البدء أقدم لكم نفسي أنا تقية سعيد قاسم القدسي أعاني من إعاقة السمع «الصمم» أصبت بها وأنا في سن الثانية عشرة حيث عانيت من مرض وراثي منذ الصغر مما أدى إلى إصابتي لمثل هذه الإعاقة.عندي القدرة على متابعة وترجمة حركة الشفاة ومعرفة ما يقوله الأشخاص الأسوياء.التحقت بجمعية ذوي الاحتياجات الخاصة في المنصورة منذ ثلاثة أشهر بقسم تعليم الكمبيوتر فاستفدت العديد من الخبرة في الويندوز والورد والاكسس، وواصلت دراستي منذ الإعدادية وحتى الثانوية ثم بالجامعة مما أنا عليه الآن، رغم إعاقتي فقد تحديث المستحيل وتخطيت العديد من العقبات بقوة إرادة وإيماني بالله سبحانه وتعالى.كنت كثيرة الإطلاع والقراءة إلى جانب تركيزي بصورة أساسية على حركة الشفايف للمحاضرين في الجامعة فهناك العديد من الصعوبات التي واجهتني وسببت الكثير من العوائق ألا وهي عدم قدرتي على رؤية ومتابعة حركات شفاه المدرسات اللاتي يرتدين «البراقع» مما أدى إلى ارتباكي وعدم فهمي للمحاضرة وشكل لي عاقة أخرى إلى جانب إعاقتي الأم.والحمد لله أعطاني الله سبحانه وتعالى القدرة على التركيز من بعد قراءة حركات شفاه الآخرين بدقة متناهية وافهم ما يقولونه.وقد التحقت بكلية التربية تخصص «لغة عربية»، وإذا وجدت الإرادة لايوجد المستحيل في الفهم والتعلم برغم إعاقتي السمعية فقد اعتمدت أيضاًُ على الملازم والكتب.وللأسف مدرسي في الجامعة لم يعرفوا أنني أعاني من إعاقة الصمم ولم يكن هناك أي تعاون أو تجاوب من جانبهم وبطريقة تعاملهم معي وعدم وجود سعة أي صدر ولكن رغم هذا التجاهل من قبل المدرسين في الكلية فقد تحديت ذلك وقمت بعلاقات صداقة مع زميلات سويات والحمد لله هذه الصداقة مستمرة حتى اليوم بسبب أنهم يفهمون ما أقوله والعكس صحيح .. ففي السابق كنت أمارس العديد من المواهب والاهتمامات وبالأخص كتابة القصص والإشعار وبسبب الضغوط التي أعانيها اضطريت للتوقف عن مزاولة مثل هذه الأشياء والى جانب عدم وجود وقت للفراغ لكي أزاولها باعتباري البنت والأخت الكبرى في البيت المسؤولية ملاقاة على عاتقي.وعند مجيئي لجمعية ذوي الاحتياجات الخاصة بالمنصورة لأول مرة انتابني إحساس غريب من خلال رؤيتي لمعاقيين يعانون مثل هذه الإعاقة سواء في حاسة السمع أو الكلام أو الحركية أو العقلية ولقد شعرت بالسعادة بعد ذلك لوجود أناس استطيع التعامل معهم افهمهم ويفهموني ، مثل هذه الشريحة الشبة معزولة عن العالم المحيط بها،وهو دور ملقى بشكل أساسي على كافة وسائل الإعلام سواء المقروءة أو المسموعة والمرئية وغير ذلك من وسائل الاتصال الأخرى.
فقدت حاسة النطق فعوضني الله بموهبة قراءة شفاه الآخرين
أخبار متعلقة