1848م، في مدينة سكيا وهي مدينة ساحلية صغيرة جنوب النرويج، والده كان تاجراً معروفاً وتعرضت تجارته إلى الخسارة ، مما أدى بأبسن إلى العمل في صيدلية اضافة الى دراسته بعد خسارة والده وهو في عمر 15 سنة وعمل في مدينة كريمستاد كعامل في الصيدلية ، اما والدته كانت رسامة ماهرة هي ماري مارتينا ، ثم سافر إلى مدينة كريستينيانية هي أوسلو الحالية ودخل الى مدرسة هيلت بيرجس وهي مدرسة تؤهله للدراسة في الجامعة ، وكذلك بدأ يكسب مالاً من كتاباته الصحفية وله مسرحيتان هما (Catlline ) وهي تراجيديا تعكس المحيط الثوري ، والمسرحية الثانية هي(Burial Mound ) وكتبت هاتين المسرحيتين ليس باسمه وأنما باسم مستعار.كان يأمل أن يصبح طبيباً رغم تفوقه فعدل عن فكرته وأنصرف للتفرغ للأدب . تم تعيينه شاعراً مسرحياً عام 1851م،بعد عرضه مسرحية(Catlline) وفي هذه الفترة قدم 150 مسرحية . في عام 1857م، بدأ العمل كمخرج فني في المسرح النرويجي الحديث في أوسلو ، وفي عام 1858م، تزوج سوزانة تورسن ورزق بطفل بعد عام من زواجه وهو الطفل الوحيد له . وبعد العديد من الاعمال المسرحية تعرض المسرح النرويجي للافلاس ، ثم تحول للعمل في مسرح (كريستانه) اوسلو الحديثة وخلال فترة عمله كتب العديد من المسرحيات التي لم تلاق نجاحاً عام 1858م، مثل ( Vikings of Helgoland)،و(The pretenders ) عام 1864م، وعبارة عن مسرحيات تاريخية ،وقرر على أثرها السفر خارج النرويج وحصل على منحة حكومية بالأضافة إلى مساعدة مالية من صديقه الكاتب المسرحي النرويجيبجرنسون وغادر إلى أيطاليا وبقي يتجول خلال 27 سنة خارج النرويج وكان يأتي إلى النرويج في زيارات قصيرة . أثناء عيشه في روما وميونيخ ودرسدن كتب أغلب اعماله المشهورة من بينها (Brand ) عام 1866. وفي عام 1891 عاد الى النرويج وأستمر في الكتابة ، وكان كاتباً عصامياً ، ومتمرداً على العادات البالية والظلم الاجتماعي وكان مثالياً أيضاً، ويعتبر من الكتاب المسرحيين الذين رفعوا اسم النرويج عالياً في المجال المسرحي وكان شاعراً وهو من أشهر الآدباء في العالم ويعتبر وريث المسرح الآغريقي القديم ، وكذلك أباً للمسرح المعاصر . وكانت أغلب أعماله المسرحية تتصف بواقعية تعبيرية وكذلك عمق إنساني أثارت ضجة كبيرة لتطرقها لمواضيع حساسة تتعلق بالدين والأخلاق والعلاقات الزوجية وتعالج المسائل الاجتماعية مثل الكذب والنفاق والمظاهر الخادعة ، واغلب كتاباته تتناول الحديث عن الطبقة المتوسطة والمدن الصغيرة وعن الحالات النفسية بطريقة دراماتيكية والتي تعانيها الطبقة الوسطى ومن أعماله المسرحية(مسرحية الأشباح)، و(بيت الدمية) ، و(البطة البرية) .في عام 1898م، حصل على جائزة عيد ميلاده السبعين ، ولقبه برناردشو أعظم فنان للدراما المسرحية الحية. توفي عام 1906م، عن عمر يناهز الثامنة والسبعين بعد أن أثرى المسرح النرويجي بمسرحياته وأشعاره .