مقتل (5) مطلوبين والقبض على آخر شرق الرياض
الرياض / متابعات :فيما كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال مقابلة مع شبكة (ABC ) الأميركية يندد بالإرهاب ويدين تهديدات تنظيم ((القاعدة )) ضد المملكة العربية السعودية مشيراً إلى أن بلاده أوقفت دعم المؤسسات الاسلامية والجمعيات الخيرية والمدارس الدينية ذات الطابع المتطرف ، أكدت وزارة الداخلية السعودية في بيان اصدرته يوم امس مقتل خمسة من المطلوبين خلال مداهمة بدأت في وقت مبكر من صباح امس الإثنين لإحدى الاستراحات الواقعة في حي اليرموك شرق العاصمة الرياض،وهم خمسة مطلوبين كانوا يتحصنون في الاستراحة منذ أيام عدة،فيما ذكرت مصادر صحفية أن واحداً من القتلى على الأقل ينتمي لقائمة الستة وثلاثين مطلوباً الذين تعتبرهم السلطات السعودية من أخطر المطلوبين في البلاد.وقالت المصادر أن شخصاً آخر قُبض عليه في حي الروابي على غير مبعدة من الحادثة في حي اليرموك،لكن المصادر ذاتها تحفظت عن الإعلان عن هويته حالياً،في حين ذكرت مصادر مطلعة أن الاستراحة وبيتاً آخر كانا مستودعاً يتم فيه تمويه السيارات بشعارات مؤسسات الدولة الأمنية،وتم فيها كذلك تمويه السيارتين المشاركتين في الاعتداء على مصفاة بقيق النفطية ، في حين رجحت مصادر أمنية مطلعة أن يكون للقتلى علاقة باعتداء منشآت النفط في أبقيق الذي تم قبل ثلاثة ايام شرق السعودية،إذ قالت المصادر أن اثنين من الذين كانوا متحصنين في الاستراحة متورطان في حادثة أبقيق.وكانت أنباء متواترة تحدثت عن هروب سيارة ثالثة من موقع الاعتداء على مصفاة نفط حيوية في أبقيق شرق السعودية،أسهمت في التغطية على السيارتين المفخختين اللتين حاولتا الدخول إلى المصفاة ونسفها،غير أن قوى الأمن السعودية أحبطت المحاولة على بعد عدة كيلومترات من أكبر معمل لتكرير البترول في العالم.ومازلت قوى الأمن السعودي تقوم بتطويق المكان تمهيداً لرفع الجثث لتحليل الحامض النووي كي يتم التحقق من هويات القتلى الخمسة،الذين بادروا رجال الشرطة بإطلاق النار عليهم وقت بدء المحاصرة،في حين لم تصدر إيضاحات رسمية حتى اللحظة عن تفاصيل الحادثة ومدى ارتباطها بما سبقها يوم الجمعة الفائت،الذي شهد الهجوم الفاشل على المصفاة النفطية.وافادت الأنباء الواردة من السعودية ان السلطات الأمنية عثرت على كمية كبيرة من الذخائر والأسلحة في محيط الاستراحة بعد أن تم تفتيشها بالكامل غداة رفع الجثث من مسرح الحادثة،وهي الاستراحة التي رجحت مصادر أمنية أن تكون معملاً لصنع القنابل اليدوية،قياساً بالكمية التي استخدمها المحاصرون ضد رجال الأمن خلال محاولتهم فك الحصار عنهم.ويمثل الاعتداء على مصفاة أبقيق أول هجوم مباشر للقاعدة على منشآت نفطية منذ أن دعا زعيم القاعدة أسامة بن لادن أنصاره إلى مهاجمة المنشآت النفطية في العراق والخليج في 16ديسمبر 2004م وزاد من خطورة ذلك الإعتداء أن الانتحاريين اللذين حاولا تفجير المعامل النفطية، كانا يرتديان زي شركة أرامكو السعودية التي تشغل المنشأة، كما كانت المفخختان اللتان كانا يقودانهما تحملان ألوان الشركة نفسها ، مشيرة إلى أن قوات الأمن قد ارتابت في السيارتين لأن السيارات التابعة "لأرامكو" لا تدخل المصفاة النفطية فى توقيت وقوع الحادث ، وأضافت المصادر الأمنية السعودية أن احدى السيارتين انفجرت عند أحد المعامل النفطية، وانفجرت الأخرى بعدها بعدة أمتار، دون إلحاق أضرار مادية أو وقوع إصابات فى صفوف العمال ، إلا أن الانفجار تسبب بمقتل اثنين من رجال الأمن ، فضلا عن مقتل منفذى العملية الانتحارية.الى ذلك أعلن تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن في بيان على الانترنت مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع قبل ثلاثة أيام على منشأة نفطية سعودية رئيسية في أبقيق عندما أطلقت قوات الأمن النار على مفجرين انتحاريين كانوا يحاولون اقتحام أكبر محطة لمعالجة النفط في العالم . و يعتبر هجوم ابقيق شرق السعودية الذي خلف قتيلين وأربعة مصابين من قوى الأمن السعودي هو أول هجوم كبيرينفذه " تنظيم القاعدة في جزيرة العرب " منذ الهجوم على القنصلية الأميركية في جدة (غرب السعودية) في 6 ديسمبر 2004 الذي أوقع خمسة قتلى بين موظفي القنصلية لم يكن بينهم أي أميركي.ومنذ ذلك التاريخ تلقى الفرع السعودي لتنظيم القاعدة ضربات موجعة من الأجهزة الأمنية التي تمكنت من القضاء على ابرز قيادات التنظيم وكان آخرهم صالح العوفي الذي قتل في 18 أغسطس 2005 في المدينة المنورة (غرب).يذكر أن تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن سبق ودعا إلى مهاجمة المنشآت النفطية في المملكة. وكان العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد تعهد في أول مقابلة تلفزيونية منذ توليه العرش بحرب لن تعرف الهوادة ضد تنظيم القاعدة كما أكد التزامه بمساندة الحرب التي تقودها الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب.و يري مراقبون أن استهداف مصفاة نفط أبقيق، التي تعد عصب صناعة النفط بالسعودية، حيث يكرر أكثر من 60 من الإنتاج ، يعيد إلى الأذهان تهديد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في ديسمبر 2004 باستهداف منشآت النفط بالخليج العربي، لوقف تدفقه نحو الغرب ، موضحين أن هذا يعتبر أول هجوم على منشأة نفطية سعودية ، وسبقه هجوم في أول مايو 2004 على شركة أمريكية بمنطقة ينبع، حيث قتل مسلحون ستة من العمال الغربيين وسعوديًا، قبل أن تتمكن قوات الأمن من القضاء عليهم.الجدير بالذكر ان المملكة العربية السعودية شهدت سلسلة من الهجمات القاتلة استهدفت مواطنيها والعمال الأجانب منذ عام 2003 ، وبدأت الهجمات فى مايو 2003، عندما وقعت سلسلة انفجارات انتحارية منسقة، نسبت إلى تنظيم القاعدة، واستهدف ثلاثة مجمعات سكنية يقطنها أجانب في الرياض، وأسفرت عن مقتل 35 شخصا، ضمنهم تسعة من المهاجمين ، الأمر الذي حدا بالسلطات السعودية لبدء حملة أمنية مشددة لمكافحة الإرهاب . وكانت السلطات السعودية قد وضعت في أعقاب هجمات مايو 2003 قائمة الـ26 مطلوبا الذين تلاحقهم للاشتباه بعلاقتهم بالخلايا الارهابية المرتبطة بتنظيم "القاعدة" والتي نفذت تفجيرات الرياض ، كما اعتقلت السلطات السعودية عشرات الاشخاص للاشتباه في صلتهم بتلك الهجمات وصادرت كميات من الاسلحة المتنوعة وخاضت معارك مع المسلحين المتشددين ، إلا أن العمليات التي تنسب للقاعدة تواصلت ، كما باتت متطوّرة لحد ما. وبعد مضى ستة أشهر على هجمات مايو ، لقي سبعة عشر شخصا حتفهم في انفجار استهدف، هذه المرة، مجمعا تسكنه عائلات عربية، يتاخم قصرا ملكيا في الرياض ، وقتل مواطن ايرلندي بالرصاص في مكتبه في أغسطس 2003 ، فيما لقي بريطاني وفرنسي نفس المصير في حادثين منفصلين في سبتمبر من العام نفسه.وفي إبريل 2004 ، هاجم انتحاري مقراً للشرطة في الرياض، أودى بحياة أربعة أشخاص. وفي أعقاب ذلك، قتل مواطن ألماني بالرصاص في الشارع بالرياض من قبل مسلحين مجهولين. ثم حدث هجوم عنيف أسفر عن مقتل 22 شخصا في مدينة الخبر، عندما اقتحم إرهابيون مجمعا سكنيا يضم أجانب في مدينة الخبر واحتجزوا مئات من الرهائن ، مما أدي إلي مقتل عشرات من الرهائن والمهاجمين خلال عملية تحرير الرهائن من قبل السلطات السعودية ، ولاذ المهاجمون بالفرار عبر حاجز أمني .وفي اواخر عام 2004 ، اقتحم أربعة أشخاص بسيارة مفخخة مبني القنصلية الامريكية في مدينة جدة، ولقى ثلاثة من المسلحين، الذين هاجموا القنصلية مصرعهم إثر اقتحام قوات الأمن السعودية لمبنى القنصلية وقيامها بإخلائه من العاملين به ، كما لقى أربعة من حراس مبنى القنصلية مصرعهم فى اشتباك مع المسلحين ،بالاضافة إلي إصابة بعض زائري القنصلية من العرب والسعوديين.وفى 29 ديسمبر 2004 ، فجر متشددون سيارتين ملغومتين خارج مجمع وزارة الداخلية في الرياض ومقر قيادة وحدة تدريب قوات الطواريء الخاصة ، مما أدى إلى إصابة 18 شخصا ، وأشارت إحصائيات إلى أن حصيلة القتلى في دوامة العنف في السعودية منذ مايو 2003 بلغت أكثر من 170 قتيلا ، بمن فيهم أجانب وعناصر أمن ومسلحون ، ويقول تنظيم القاعدة إنه يهدف إلى الإطاحة بالنظام الملكي الموالي للغرب وطرد الغربيين من المملكة.