مؤتمر لعشائر ديالى يدين التدخلات الإيرانية في محافظتهم
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن الولايات المتحدة تجازف بتشكيل ميليشيات جديدة في العراق إذا أمدت عشائر عربية سنية بالسلاح دون تمييز.وفي مقابلة مع مجلة نيوزويك أبدى المالكي أول علامة على أن حكومته تختلف مع سياسة الجيش الأمريكي في مد عشائر عربية سنية بالسلاح والعتاد لقتال مسلحي القاعدة عملا بنموذج طبق في محافظة الانبار.وقال المالكي "نريد أن نسلح بعض العشائر التي تريد الوقوف في صفنا لكن بشرط أن نكون على علم بتاريخ العشيرة ونتأكد من أن لا صلة لها بالإرهاب."وأضاف للمجلة في المقابلة التي أجريت يوم الجمعة "بعض القادة الميدانيين (الأمريكيين) يقترفون أخطاء لأنهم ليسوا ملمين بالحقائق بشأن الناس الذين يتعاملون معهم. أعتقد أن قوات التحالف ليست على علم بتاريخ هذه العشائر."واستطرد قائلا "أنهم يرتكبون أخطاء بتسليح العشائر في بعض الاحيان وهذا خطير لانه سيؤدي لتشكيل ميليشيات جديدة."وبدا أن المالكي يرفض الانتقادات لتحرك حكومته للوفاء بثلاثة التزامات أساسية تهدف الى تعزيز المصالحة الوطنية بين الاغلبية الشيعية والأقلية العربية السنية التي كانت لها الهيمنة في عهد الرئيس السابق صدام حسين.وزار وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس بغداد في مطلع الاسبوع للضغط على القادة السياسيين للوفاء بهذه الالتزامات وأبلغهم أن واشنطن تشعر بخيبة أمل بسبب عدم تحقيق تقدم.لكن المالكي قال خلال المقابلة إن مشاريع ثلاثة قوانين وهي قانون تقاسم عائدات النفط وقانون انتخابات المحافظات وقانون يسمح للاعضاء السابقين في حزب البعث المنحل بالعودة الى الوظائف الحكومية ستعرض على البرلمان الأسبوع المقبل.ووصل جميع الجنود الأمريكيين الإضافيين وعددهم 28 ألفا الى بغداد ومناطق أخرى في إطار حملة أمنية كبيرة تعد المحاولة الاخيرة لتفادي انزلاق العراق الى حرب أهلية.كما تهدف الحملة الى منح حكومة المالكي التي يهيمن عليها الشيعة الوقت لتحقيق الاهداف التي حددتها واشنطن.وقال قادة عسكريون أمريكيون كبار الاسبوع الماضي انهم سيواصلون بحذر تسليح وتدريب وحدات شرطة قبلية وسيعملون بهذه السياسة في محافظات أخرى يسودها الاضطراب بعد تطبيقها في محافظة الانبار الغربية التي كانت يوما أخطر المناطق في العراق.ووضعت هذه الاستراتيجية كسبيل جديد لمحاربة القاعدة في معاقلها حيث لا توجد قوات أمن نظامية.وعبر بعض من كبار قادة الجيش عن تحفظات مشابهة لتحفظات المالكي. وأبدى اللفتنانت جنرال مارتن ديمبسي الذي كان مسؤولا عن عملية اعادة بناء قوات الامن العراقية تأييده للاستراتيجية لكنه أثار شكوكا بشأن الدور الذي ستلعبه هذه الجماعات بعد القتال ضد القاعدة.في سياق أخر أدان مؤتمرون من شيوخ عشائر وسياسيون وبرلمانيون عراقيون من محافظة ديالى التدخل الإيراني في محافظتهم معلنين تأييدهم لوجود منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة على أراضي ديالى واصفين اياها بانها تساهم في استقرار وأمن المحافظة.وقال بيان صادر عن المؤتمر الذي سمي بمؤتمر التضامن للسلام والحرية تسلمت رويترز نسخة منه يوم الاحد ان ممثلي المحافظة المجتمعين في المؤتمر وعددهم 4500 شخص " يدينون تدخل النظام الايراني في محافظتهم."واضاف البيان ان شيوخ العشائر والقادة السياسيين في المحافظة اعلنوا "تضامنهم وابناء عشائرهم وممثليهم مع وجود منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في ديالى."وقال عبد الكريم الزهيري المنسق العام للجبهة الوطنية لانقاذ محافظة ديالى وهو مجلس يضم أغلب شيوخ العشائر في محافظة ديالى "بدعوة من مجلس انقاذ محافظة ديالى للعشائر اجتمع ما يقارب 5000 شخص من بينهم 150 شيخ عشيرة من الشيعة والسنة والاكراد اضافة الى عدد من نواب البرلمان العراقي وممثلي أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني في المحافظة (و) دانوا.. التدخل الايراني في المحافظة."، وأضاف أن المؤتمر "عرض أدلة ووثائق تثبت تدخل النظام الايراني في المحافظة من خلال عمليات القتل التي تزعزع الامن فيها والتي تمارسها المليشيات المدعومة من قبل جيش القدس الايراني التابع للمخابرات الايرانية."وانعقد المؤتمر الذي حضره رئيس قائمة جبهة الحوار الوطني البرلمانية صالح المطلك ومحافظ ديالى السابق الدكتور عبد الله الجبوري في قاعدة اشرف التي تقع الى الشمال الغربي لمدينة بعقوبة وتستخدمها منظمة مجاهدي خلق الايرانية.وكانت الحكومة العراقية قد طالبت في اكثر من مناسبة برحيل المنظمة من العراق واعتبرتها منظمة ارهابية وقالت ان وجودها في العراق غير شرعي.وقال الزهيري ان المؤتمرين "استنكروا الدعوات التي تمارسها اطراف في الحكومة والتي تطالب برحيل المنظمة من محافظة ديالى... لانها تلعب دورا ايجابيا في كشف الدور الايراني التخريبي في العراق."وتقع محافظة ديالى الى الشمال الشرقي لمدينة بغداد وتشهد المحافظة التي يسكنها خليط من الشيعة والسنة والاكراد ولها حدود طويلة مع ايران واقعا أمنيا متدهورا.وشكلت اغلب عشائر المحافظة نهاية العام الماضي مجلسا اطلق عليه الجبهة الوطنية لانقاذ محافظة ديالى قال الزهيري ان "مهمته انهاء التدخل الاجنبي في المحافظة ومحاربة العناصر الاجنبية فيها وفضح كل اشكال التدخل الاجنبي."وترفض الجبهة التعامل مع مجلس حكم محافظة ديالى الذي شكل على اثر الانتخابات التي شهدتها البلاد نهاية العام 2005.وقال البيان الصادر عن المؤتمر ان مسعود رجوي رئيس منظمة مجاهدي خلق بعث برسالة الى المؤتمرين حيا فيها المشاركين في المؤتمر وقال فيها "ان نظام ولاية الفقيه ينفذ ومنذ العام 2003 خطة على مراحل تهدف الى احتلال العراق."وأضاف البيان نقلا عن رسالة رجوي "أن المنظمة حذرت ومنذ أربعة أعوام من خطر احتلال العراق من قبل النظام الايراني.. والذي يمثل أخطر بمئات المرات من خطر تهديد الملف النووي الايراني."وقال رجوي ان "النظام الايراني.. الذي يتظاهر بالقوة ويدعي الهيمنة على الشرق الاوسط والعالم الاسلامي هو في حقيقته يعيش في مرحلة الانهيار." على صعيد أخر حذر رئيس إقليم كردستان العراق من استمرار عمليات القتل التي يتعرض لها الأكراد على الهوية في محافظات كركوك والموصل وديالى وقال ان ذلك سيدفع الاكراد لاتخاذ اجراءات مضادة.. فيما اكد قائد عسكري أميركي ان 60 % من مناطق العاصمة العراقية هي الان خارج سيطرة القوات الأمنية بينما عثر أمس على جثة مدير تحرير جريدة "الصباح" الرسمية بعد ثلاثة ايام من اختطافه في بغداد.واكد بارزاني ان الأكراد يتعرضون في بعض مناطق العراق الى عمليات قتل متعمدة على الهوية وقال " ان مواطنين كردا يستشهدون يوميا في الموصل وكركوك وجلولاء وخانقين وقد وصلت هذه القضية الى مستوى لا يمكن قبولها". وشدد على ان الاكراد لن يتحولوا الى طرف في الصراع السائد في العراق وقال " لقد حاولنا الجمع بين تلك الاطراف ولكن الامر الذي يؤلمنا كثيرا هو قتل الاكراد على الهوية الذي يجب وضع نهاية له وإلا فاننا سنقوم باتباع نهج آخر". وهذه المناطق تعيش فيها مكونات عرقية مختلفة وقسم منها يتبع اقليم كردستان لكن سلطات النظام السابق اقتطعتها منه وضمتها الى محافظات مجاورة في اطار ضرب طموحات الاكراد في الحصول على حقوقهم. وتشير تحذيرات بارزاني هذه الى خطورة استهداف الاكراد الذي قد يضيف الى النزاع الطائفي الذي يعصف بالعراق نزاعا اخر عرقيا هذه المرة مما سيزيد من الاوضاع خطورة.وأمس الاحد اعلنت مصادر امنية وطبية مقتل اثنين ن جهاز الامن الكردي (آشايس) واصابة اربعة اشخاص بجروج في انفجار سيارة مفخخة قرب احد مقرات الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك. وتعرضت مقار الاحزاب الكردية في مناطق شمالية مجاورة لاقليم كردستان الى تفجيرات اودت بالعشرات في الاونة الاخيرة في اطار صراع عرقي على مايبدو يؤججه نزاع حول مصير كركوك التي يسكنها اكراد وتركمان وعرب.وفيما يتعلق بتعديل الدستور العراقي الجديد اكد بارزاني في لقاء مع قيادات كردية وادارية بمحافظة دهوك شمال بغداد ونقلتها وسائل اعلام كردية أمس رفض اي تعديل يصب ضد مصالح شعب كردستان وقال ان اجراء تعديل على المادة (140) المتعلقة بتطبيع الاوضاع في مدينة كركوك (255 كم شمال بغداد) امر غير مقبول ومرفوض تماما. واشار الى ان الاكراد لعبوا دوما دورا ايجابيا في التقريب بين الأطراف الأخرى وقد دعموا الشرعية والحكومة الحالية.