القاهرة / سبأ : أكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر السفير سليمان عواد يوم أمس الاثنين إن قمة شرم الشيخ انتهت إلى مجموعة من التفاهمات تتضمن التحويل المنتظم لمستحقات الفلسطينيين الناجمة عن الجمارك والضرائب إلى السلطة الفلسطينية بشكل منتظم وعلى دفعات شهرية.وقال عواد في مؤتمر صحافي عقب جلسة القمة الرباعية بشرم الشيخ رداً على أسئلة الصحافيين "إن من بين التفاهمات تفعيل أعمال اللجنة المصرية الإسرائيلية المشتركة وعقد اجتماعات دورية منتظمة بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلى ايهود أولمرت لتناول كافة القضايا في إطار الأفق السياسي الذي يتناول موضوعات الحل النهائي للقضية الفلسطينية".وأشار عواد إلى وعد أولمرت تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني والإفراج عن 250 أسيرا من حركة فتح.وأضاف أن القمة توصلت إلى ضرورة استكمال ما لم ينفذ من تفاهمات شرم الشيخ في 8 فبراير 2005 كمرحلة أولى من سلسلة إجراءات تستهدف تسهيل الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني ومن بينها حرية التنقل وإزالة الحواجز ونقاط التفتيش وتسليم المسؤولية الأمنية عنها من القوات الإسرائيلية إلى السلطة الفلسطينية عندما تقرر أنها باتت مستعدة لاستلامها.ولفت عواد إلى أن القمة الرباعية التي ضمت كلا من الرئيس حسنى مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء إسرائيل ايهود أولمرت استهدفت إحياء عملية السلام باعتبارها الحل لأوجاع الشعبين الفلسطينى والاسرائيلى إضافة إلى أنها المفتاح لحل أزمات الشرق الأوسط.وأشار إلى أن القمة استهدفت أيضا احتواء التداعيات الإنسانية للأحداث الأخيرة في قطاع غزة على معاناة الشعب الفلسطيني إضافة إلى استعادة الحوار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.وحول حماس وما حدث فى غزة قال عواد " سبق أن حذرنا من خطورة ماحدث وتداعياته على الشعب الفلسطيني".وتابع "وعندما تهدأ الخواطر وتتوقف الحملات الإعلامية يأتى وقت يعودون فيه للحوار كأشقاء" مؤكدا أن القمة لم تكن لبحث العلاقة بين فتح وحماس.وأوضح عواد أن مصر لم تتخل عن التزامها تجاه الفلسطينيين مشيرا الى أنها سوف تعود في الوقت المناسب عندما تدرك الفصائل الفلسطينية كلها خطورة وتداعيات ما حدث في غزة.وأشار إلى أن الوفد الأمني المصري الذي استمر لشهور طويلة لتحقيق التوافق الفلسطيني تعرض لصعوبات عديدة منها اختطاف أحد أعضائه وإصابة آخر وتهديدات مختلفة مؤكدا أن منطق التسامح الأبوي والأخوي أحياناً يساء فهمه.وأكد عواد أن أولمرت أبدى تجاوبا وأضفى ايجابية على مطلب الرئيس مبارك وتحذيره من أي أفكار تتحدث عن إعادة اجتياح إسرائيل لغزة.وكانت أعمال القمة الرباعية بشرم الشيخ قد بدأت بكلمة للرئيس مبارك شدد فيها على ضرورة إنهاء الخلافات وتوحيد الصف الفلسطيني من خلال الحوار مطالبا بالحوار بين أبناء فلسطين والخلوص لموقف مشترك يتحدث باسم شعبهم وقضيتهم.وطالب الرئيس مبارك بسلام فلسطيني إسرائيلي يتأسس على قوة الحق ومبادئ الشرعية الدولية ويحقق تطلع الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة ويفتح الطريق أمام سلام شامل على المسارين السوري واللبناني ويتيح أفاقا جديدة لتعامل مع باقي الأزمات في الشرق الأوسط.كما طالب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في كلمته أمام القمة بالعمل على مساعدة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بوضع حد لدوامة العنف وإطلاق عملية السلام مشيرا إلى أن الأحداث الأخيرة في غزة يجب أن تشكل حافزا يمضى قدما في طريق الأمن والسلام المستند إلى ضرورة إعادة الحقوق التي كفلتها قرارات الشرعية الدولية للشعب الفلسطيني لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على أرض الضفة الغربية وقطاع غزة تعيش في أمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.ودعا العاهل الأردني إلى دعم ومساندة الشرعية الفلسطينية التي تمثلها السلطة الوطنية الفلسطينية ورفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وإنهاء القيود على حركتهم وانتقالهم والإفراج عن أموالهم المجمدة مقابل التزام واحترام فلسطيني كامل وصريح للاتفاقيات والمواثيق الدولية الموقعة بين الطرفين.من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت أن هذه القمة يمكن أن تساعد قيادة الشرق الأوسط إلى مستقبل أفضل وتبعث الأمل في نفوس شعوبها معبرا عن اعتقاده أن الظروف مهيأة لتحقيق السلام مؤكدا نيته على عدم تضييع الفرصة.وأشار أولمرت إلى أن الحكومة الجديدة في السلطة الفلسطينية التي تعترف بحق قيام فلسطين وبحق الدولتين للشعبين والمستعدة لتطبيق الاتفاقات المبرمة معها والتي تنبذ الإرهاب والعنف هي الحكومة التي نعترف بها وسوف نعمل معها لتطبيق خارطة الطريق.وأكد إلى استجابته لمواصلة المساعدات الإنسانية للسكان الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة وإمدادهم بالمياه والكهرباء والخدمات الطبية والغذائية.وقال: أنه اتفاق مع عباس على عقد لقاء مرة واحدة على الأقل كل أسبوعين سواء على المدى القريب أو البعيد لخلق الأفق السياسي المرغوب والظروف المواتية التي تؤدى إلى المباحثات عن إقامة الدولة الفلسطينية.وتابع اولمرت "أنني لا ننوى تأجيل هذا أو تعطيله بل سوف ابذل كل مسعى من أجل تعجيل العملية التي تؤدى بنا إلى المفاوضات لإقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل".فيما أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التزامه بالشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل داعيا إلى مفاوضات جادة تنتهي إلى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.