تعليم الفتيات
القاهرة / متابعاتبدأ عدد من المؤسسات الاعلامية العربية ومنظمات حقوق الإنسان ووكالات أكاديمية ووكالات تابعة للأمم المتحدة في القاهرة يوم الأربعاء الماضي حواراً مستفيضاً حول قضية تعليم البنات في العالم العربي مع توقعات بحشد التزام معزز من الحكومات والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية لدعم حصول الفتيات على التعليم الجيد.وشمل اللقاء الذي اشرف عليه المنتدى الإعلامي الإقليمي العربي الثاني دراسة مدتها ثلاثة أيام للسياسيات المحدثة والاستراتيجيات الخاصة بكل بلد وقصص النجاح والتحديات في مجال تعليم الفتيات ، في اطار مبادرة ترأسها اليونيسف بالتشارك مع برنامج الغذاء العالمي واليونيسكو ومدينة دبي للإغاثة الإنسانية ونادي دبي الصحفي وصحيفة البيان والمنظمة العربية لحقوق الإنسان ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث.وبحث المشاركون في المنتدى _ على حد تصريحات المسئولون في اليونيسيف- المبادرات العالمية والإقليمية في مجال تعليم الفتيات مع أدلة ميدانية موضحاً بهذا مجموعة غنية من المبادرات التي أثبتت نجاحها في استيعاب واحتواء الفتيات في المدارس في عدة دول عربية.الى ذلك دعا توماس مكدورموت، المدير الإقليمي لليونيسف لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وسائل الإعلام لتكون مناصراً ذا مصداقية للأطفال وحثهم على تعزيز دورهم كمراقبين لبرنامج أهداف تطور الألفية المنبثق عن الأمم المتحدة ولوعود أخرى سبق أن وافقت عليها الدول لتشجيع الدعم الوطني لالتحاق الفتيات بالمدارس، وقال "على وسائل الإعلام أن تحملنا جميعاً نحن صناع السياسات مسؤولية النتائج".واستعرض الممثل المصري محمود قابيل سفير النوايا الحسنة لدى اليونيسف زيارته لدارفور، حيث شهد عزم الفتيات على دخول المدارس، ودعا دول المنطقة إلى بذل جهود أكبر لتحقيق هدف المساواة بين الفتيات والأولاد في التعليم ودعا كل المشاركين إلى الالتزام بدوره لإنجاح هذا الهدف ، مشيرا الى تحسن فرص الفتيات في التعليم تحسناً كبيراً على مدى العقود القليلة الماضية، وارتفع معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية في معظم دول المنطقة، ففي الأغلبية العظمى من دول المنطقة، تتميز الفتيات بمعدل رسوب أقل من الأولاد وأصبح احتمال التحاق المرأة العربية في الجامعات اليوم أعلى مما كان في الماضي.ولكن ما زالت هناك تحديات كبرى، فهناك أطفال عدة _خاصة الفتيات- ما زالوا مستبعدين من التعليم، وعديدون قد التحقوا بالمدارس لكنهم لا يتعلمون إلاّ القليل، وما زالت جيبوتي والسودان واليمن تواجه تحديات كبرى، حيث أن ما يزيد عن نصف الفتيات فيها محرومات من التعليم الابتدائي، وفي الوقت الحاضر، هناك 70 مليون أمي في العالم العربي، وتُقدر نسبة الفتيات والنساء منهم بالثلثين.وفي بعض الحالات، حيث دخول المدارس لا يشكل مشكلة، غالباً ما تكون نوعية التعليم منخفضة جداً، ومع أن التعليم الجيد ميزة لا يحظى بها إلاّ القليلين ورغم أن مؤهلات المعلمين تحتاج إلى تحسين ملموس، تبقى الفجوة بين الجنسين هي العنصر الوحيد الأكبر في تفشي الأمية في المنطقة، وبشكل عام، هناك تقدير ضئيل للمرأة والفتيات كمساهمات كفؤات في التطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في بلادهن.وما زالت هناك حاجة إلى أن تعيد الدول والمناطق التي شهدت عقوداً من النزاع الداخلي والترحيل (العراق، السودان، فلسطين) وضع استراتيجيات لإعادة دمج المدارس مع التركيز على المناطق التي استقرت فيها الأوضاع.وتدمج اليونيسف ستة عقود من تجارب وخبرات شركاء الأمم المتحدة الآخرين والمجتمع الأكاديمي والمنظمات غير الحكومية لتحديد الفتيات المحرومات من المدارس وإلحاقهن بالدراسة.وترسم أهداف تطور الألفية المنبثقة عن الأمم المتحدة إطار عمل يتوقع من دول العالم القضاء على التباين بين الجنسين على جميع الأصعدة بحلول عام 2015.ولتحقيق ذلك، سيكون على المشاركين بالالتزام العالمي وضع استراتيجيات تطال بفعالية أكثر المجتمعات حرماناً مزيلة بذلك التمييز بين الجنسين وضمان تعليم فعال في بيئة آمنة وواعية لحقوق الجنسين وصديقه للأطفال، كما تصنع الجهود المتزايدة في تعليم الفتيات ضغطاً قوياً لتحقيق تحول اجتماعي ولمناقشة قضايا الاستبعاد والتمييز مع الدعوة إلى قيم التسامح والمساواة والاحترام المتبادل.ومن منظور متعدد القطاعات، يجب أن يتم القضاء على التباين بين الجنسين في النظام التعليمي من خلال مجموعه من إلاجراءات على مستويات وطنية ومجتمعية، وهي : جعل قاعات الدراسة صديقه للأطفال وواعية للجنسين، ومتأصلة في حياة وبيئة المجتمع ، تدريب المعلمين الواعين لحقوق الجنسين وحقوق الأطفال وتقديم مدرسات إناث يصبحن مثل أعلى ويلهمن الفتيات للالتحاق بالمدارس والبقاء فيها ، تطوير مناهج وبيئات تعليمية واعية لقضايا الصحة والتغذية مع منهج مهارات حياتية مساوي بين الجنسين ، تسهيل ممارسة الفتيات للرياضة قد يساهم في تحقيق المساواة بين الجنسين في التعليم، فمن خلال الرياضة تسنح للفتيات الفرصة ليصبحن قائدات ويطورن ثقتهن بأنفسهن وإحساسهن بقيمتهن، فبمشاركة الفتيات في الرياضة، يكتسبن مهارات شخصية جديدة، ومن خلال شبكات اجتماعية إضافية يستطعن الحصول على فرص مختلفة مما يتيح لهن الانخراط أكثر في حياة المدرسة والمجتمع ، ضمان سلامة الفتيات والأولاد في أراضي المدرسة، وهذا يعني جعل المدرسة مكاناً آمناً من الداخل والخارج، فقد وجد أنه في بعض الدول تمنح الأسوار المحيطة بالمدرسة الفتيات شعوراً أقوى بالأمان، وحين ترتبط المدارس بقضايا عنف جسدي أو جنسي يؤثر هذا على التحاق الفتيات بالمدارس تأثيراً سلبياً ، توفير مياه وحمامات نظيفة، حيث أن عديد من الفتيات ينقطعن عن المدارس جزئياً بسبب عدم توفر حمامات منفصلة، كما أن توفير مياه صالحة للشرب نقطة أساسية لالتزام الفتيات والأولاد بالمدارس.