جمعية علماء اليمن تعقد مؤتمراً عقب شهر رمضان لبحث فتنة التمرد في صعدة
صنعاء/ سبأ: قررت جمعية علماء اليمن، أمس الخميس عقد مؤتمر لعلماء اليمن عقب شهر رمضان المبارك، لبحث كافة القضايا والمستجدات على الساحة الوطنية، وأبرزها فتنة التمرد والتخريب التي أشعلها المتمردون الحوثيون بمحافظة صعدة . وأقرت الجمعية خلال اجتماعها برئاسة القاضي محمد اسماعيل الحجي، رئيس الجمعية، تشكيل لجنة برئاسة وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع الحج والعمرة الشيخ حسن الشيخ وعضوية عدد من المشايخ والعلماء للتحضير والترتيب لانعقاد المؤتمر.وفي الاجتماع أشار القاضي الحجي إلى أهمية دور العلماء والفقهاء في تقديم النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قولا وعملا، وإرشاد المجتمع إلى كل خير وغرس قيم المودة والإخاء بين شرائح المجتمع بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. وأكد القاضي الحجي، أن هذا الإجتماع يأتي لتدارس دور العلماء إزاء هذه الفتنة التي أشعلها خارجون على النظام القانون، وإبداء رأي علماء اليمن تجاه مختلف القضايا. ولفت رئيس جمعية علماء اليمن إلى أهمية تفعيل رسالة المنبر في دعوة الناس إلى نبذ الفرقة والاختلاف والعصبية وانتهاج مبدأ الوسطية والاعتدال والتسامح عملا بقوله تعالى: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً» . من جانبه أكد وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الإرشاد عضو الجمعية حسين الهدار، أهمية الإجتماع لتدارس كافة الأوضاع على الساحة الوطنية، وإبداء الرأي والمشورة مصداقا لقوله تعالى «وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ». وقال الهدار: إن العلماء هم العضو الفاعل في المجتمع وعليهم واجب كبير في تثبيت قواعد الأمن والطمأنينة والاستقرار وكذا الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة لقوله تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن»، مؤكدا أن المجتمع أحوج ما يكون اليوم إلى هذه الدعوة خاصة مع المكايدات ووسائل الترويج للمناهج والأفكار الضلالية المنحرفة. وأضاف الهدار « لقد كان لكم أيها العلماء دور بارز ومشهود في الدعوة إلى الوحدة المباركة والحث عليها والتمسك بها من خلال دعواتكم المتتالية عبر المنابر والمحاضرات واللقاءات حتى تحققت بمشيئة الله تعالى » . واعتبر ما يجري في محافظة صعدة من تمرد يمثل خروجا على طاعة ولي الأمر وجماعة المسلمين، وهو ما حذر منه المصطفى عليه الصلاة والسلام في آخر وصاياه، عندما قال « أوصيكم بالسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي » . وحث وكيل وزارة الأوقاف كافة أبناء محافظة صعدة من علماء ومشايخ وأعيان ومواطنين على التصدي للأعمال التخريبية والأفكار الضالة والحفاظ على وحدة الأمة... داعيا المتمردين الذين يحملون السلاح إلى التوبة إلى الله والرجوع إلى جادة الحق والصواب والالتزام بطاعة ولي الأمر . وأشار إلى أن واجب العلماء كبير في توعية المجتمع وتبصيره بأمور دينه ودنياه وما يحفظ له وحدته ويصون أمنه واستقراره ويحقق له السلامة والطمأنينة ويجنبه موارد الشر والهلاك. بدوره أشار العلامة عبدالرحمن مكرم في كلمته باسم فروع الجمعية بمحافظات الجمهورية إلى أن الاجتماع يأتي انطلاقا من الواجب الديني والوطني للعلماء، وحرصا على إيضاح الحق وإبداء النصيحة في ظل هذه الظروف . ولفت مكرم إلى أن الله تعالى أراد لهذا الوطن الخير في توحد شطريه على أيدي الشرفاء من أبناء الوطن وفي مقدمتهم فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية فارتفع شأن اليمن وقويت شوكته وأصبح له مكانة بين الأمم . واعتبر مكرم ما يحدث بين فترة وأخرى من تمرد لعصابة تخريبية بمحافظة صعدة تقوم بإشعال الأزمات والصراعات، يمثل خروجا سافرا على أحكام الدين الإسلامي الحنيف والشرعية الدستورية لقيادة الوطن الواحد . وتساءل مكرم بقوله: ماذا يريد المتمردون من هذا الوطن بعد توحد شطريه واستتباب أمنه؟ أن يصبح كالصومال؟!. وقال: «مستحيل لهؤلاء المتمردين أن يعودوا بالوطن إلى سالف عهوده المظلمة ومستحيل للمتآمرين أن يعودوا بالوطن إلى ما قبل الـ 22 مايو 1990م». من جهته شدد عضو جمعية علماء اليمن الشيخ عبدالمجيد الزنداني على ضرورة تكاتف الجميع وعملهم للحفاظ على وحدة الوطن ومواجهة كافة التحديات التي تحدق به والتصدي لعناصر التخريب والتمرد بمحافظة صعدة . وأكد الشيخ الزنداني أن الحفاظ على الوحدة واجب ديني ووطني باعتبارها نعمة من بها الله تعالى على اليمن، مصداقا لقوله تعالى « : يأيها الذين آمنو اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها »، وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر». واعتبر الزنداني ما تقوم به بعض العناصر من فوضى وتمرد لا يخدم إلا أعداء الإسلام والمسلمين وأعداء الوطن، الذين يرون مصلحتهم في إثارة الفتن وأعمال الشغب داخل الأوطان العربية والإسلامية . وأشار إلى أن المشاكل التي تواجه المسلمين في بلدانهم علاجها العودة إلى كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، عملا بقوله تعالى: «يأيها الذين أمنوا أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا» . وكان الاجتماع قد اثري بالنقاش المستفيض والحوار الصريح للعلماء تجاه مختلف القضايا على الساحة الوطنية.