بمناسبة يوم اليتيم العربي
استطلاع / ابتسام العسيري لا نحتاج ليوم واحد في العام لنتذكر أطفالا فقدوا آباءهم أو أمهاتهم أو فقدوا احدهما فصاروا أيتاما .. ربما يكون التيم لدى من عاشوه في مرحلة الكبر اخف وطأ واقل تأثيرا على النفس من أطفال مازالوا يحتاجون الكثير من العطف والرعاية والحماية والاهتمام ، وربما هناك يتيم وجد في الأهل ضالته وخففت معاناته فمر يتمه حتى وصل ميناء السلام مع ذاته ومع مجتمعه ، وهناك يتيم وجد في رعاية الآخرين له ما فقده من حنان وحب عطف ورعاية .. و لعل ما تقوم به دور رعاية وكافلو الأيتام في الرعاية والاهتمام بهذه الفئة كبير وله جزاء عظيم عند الله وفي الدنيا . واليوم العربي لليتم الذي يصادف 4 ابريل ليس المحطة الوحيدة التي يقف عندها المرء ليطل من نافذته ويرى هؤلاء الأيتام ويتلمس ما يفكرون به أو يعانونه في حياتهم بعد رحيل ذويهم عن الحياة ، ومع ذلك كان يوم اليتيم هذا العام حافلا بالفعاليات والأنشطة التي تناثرت في كل مكان ، ومن خلال هذه الفعاليات التقينا عدداً من الأطفال الأيتام لندخل في ثنايا أرواحهم ونرى الحياة من نافذتهم ومن نافذة الكافلين ..[c1]رسالة لكافلي اليتيم [/c]سمير أبو بكر أمين عام جمعية الإصلاح فرع الحديدة تحدث راجيا أن يكون الاحتفال بهذا اليوم رسالة إلى كافلي الأيتام وإلى الناس الداعمين لتقديم العون لهم ومساعدتهم وتبنيهم ، وأوضح قائلاً تعتبرجمعية الإصلاح من أولى الجمعيات التي عملت على كفالة الأيتام وقد بلغ عدد الأيتام الذين تقوم الجمعية بكفالتهم في الحديدة بحدود 3050 يتيماً حتى الآن مضيفاً نهدف من خلال مهرجان اليتيم الذي يقام إلى رفع معدل الكفالات إلى 5000 يتيم ، مشيرا إلى أن هناك تنسيقاً كاملاً مع كافة الجمعيات في الحديدة وفي اليمن بشكل عام تصب في دعم مشاريع رعاية الأيتام ، كما أن هناك مجلس تنسيق يترأسه محافظ المحافظة وأمين عام المحافظة لتنسيق الجهود المبذولة في دعم ومساعدة الفقراء والمساكين ومن ضمنهم الأيتام وقال “ بحسب إحصائيات الجمعية يوجد في محافظة الحديدة 20000 يتيم تسويق كفالتهم إلى الخارج كما أن هناك أكثر من عشرين ألف يتيم داخل محافظة الحديدة بحاجة إلى كفالة كون هذه المحافظة تلتقي فيها محافظات حجة وريما والمحويت وجزء من صنعاء وجزء من تعز ولذا كثير من الأيتام يتواجدون في هذه المحافظة ونتمنى أن تصل رسالتنا إلى الكافلين والداعمين .عبد العزيز جاسم الثاني رئيس مؤسسة سبل قال “إن المؤسسة تقوم بكفالة الأطفال الأيتام ونقدم لهم المواد الغذائية وجزء منهم ندفع لهم مرتبات شهرية مشيرا إلى انه سيتم إنشاء مركز مهني في ساحل أبين يتسع ل 1000 متدرب من الأيتام الذين ينهون مرحلة الحضانة بهدف تدريبهم وجعلهم قادرين على العمل ومن ثم سيتم إخراجهم كعمالة إلى دول الخليج حتى يكونوا منتجين ومربي أسر.[c1]زهور وزهرات الحديدة [/c]من احد احتفالات يوم اليتيم العربي في محافظة الحديدة قطفنا من خلف الكواليس هذه الباقة من الزهور والزهرات الأيتام الذين كانوا يستعدون لتقديم عروض غنائية في الحفل لننشر عبيرهم عبر الحرف كما نشروه هم عبر النغم .. منيف شائف هائل طالب في الصف الأول الإعدادي في مدرسة علي بن أبي طالب ، يصف يتمه قائلا “ فقدت والدي منذ ست سنوات وأكثر ما نشعر به في البيت هو النقصان لأحد أفراد العائلة ، يعلل منيف فقدنا لوالدنا هو قضاء وقدر ونحن مؤمنون والحمد لله ، ويقول التحقت بجمعية الإصلاح عن طريق احد الأصدقاء وبفضل الله ثم الجمعية نتحصل على معظم احتياجاتنا ونعيش كما الآخرين ندرس نلعب ونحلم وأنا حلمي بأن أكون منشداً مبدعاً .وكما هي رؤية منيف للحياة تحدث محمد هزاع حيدر الصعيدي طالب من الصف السادس في مدرسة الشهداء في الحديدة قال محمد ، توفي والدي قبل سبع سنوات من الآن ، أحب مادة النحو في المدرسة وإن شاء الله سأكون مدرس لغة عربية في المستقبل ، وشاركه صدام علي محمد الآنسي من مدرسة علي بن أبي طالب قائلاً توفي والدي وأنا في الصف الثاني ابتدائي ومازلت اذكره وبالرغم من الحياة رائعة وصرت الآن في الأول إعدادي وبين زملاء رائعين إلا أني افتقد والدي كثيرا ، يصف صدام مستقبله بأنه سيتخرج وسيصبح طبيبا.. وفاجأتني حماسة ابوبكر سعد المحويتي طالب في ثالث ثانوي في الحديث عن والده الذي توفي قبل أربعة أشهر بشوقه المختبئ بين الكلمات لوالده يقول أبو بكر منذ وفاة والدي لدي شعور كبير بالنقص والاحتياج له فالأب هو من يواسي ويوفر لأبنائه ما يحتاجونه في كل الأوقات ، ربما يكون الأهل و المدرس وجمعية الإصلاح قد ملؤوا جزءا من هذا النقص ، وما يعزز إرادتي بعد وفاة والدي هو تحقيق حلمي بأن أصبح دكتور بعد تخرجي .جهاد شرف محمد المقرمي في الصف الأول إعدادي لم أر والدي لأنه متوفي منذ احد عشر عاما ، لست اشعر بفرق كوني بدون أب في الأيام العادية إلا انه في أيام الأعياد والمناسبات احن لوجود أب يحتضنني ويعطف علي كما هو حال أقراني .. وشاركت جهاد أميرة احمد حسين بأن وجود الأب لا يعوضه شيء .باقة يتيمة من عدن ولم تختلف مشاعر أبناء عدن الأيتام عن مشاعر اقرانهم من أيتام الحديدة فجلسنا مع باقة من الطفولة اليتيمة التي تجمعت في احد الاحتفالات بيوم اليتم العربي ضمن برامج جمعية سبل الخيرية التنموية ، فقال عارف الخضر يبلغ من العمر 12 ربيعا وفي الصف الثالث ابتدائي توفي والدي منذ 7 سنوات ويقوم عمي بمساعدتنا وكذا تقوم جمعية الإصلاح بالتكفل بمصروفات المدرسة إلا أن حنان الأب وعطفه يساوي عشرات أضعاف حنان الغير.وتشاركه الطفلة الحبوبة أثمار نبيل بأنها فقدت والدها قبل 4 سنوات وتقول والدتي وأخوالي يعتنون بنا ويصرفون علينا إلا أنني احتاج والدي كثيرا.[c1]لليتم صورة أخرى عند سعد [/c]وكان لسعد محمود دحان 12 عاما شعور مختلف تجاه اليتم ووالده المتوفى مؤخرا فبالرغم من طفولته إلا انه بعاطفة صادقة كتلك التي يتمتع بها الكبار يقول سعد “ اشعر وكأن والدي موجود ولم يمت ، مازلت أراه وهو يضربني ويبكيني ثم يرجع لمراضاتي ، لم يمر يوم دون رؤيته في الخيال وهو يمد يديه لي ويقول تعال معي ويؤكد لم يمر يوم منذ وفاته إلا وجاءني في الحلم أنا أحبه كثيرا وافتقده .