اقواس
نهلة عبداللهإذا قرأنا ومازلت تقرأ من أجل تغذية فكرك، فاعرف انك تستطيع الكتابة لأن الكتابة مسؤولية وعدم القراءة بالمرة هو العجز التام عن الوفاء بالانجاز الأدبي في المستقبل. والموهبة بالذات المعنية بالكتابة لابد ان تبحث عن مساعدة لترتيب افكارها واسهل طريقة لذلك هي ان تقرأ ما أمامك من أعمال مختارة سواء كانت أقوالاً أو أمثالاً أو نثراً أو شعراً أو معلومات عامة أو طرائف أو قصصاً قصيرة أو روايات أو غيرها، فهذه هي البداية الصحيحة، أما إذا أردت أن تكتب من دون أن تقرأ فمعنى ذلك أنك سوف تعاني من انزلاقات كثيرة أمام مسؤولياتك سواء في عملك أو سائر أوجه أنشطة حياتك الأدبية.فالموهبة في حاجة إلى إمعان لكي تستريح من زحمة الافكار وعناء المثابرة ولا يمكن ان تكون الموهبة صافية كسوسنة النبع النقي إلا متى كانت دافعاً للتقدم والنجاح.كما أنه يجب على الموهبة ان تنظم قراءاتها يومياً وبشكل متوازن وهناك فرق بين الاستمتاع بالقراءة وبين تمضية الوقت بالقراءة من دون تركيز يثري ثقافتك ويتفق مع المعاني الراقية للقراءة وغيرها من القيم والمبادئ الإنسانية الجميلة التي تقتضيها الأمانة الحقيقية النابعة من القلب.وتأكد أن موهبتك المقصود بها توظيف صفاتها الإيجابية وتحديد الهدف الذي اخترت أن تلتزم به وهذا أمر في غاية الأهمية ومع الهدف تبقى القراءة على ميكانيكية العلاقة الإنسانية وباعثها الثقافي والحركي.وفي هذه الحالة سوف تقرأ من دون ان ينتابك الاحساس بالضجر وقد يكون الاجهاد هو السبب في بعض الاحيان ولكن الاجهاد بريء من تهمة الممل التي قد تكون هي الدافع من وراء الاحساس بالضجر وأنت تقرأ.المهم ان تحرص على أن تكون منظماً، فاختيار الكتب مفيد في حياتك كي لا تضيع وقتك في أشياء قد تبدد طاقتك كما عليك ان تحرص على وقتك ولا تحرم نفسك من الاستمتاع بعادة القراءة التي قد يكون لها تأثيرها المباشر على تحديد معارفك عندما تفكر وأنت تكتب.ولا ننسى ان العقاد كان قارئاً جيداً كذلك طه حسين، ونجيب محفوظ، وعلي أمين ومصطفى أمين، والجرادة ولطفي أمان، وعبدالله باذيب، وكان البردوني مستمعاً جدياً وشغوفاً بالقراءة السماعية لان هناك من كان يقرأ له.لا شك في اننا نأمل أن تكون معظم مواهبنا الجديدة من المتخرجين في التخصصات الإعلامية والأدبية إيجابية نحن لا نستطيع ان نمنع خور عزيمتهم دون مبرر لذلك عليهم التأني قبل التفكير بالشهرة والكتابة المتعجلة واللعب مع الريح كلما تميل.كلما كانت الافكار جديدة ومبتكرة كلما كانت الفائدة المتوقعة أكبر، كلنا في بداية حياتنا كنا معرضين للاحباط بصفة خاصة، حتى خلال مسيرة حياتنا لكن لا يمكن أن نسمح لاحد ان يدفعنا إلى الفشل أو الضياع فلا تعرضوا أنفسكم للقيل والقال استمروا واحذروا أن تدهسكم أول عثرة أو تزيحكم عن الطريق.إقرأوا وأكتبوا باستمرار واحتفظوا في البداية بما تكتبوه وبعد مدة عودوا وابحثوا عن اخطائكم واعرفوا انطباعكم حولها.ربما قد يزداد استياؤكم، أي كيف لكم ان تكتبوا مادة بهذا السوء ولكن الطريق نحو المستقبل يحتاج لصبر والثقافة تربية والكتابة أكثر طلباً للمران.رحم الله أستاذي وأبي حسين باصديق كان دائماً يقول لي:الناس الواقعيون يقبلون بالاحباط العارض لا باعتباره جزءاً من العمل ولكنهم يستفيدون منه بأقصى استطاعتهم.