غضون
- قيل إن مشايخ قبائل في مأرب طلبوا من عناصر تنظيم القاعدة ـ خاصة المتواجدين في وادي عبيدة ـ أن يغادروا المحافظة أو يبتعدوا عن أماكن تجمع السكان، ويبدو أن هذا الطلب موجه للأجانب، أما بالنسبة لأبناء تلك القبائل المنتمين للتنظيم الإرهابي فقد طالبهم المشايخ بعدم إيواء تلك العناصر في مساكنهم ومزارعهم وسط وادي عبيدة.وقد هلل بعض الذين «يسكرون بزبيبة» وكبروا لهذا الموقف وكأن ما قام به أولئك المشايخ وثبة أسد بينما هو لا ينطوي على قيمة إيجابية مهمة إذ لم يطلب المشايخ من عناصر القاعدة سوى الابتعاد عن الأهالي، وطلبوا من أبناء قبائلهم القادة في التنظيم مثل الشبواني ومعيلي والزايدي أن لا يجعلوا مزارعهم وبيوتهم مأوى للوافدين من خارج المحافظة والأجانب .. بينما المطلوب من كل المشايخ الذين يتزعمون عشائر وقبائل في مختلف جهات اليمن أن يحاربوا الإرهاب أينما وجد في مناطق نفوذهم وأن يكونوا شركاء حقيقيين للدولة في محاربة تنظيم القاعدة بغض النظر عن الجهة أو القبيلة أو الجنسية التي ينتمي إليها الإرهابيون.- يتعين على مشايخ القبائل التي يتواجد تنظيم القاعدة في مناطقها أن يكونوا شركاء للدولة في محاربة تنظيم القاعدة لاعتبارات كثيرة.. لأن هذا التنظيم قد تسبب للبلاد بمتاعب وخسائر وقتل الأبرياء ولا يزال يتوعد بالمزيد.. ولأن الإرهاب عدو للجميع.. ولأن الإرهابيين إذا تمكنوا من منطقة تحكموا بأهلها وقتلوا الناس بالشبهة، والأدلة والشواهد على ذلك مشهورة.. ولأن المناطق التي يتواجد فيها الإرهابيون هي الأكثر اضطراباً والأقل تنمية وعرضة للهجوم .. ولأن.. ولأن.. ولأن مشايخ القبائل هم أكثر وأكبر مستفيد من الدولة.. وأخيراً لان توجهات تنظيم القاعدة وأهدافه وأساليبه وأدواته المقززة تتناقض مع أخلاق القبائل وتقاليدها وفضائلها القديمة إذا كان بقي منها شيء.- نتمنى أن يكون مشايخ القبائل التي يتواجد في ربوعها تنظيم القاعدة شركاء في محاربة الإرهاب، ويتعين على الدولة أن تساعدهم في التحول من حالة الخوف أو الحياد إلى حالة الشراكة وأن توفر لأي شريك حقيقي منهم الدعم الضروري اللازم لكل ما تتطلبه هذه الشراكة.نذكر هنا بمثل حي.. ففي الأنبار بالعراق أدى التواجد الأمريكي والصراع الشيعي - السني العنيف بالقبائل هناك إلى السكوت عن تنظيم القاعدة بدعوى أنه عدو العدو، ولكن عندما تقوى التنظيم حول الأنبار إلى «إمارة خاصة» وحينها دمر وقتل وأخاف وشرد.. فاستيقظ من تبقى من المشايخ وساعدهم الأمريكيون والحكومة العراقية على التخلص من الإرهابيين، وبرز في هذه الأثناء شيوخ أبطال في الأنبار مثل عبدالستار أبو ريشة وكان قهر تنظيم القاعدة في الأنبار بداية لقهره في العراق.. وأزعم أن قبائل اليمن التي تتواجد القاعدة بين ظهرانيها يتواجد فيها مشايخ أبطال مثل أبو ريشة الأنباري في العراق.