( قراءة سيكولوجية في نص روائي )
د . عن عبدالباري قاسمكان للأدب شعر أم نثر دوراً مبكراً في تاريخ تطور المعرفة الإنسانية لوصف السلوك عامة وتحديد سمات وأنماط الشخصية ( سوية أو مضطربة لست هنا بصدد تناول ذلك فهو يحتاج بحد ذاته إلى مبحث) خاص نظراً لأهميته من جانب ومن جانب أخر ضغط الوقت واعتبارات أخرى، على أنني سأكتفي في هذا التصدير للموضوع بالإشارة الموجزة جداً لتلك العلاقة بأبعادها العالمية ،الإقليمية واليمنية .[c1]إن المجتمع الناقص ينتج افرادا ناقصيينوافترض ان الناس يمكن ان يتحسنوا اذا تحسنت الثقافة التي يعيشون فيها.” هاري سوليفان-طبيب نفسي فرنسي[/c] ففي روائع الأدب العالمي وتحديداً - مثار اهتمامنا هنا – المنثور منه ، رواية ،قصة ، مسرحية ، نجد الكثير من تحديد وتصنيف أنماط وسمات الشخصية الإنسانية - بشقيها السوي أو المضطرب- ونستذكر هنا على سبـيل المثل لا الحصر من: الأدب الإغـريقي رائعة هوميروس الملحمية ( الالياذة ) ، الأدب الإنجليزي أعمال شكسبير ،الأدب الفرنسي أعمال فيكتور هيجو ( البؤساء ) ، الأدب الروسي أعمال ديستوفسكي ( المثل ) ، أدب أمريكا اللاتينية جبرائيل جارسييا ماركيز ( مئة عام من العزلة ) . وفي الأدب العربي لنا في أعمال نجيب محفوظ ، يوسف أدريس ،حنا مينا ، الطيب صالح الكثير من تلك التصنيفات وأن كانت ليست بمستوى وصف أقرانهم العالميين لذلك الجانب والذي ربما نعزيه إلى التأثير السلبي وضعف الثقافة الصحية والنفسية منها على وجه التحديد و سيادة أو شيوع المفاهيم الخرافية لتوصيف الشخصية وطبيعتها وإضطرابها ( فالجن و السحرهم وراء سلوكنا المضطرب ) .وفي الأدب الروائي اليمني الحديث يظل أسم الأديب والقاص الشهيد محمد أحمد عبد الوالي الرائد المبدع والمتحرر في التعاطي مع هذه القضية بأعماله القصصية الرائعة ( عمنا صالح ) لقد كانت تلك الاجتهادات الأدبية في تصنيف وتحديد سمات وأنماط الشخصية سوية أو مرضية وراء الكثير من الاعتراض والاحتجاج وعدم الرضى ومن قبل مختلف مؤسسات المجتمع ( سلطوية أو شعبية ) ولم يختلف عليه حال المعاناة والويل بالنسبة لذوي الاختصاص في حقل العلوم السلوكية ( علم نفس ، اجتماع، طب نفسي أو عصبي ) ومرجع ذلك ان محاولة الفلاسفة والعلماء الأوائل - منذ سقراط وارسطو ، عند الإغريق ، مروراً بابن خلدون وأبن رشد عند المسلمين وحتى فرويد في النمسا وبافلوف في روسيا وواطسن في امريكا ودلكادا في اسبانيا خلال القرن العشرين - من تفسير للسلوك تواجه بخوف الإنسان من اكتشاف الحقيقة المستترة وراءها غرائزه البدائية ( العضوية الأولية منها أو الاجتماعية الثانوية ) .ولعل خير دليل لذلك التفسير ما ورد في كتابه الحكيم " نفس وما سواها ألهمها فجورها وتقواها "، " والنفس إمارة بالسوء" .من ما تقدم من توضيح اعود في هذه المقالة لمحاولة لفت نظر قارءنا الكريم الى نجم صاعد التوهج ، واثق الخطى ، متبحر في خلفيته للعلوم الطبيعية – التطبيقية منها وقبلها عاشق وهاوي الى درجة الالتزام المدمن لحروف العشق ، الوجدان والمعاناة الانسانية من عالميتها الغربية المحدثة الى محليتها- اليمنية – شديدة التقليدية. ولكف المبالغة والتحيز استعجل بذكر اسم البرفسور حبيب سروري هنا خلوق الطبع ودود المعشر، تاملي التفكير ، المسكون بمكان وزمان الامتداد للتنشئة الاجتماعية (الاسرية ، المدرسية ، الحزبية ، الجامعية ،التكنولوجية ، السياسية والاخلاقية )والتي اشعر ان رائعته الروائية - ثلاثية الاجزاء- دملان هي جل ما استحوذ على اهتمامي واعجابي مما قراته من محصول متواضع – في قرائتي – للابداع الروائي اليمني. لن استطرد في تبرير تفسيري لذلك الاعجاب ،فيكفي مما قد اوردته سابقا بمقالتي الاربع مما كان مثار اهتمامي من ذلك العمل الفني والادبي المبدع والجميل والذي اتوقع ولو بعد حين ان ينال حظه من التناول والاعتراف والتقدير - الذي فرض نفسه أصلاً منذ ميلاده في خار طه الإنتاج ، الإبداعي المتراكم للمحصول الثقافي الفكري والأدبي اليمني المعاصر - رغم مساوئ الغيرة والشعور بالنقص الضاربة الاطناب في الشخصية اليمنية والتي كانت ومازالت دوما وراء تعطيل وتاخير الكثير من الاحلام الجميلة للتغيير ، التحرر والازدهار. ولعل في مقولة الطبيب النفساني الفرنسي هاري سوليفان- التى جاءت مطلع هذه المقالة - مايحتاج الى التامل فيه لتبربر مايجري لدينا .أستميح القارئ عذراً للإطالة في التقديم وأستأذنه للغوص في سطور رواية دملان ، حيث ساحاول في سطوري التالية من ربط اهتماماتي التخصصية في حقل العلوم السلوكية- علم النفس الاكلينيكي تحديدا - لقراءة الرواية من ذلك المنظور والتركيز على تصنيف أوجه الإضطراب السلوكي & الانفعالي لشخوص أبطال الرواية الرئيسيين ( وجدان وجعفر) ، وهي محاولة أطمح من خلالها لتحديد بعض نماذج للإضطراب السلوكي – الانفعالي للشخصية في البيئة اليمنية ، مستعيناً بالنص الأدبي – رواية دملان – كأداة ، منهج ( طريقة ) ومادة للدراسة .وبهدف تسهيل الفهم للقارئ وربما للبعض من زيادة في التوعيه بالثقافة الصحية النفسية – فأنني أعتقد أنه من المفيد عرض مقتضب لبعض النظريات أو التصنيفات للإضطرابات السلوكية و الانفعالية للشخصية ومن ثم مقارنتها مع نصوص مختارة من الرواية للدلالة على دقة أو مقاربة التحليل أو التشخيص الذي أمل أن يكون قد وفقت فيه .[c1]الشخصية النرجسية[/c] والبداية من مدرسة التحليل النفسي المعاصرة حيث استدل بما اورده المحلل النفساني بيرستون (1987) بأربعة أنماط لإضطراب الشخصية وكانت مقرونة العلاقة بظاهرة النرجسية والمنطلقة من التحليل الكلاسيكي لأبو التحليل النفسي ، الطبيب النفسي النمساوي سيجموند فرويد ،واكتفي هنا بتحديد أنماط إضطراب الشخصية الاقرب لجعفر(النمط الاول والثاني) ووجدان(النمط الثالث) على النحو التالي : 1- الشخصية البارانوية(الزورانية) Paranoid Personality حيث يلاحظ فيها التركيز النرجسي الصارم ، والتي يتصف أفرادها بالهوس وجنون العظمة الكاذبة والتمسك الفاتر بالتفكير العقلاني . والنقاش rational thinking وتوقع الاحتيال عليهم وخداعهم من الآخرين ، كما أن قدرتهم ونشاطهم العقلي منظم حول الشكوى " أنه ليس من العدل - it isn’t fair “ كما يتسمون بالغيرة وعدم الإخلاص والقابلية للانجراح والهجوم ، كما يخفضون من قيمة آبائهم ، ويلومون الآخرين باحتقار واضح ، ويتعالون على الذين يبدو عليهم الضعف والرقة والمرض والعيب الخلقي ، ومن سماتهم أيضاً العظمة والاهتمام الزائد بالنفس وتجنب الاشتراك في أنشطة الجماعة ، كما يحبون أن يكونوا في مراكز ومواقع ظاهرة وبارزة وواضحة ، وهم على دراية بمن هم أقل مركزاً وأكثر مركزاً ، وغالباً ما يكون حاقدين على الناس الذين يتمتعون بمراكز القوة .2- والنمط الثاني من الشخصيات النرجسية هو المتمردة المضادة للمجتمع antisocial personality وتتصف هذه الشخصية بالغش والخداع مع نقص في مشاعر الذنب . ومن صفاتهم كذلك الميل إلى توضيح غرورهم للسلطة وتقليل قيمة الآباء غير القادرين على العطاء 3-النمط الثالث الذي يتمثل في كثير من الناس الذين تشملهم مجموعة النرجسيين هو الشخصية المعتمدة dependent personality ويتسم أفراد هذه المجموعة بالنفوس الضعيفة والتفكير الضعيف كما تنقصهم المبادرة والاستقلال ، كذلك يظهرون أنفسهم بطريقة سلبية أمام الآخرين الذين يباشرون ويوجهون حياتهم .وأفراد هذه المجموعة دائمون البحث عن الآباء المثاليين الكرماء وعند عدم وجود هؤلاء الآباء الذين يعتمدون عليهم فانهم ينهارون ويتحطمون ، إذ لا يمكن أن تكون طريقتهم للبقاء وحفظ التوازن إلا بالاعتماد على هذا الأب المثالي . كما أن إحساسهم بالحزن والغم لا يظهر إلا إذا كان مفرطاً وزائداً عن الحد أما إذا كان عادياً فيظل ضامراً غير ظاهر . وعلى ما يبدو فإن أفراد هذه الفئة من المرضى يهملون مشاعر العظمة وليس لديهم فخراً أو طموحاً يمكن تبريره . وفي عام 1973 عزى بيرستين إلى هؤلاء الأفراد على أنهم نرجسيون متشوقون إلى رغبات ملحة Carrying narcissistic والاحتياج هنا ليس مجرد الاحتياج أنه اشتياق واشتهاء فهو أشبه بطائر صغير له منقار كبير مفتوح .ومن الناحية الكلينيكية فإن المريض يكون في حالة إدراك ذاتي شعوري خال من الامتنان والميل إلى تقدير الذات المنخفض والقابلية للخجل والتوهم المرضى ، كما يشير العمل الكلينيكي إلى أن هؤلاء المرضى لديهم شعور قوى بالعظمة التي يشعرون بضرورة إخفائها وخاصة في البيئة الهادئة الآمنة ، ويتضح صدى هذه العظمة في الطريقة التي يشعرون بها لدرجة الاستحقاق والحفظ والسلوك الذي يركزون به الانتباه على مطالبهم الخاصة . ويصف التقسيم الثالث الأمريكي للأمراض هؤلاء الأفراد بأنهم قلقون ومشغوفون وخائفون ومنعزلون ولديهم رغبة جامحة للعاطفة والكبت عندما لا تنجز احتياجاتهم الضرورية.[c1]اضطرابات الشخصية[/c]اما المرجع الاخر والذي اعتبره الاكثرا شيوعا وتخصصية في هذا الجانب فهو دليل المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للإضطرابات النفسية والسلوكية ( 10-ICD ) الصادر عن منظمة الصحة العالمية .،حيث أقتطف منه بعد الاختصار ما جاء في باب إضطرابات شخصية البالغين وسلوكهم والتي تنضوي تحتها الاضطرابات النوعية في الشخصية (Specific Personality disorder ) وأركز هنا تحديداً على ثلاثة اضطرابات هي :I- إضطراب الشخصية الزوراني ، الفصامي و المستهينة بالمجتمع ( الأقرب لتوصيف شخصية جعفر ). [c1] اضطراب الشخصية الزوراني (البارانويدي) Paranoid personality disorder[/c]هواضطراب في الشخصية يتميز بالتالي:a) حساسية مفرطة نحو الهزائم والرفض.b) عدم اغتفار الإهانات والتجريح، وميل نحو حمل الضغائن بشكل مستمر.c) تشككية وميل عام لتشويه الخبرات من خلال سؤ تفسير الأفعال المحايدة أو الودودة للآخرين على أنها عدوان أو ازدراء.d) إحساس قتالي ومتشبت بالحقوق الشخصية بما يتناسب مع الموقف الفعلي.e) قابلية للغيرة المرضية؛f) ميل إلى الإحساس بأهمية ذاتية مفرطة تتضح في التفسير المستمر للأشياء من خلال الذات.g) الانشغال بالتفسيرات “التآمرية” غير المدعومة للأحداث التي تقع من حول الفرد أو للأحداث التي تقع في العالم بشكل عام.[c1]اضطراب الشخصية شبه الفصامي[/c] هو اضطراب في الشخصية تظهر فيه السلوكيات التالية:a) أنشطة قليلة، إن وجدت، تؤدي إلى فقد التلذذ أو الاستمتاع.b) برود عاطفي، أو انعزالية أو وجدانية مسطحة.c) قدرة محدودة على التعبير عن مشاعر دافئة، أو حميمة أو غاضبة نحو الآخرين.d) عدم مبالاة للمديح أو النقد بشكل ظاهري؛e) قلة الاهتمام بأن يكون للشخص تجارب جنسية مع شخص آخر (مع وضع السن في الاعتبار).f) تفضيل مستمر للنشاطات الانعزالية.g) الانشغال الشديد بالأمور الخيالية والانطوائية.h) عدم وجود أصدقاء مقربين، أو علاقات محل ثقة، أو وجود صديق واحد، والرغبة في مثل تلك العلاقات.i) عدم الإحساس الواضح.[c1]اضطراب الشخصية المستهينة بالمجتمع Dissocial personality disorder[/c]هو اضطراب في الشخصية يجذب الانتباه عادة نتيجة للهوة الكبيرة التي يخلقها بين سلوك صاحب هذا الاضطراب وبين الأعراف الاجتماعية السائدة ويتميز بالتالي:a) عدم اهتمام مستهتر بمشاعر الآخرين.b) موقف واضح ومستديم من عدم المسؤولية وتجاهل الأعراف الاجتماعية؛c) عدم القدرة على الاحتفاظ بعلاقات مستقرة، بالرغم من عدم وجود صعوبة في تأسيسها.d) قدرة ضعيفة جداً على احتمال الإحباط وسهولة شديدة في تفريغ العدوان، بما فيه العنف.e) فقد القدرة على معاناة الشعور بالذنب والاستفادة من التجربة، خاصة العقاب.f) استعداد شديد للوم الآخرين، أو لتقديم مبررات مقبولة ظاهرياً للسلوك الذي يضع الشخص في صراع مع المجتمع.-II اضطرابات الشخصية الهستيرية ، القسرية والاتكالية(الأقرب لتوصف شخصية وجدان) ونتناولها بالتفصيل لمقاربتها للتصنيف على النحو التالي: [c1]الشخصية الهستريونية Histrionic personality disorder[/c]هو اضطراب في الشخصية يتميز بالتالي:a) أداء تمثيلي ذاتي، أداء مسرحي، تعبير مبالغ في عن المشاعر؛b) قابلية للإيحاء، والتأثر السهل بالآخرين، والظروف المحيطة؛c) وجدانية ضحلة ومتقلبة؛d) البحث الدائم عن الإثارة، والتقدير من قبل الآخرين والأنشطة التي يكون المريض فيها مركزاً للانتباه؛e) الإغراء غير المناسب في المظهر أو السلوك؛f) الاهتمام الشديد بالجاذبية الجسدية.وهناك ملامح مصاحبة مثل الأنانية، والتوق للتقدير ومشاعر التأذي بسهولة والسعي المستديم لتحقيق ماهو مطلوب.[c1]اضطراب الشخصية القسرية Anankastic personality disorder[/c]هو اضطراب في الشخصية يتميز بالتالي: (Aمشاعر الشك والحذر الشديدين.(Bالانشغال بالتفاصيل، والقواعد، والقوائم، والنظام، والتنظيم، أو مخططات العمل.ؤالكمالية التي تتداخل مع إكمال الواجبات المطلوبة.(Cالدقة المفرطة والشك الشديد، والانشغال غير الضروري بالإنتاج لدرجة استبعاد المتعة والعلاقات الشخصية.(D الحذلقة المفرطة والالتزام الشديد بالتقاليد الاجتماعية.E) التصلب والعناد.f) الإصرار غير المقبول من قبل الشخص على أن يخضع الآخرون بشكل كامل إلى طريقته في عمل الأشياء، أو التردد غير المقبول في السماح للآخرين بعمل شيء.g) فرض أفكار أو نزوات ملحة وغير مقبولة.[c1]اضطراب الشخصية الاتكالية Dependent personality disorder[/c]هو اضطراب في الشخصية يتميز بالتالي:a) تشجيع الآخرين أو السماح لهم باتخاذ معظم القرارات الهامة في حياة الشخص؛b) تسخير الاحتياجات الذاتية لاحتياجات الآخرين الذين يعتمد عليهم الشخص، ورضوخ غير مبرر لرغباتهم؛c) عدم الاستعداد لمطاللبة هؤلاء الذين يعتمد عليهم الشخص بأي مطالب حتى ولو كانت منطقية؛d) الشعور بعدم الراحة والعجز عندما يكون وحيداً، وذلك بسبب المخاوف المبالغ فيها من عدم القدرة على العناية الشخصية.e) إنشغال بالخوف من هجر شخص يرتبط به بشكل وثيق، أو أن يترك ليعتني بنفسه.f) قدرة محدودة على اتخاذ القرارات اليومية دون قدر كبير من النصح والتأكيد من الآخرين؛ويمكن أن تشمل السمات المصاحبة اعتقاد الشخص بأنه عاجز، وغير كفء، ومفتقد القوة.وما يجب لفت النظر اليه هنا بانه تظل هذه العلامات – الواردة اعلاه – ممكنه كسمات في الشخصية السوية ايضا بهذا القدر او ذاك ،وفقط حينما تؤدي بالشخص الىمستوى من الحدة والاخلال بقدرته على التكيف واستمرارية الحياة بهذا الشكل او ذاك عنئذ تكون هذه الاعراض مرضية وبتفاوت حدتها تتحدد درجة المرض الذي يتطلب التدخل و العلاج. كما يمكن ان تتداخل اكثر من علامات لمجموعة اضظرابات في شخص واحد ولكن في مواقف مختلفه .