قَصْر الجَمّ
قَصْر الجَمّ أو مَسْرَح الجَمّ، اسمه الروماني كُولُوسِّيُومْ تِيسْدْرُوسْ ، واسمه في بعض الكتابات العربية القديمة قصر الكاهنة، وهو مسرح أثري يقع بمدينة الجمّ في ولاية المهدية في تونس. أدرج سنة 1979 على لائحة مواقع التراث العالمي من طرف اليونسكو.يرجع إنشاؤه إلى العهد الروماني، حيث بنى سكان مدينة تِيسْدْرُوسْ (الجم حاليا) الأثرياء (منتجو زيت الزيتون) مسرحا لهم (إذ كان لرومانيّي المدينة مسرح آخر يتسع لـ 2000 شخص، لم يبق من آثاره إلا القليل قرب مدينة الجم حاليا) سنة 238 م، في عهد حاكم مقاطعة أفريكا غورديان الأول (حوالي 159 م - 238 م) ، والذي أصبح إمبراطوراً رومانياً في منتصف نفس السنة، وحكم لمدة 36 يوما قبل أن ينتحر في منزله بقرطاج إثر هجوم جيش نوميديا، وهي المقاطعة الرومانية المجاورة، على مقاطعة أفريكا لاسترجاع الحكم.وأثناء الفتح الإسلامي لإفريقية في أوائل القرن الثامن ميلادي، احتمت به الملكة البربرية ضميا الملقبة بالكاهنة مع جيشها لمدة أربع سنوات إثر هزيمتها في المعركة الثانية أمام حسان بن النعمان الغساني، الذي طلب الإمداد من عبد العزيز بن مروان إثر هزيمته في المعركة الأولى، لذلك سمي قصر الجم، في بعض الكتابات العربية القديمة، قصر الكاهنة. وفي عام 1695 م، ثار السكان على محمد الثاني، باي تونس المرادي آنذاك، وتحصنوا بقصر الجم. فبعد أن أخمد ثورتهم، أمر الباي بهدم الجانب الغربي للقصر، حتى لا يستطيع الإحتماء فيه غيرهم مستقبَلاً (في ذلك العصر). يعد قصر الجم رابع أكبر مسرح روماني في العالم، بعد كولوسيوم روما و مسرح كابوا و مسرح بُوتِسْوُولِي، وهو على حالة جيدة مقارنة بكولوسيوم روما ، و تبلغ أبعاده الخارجية 148 م * 122 م، وأبعاد حلبته 65 م * 39 م، وهو كان يتسع لـ 35.000 متفرج.و يقع تحت حلبته رِوَاقَان يصلهما الضوء من الفتحة الوسطى في الحلبة. كما كانت هناك فتحتان من جانبي الحلبة لرفع الوحوش (من أُسُود ونحوها) والمصارعين (من أسرى الحرب والمتجالدين)، حيث كان الوحوش والمصارعون يُأسَرُون في غُرَف تحت الحلبة. أقيمت في مسرح الجم، في العهد الروماني، مصارعات الوحوش ومعارك المصارعين وسباقات العربات، حيث كان الشعب و النبلاء الرومانيون يجلسون لمشاهدة تلك الاستعراضات. صار قصر الجم، حالياً، ركحا لأشهر الفنانين والموسيقيين العالميين، إذ تقام فيه سنوياً مهرجانات و حفلات لأهم الفرق العالمية، خاصة منها السمفونيات وفرق موسيقى الجاز.