الفقيد أمين الأسودي
حين يصنع التاريخ رجاله وترسم عناوين الحياة بريشة مقتدرة في العطاء.. يكون للإنسان خلود في الدنيا وخلود في الممات..هكذا تصنع الحياة دورتها الإنسانية وتتواصل جسور النبض الممتد من الجذر اللانهائية.. لم يكن يدر بخلد الراحل الفقيد أمين عبد الرحمن الأسودي أنه واحد من أولئك الرجال الأفذاذ الذين ما لبثوا إلا وهبوا متداعين لنداء الوطن مدافعين عن قضية البسطاء من الناس حاملين قلوبهم على راحات أكفهم.هكذا كان الراحل أمين الأسودي.. مؤمناً بقضية شعبه وناسه.. ارتهن في شبابه للعمل النقابي مدافعاً عن حقوق زملائه منتصراً لمبادئهم.. شامخاً في عطائه الذي لم ينضب.لم يعرف عنه إلا كونه قناة لا تلين وإنه نهر لا يجف من الحب للآخرين وأنه من القمم التي تعلو على الجبين.لقد كان الفقيد نبراساً مضيئاً في سماء الحركة النقابية فعمل على تحرير صفحات تشهد له بالموقف الوطني المناهض للاستعمار البريطاني. وشهدت فترة الخمسينات والنصف الأول من الستينات من القرن الماضي أعماله النضالية فأودع السجن لنشاطه السياسي وتعرضه للتعذيب.لقد أرتبط مع أخيه الأكبر علي عبد الرحمن الأسودي مشوار نضالي مشترك فكان ذلك الإرتباط الوطني الذي لا ينفعم عن بعضه.شارك مع رفاقه المناضلين في العمل النقابي وقيادات المظاهرات المناوتة للإحتلال.. فكان علي حسين القاضي وخالد عبده علي ومحمود صديق وعبدالله علي عبيد وخليل سليمان رفاق درب النضال وضربوا مثالاً لأروع البطولات وأعلامهم الوطنية.حين رحل الاستعمار في الـ30 من نوفمبر 1967م كان أمين الأسودي يتطلع إلى فجر الحرية وينشد قيثارة الوطن القادم الجميل.لكنه انكسر في داخله حين توارى ذلك الحلم فأنكفأ في داخله وأنطوى على سريرته وبحث عن أبجدية الحياة فكان له المستقبل الوضاء مع عالم جديد عالم أحتوى الأسرة والأبناء واحتكم إلى العقل فأتجه إلى صناعة الذات وأرتبط بعالم التجارة ونجح فيها وكان خير معين لكل من يحتاج ولكل من ينتظر لمسة حنان وحب لأولئك البسطاء من الناس..فإليك وبذكراك التي لا تمحى عن ذاكرة محبيك وناسك كل الحب والوفاء.نجيب صديق