نادرة عبدالقدوستلعب أجهزة الإعلام وخصوصاً الإذاعة والتلفزيون دوراً شمولياً يتعدى مداه، ذلك لانهما يتوفران في كل بيت ويبثان على مدار الساعة. والحديث هنا عن الإعلام العربي والعالمي وليس عن الإعلام اليمني فقط.أما إذا حصرنا الحديث عن الإعلام اليمني فإننا سنحتاج إلى مساحة زمنية أكبر من التي تم تحديدها لانعقاد حلقة النقاش هذا اليوم والتي نرجو ان تخرج ولو بعدد بسيط من التوصيات الجادة ما من شأنه إحداث بعض التغيير في الخطط البرامجية في وسائل الإعلام اليمني بما يتلاءم والاستراتيجية الوطنية والسياسية للدولة اليمنية التي لاتخلو من تطلعات متقدمة تجاه المرأة اليمنية، وبما هو مرسوم في القوانين والتشريعات النافذة في بلادنا، التي تعد من أكثر القوانين والتشريعات تقدمية على مستوى الوطن العربي.إن الإعلام اليمني مازال بحاجة إلى إعادة صياغة وغربلة في خطابه الإعلامي، إذ يغلب على البرامج الإعلامية المختلفة الطابع التقليدي النمطي المنفر للمتلقي، لذا نجده ـ أي المتلقي ـ يفر إلى قنوات اخرى يجد فيها ملاذه . وهنا مع الأسف لم يستوعب القائمون على وسائل الإعلام اليمني “المرئية والمسموعة” بعد أهمية الدور الإعلامي الذي تؤديه هذه الأجهزة في ظل ثورة المعلومات والتطور المذهل في وسائل الاتصال، فنجدهم غير مكترثين بالبرامج الاجتماعية، وهي الأكثر جذباً للمتلقي عن غيرها من البرامج الإعلامية.ولكي نكون اكثر دقة وتحسباً للزمن القصير المخصص لنا للحديث عن صورة المرأة في الإعلام اليمني، اسمحوا لنا بتناول لمحة تاريخية لوسائل الإعلام في مدينة عدن فقط، لما لهذه المدينة من سبق في ولادة الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع على المستوى اليمني والجزيرة والخليج العربي.[c1]عودة إلى الميلاد[/c]كان ميلاد الإعلام المطبوع مبكراً في مدينة عدن وإنه كان في صورته البدائية كالفرمانات والمنشورات التي كانت تصدرها تباعاً سلطات الاحتلال منذ وطأ جنودها الانجليز ارض عدن في 19 يناير 1839م، وكان يشوبها الاخطاء اللغوية والطباعية، إذ كانت تكتب من قبل الانجليز، وبتطور الأحداث كانت الحاجة ماسة إلى إدخال الحرف المطبعي الاكثر تطوراً، ومع تطور الزمن، الذي حمل الكثير من المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفكرية، شهد الإعلام في مدينة عدن طفرة نوعية في الخطاب الإعلامي، فقد ظهرت أول صحيفة عربية عام 1940م هي فتاة الجزيرة لرائد الفكر والإعلام اليمني محمد علي لقمان وهو الذي يعود إليه الفضل في ادخال أول مطبعة صحفية “اليونيتايب” في اليمن.بظهور أول صحيفة في عدن كانت البداية إلى الولوج في عالم الاتصال الجديد والتعرف على مزاياه وإدراك أهميته في أوساط الناس، خاصة وان المشهد العالمي على وجه البسيطة، آنذاك، يشهد تحولات سياسية وفكرية وايديولوجية جذرية غيرت معالمه، وتوالت الإصدارات الصحفية بعد فتاة الجزيرة .. وفي تلك الاثناء كانت الإرهاصات الاولى للحركة النسائية بدأت تعلن عن نفسها من خلال عدد من التجمعات النسائية ومن ثم تأسيس الجمعيات الخيرية والاجتماعية المختلفة، وكانت الجمعية العدنية للنساء برئاسة السيدة رقية ناصر “أم صلاح” أولى الجمعيات النسائية في اليمن فقد تأسست عام 1959م ثم تلتها جمعية المرأة العربية عام 1962م برئاسة المناضلة رضية احسان الله وغيرها من الجمعيات المماثلة .. هذه البدايات المبشرة الفتت اصحاب الصحف ورؤساء تحريرها إلى ضرورة تناول قضايا المرأة في هذا الجزء من الوطن، فخصص عددا من الصحف بعض صفحاته لها، ولان تعليم البنت لم يكن منتشراً آنذاك إلا على مستوى الكتَّاب “المعلامة” حيث تركز في تعليم القراءة والكتابة والحساب بمبادئه البسيطة وحفظ القرآن الكريم، فقد كان من الصعوبة أن توجد الكاتبة في الصحف. وحتى وان وجدت لن يكون مقبولاً أن يكتب اسم امرأة تحت مادة مكتوبة في صحيفة ما، لذلك عمد كتَّاب ذكور إلى كتابة المادة الصحفية ممهورة بكنية انثوية أو باسماء نسائية مستعارة.إلا ان صحيفة النهضة الصادرة في نهاية الخمسينيات لعبد الرحمن جرجرة كانت الأولى التي سمحت لامرأة بتحرير صفحة لشؤون المرأة وكانت تلك الإعلامية الاولى في اليمن السيدة ماهية نجيب، التي عزمت عام 1960م على إصدار مطبوعتها الخاصة الأكثر تخصصاً للمرأة والأسرة اطلقت عليها اسم “فتاة شمسان” وكانت ألأولى على مستوى اليمن والجزيرة والخليج العربي، واستمرت لاكثر من ست سنوات على الصدور دون انقطاع رغم ما عانته صاحبتها من ضائقة مالية كانت تنعكس على حياتها الخاصة في كثير من الاحيان.رغم معارضة بعض علماء الدين لفتاة شمسان وصاحبتها إلا أن تحديها كان أقوى وتضحياتها كانت أعظم، واستطاعت تلك المجلة ان تبرز دور المرأة الحقيقي في المجتمع وأهميته في التنمية، وطالبت بتحرير المرأة من التقاليد البالية المكبلة لها وبضرورة انتزاعها لحقها في التعليم والعمل واختيار شريك حياتها والمشاركة في النشاط السياسي اسوة بالرجل.ولم تقف ماهية نجيب عند هذا الحد بل أنها كانت السفيرة للمرأة في الجنوب واستطاعت ان تصل إلى البرلمان البريطاني من خلال لقاءاتها بعدد من ممثليه في بريطانيا والتحاور معهم بضرورة مشاركة المرأة في انتخابات المجلس التشريعي.وإذا ما قمنا بمقارنة بسيطة بين ذلك الزمان وزماننا الراهن سنجد ان ذات المطالب تقريباً تعيد نفسها رغم الفاصل الزمني الكبير بينهما، ذلك لان الوعي العربي يسير ببطء شديد بسبب تخلف الأنظمة السياسية العربية وعدم مؤازرة المرأة وتكريس دونيتها والنظر اليها ككائن ضعيف وغير واع بما يجري حوله وبأنه بحاجة دائمة إلى الكائن القوي الموجه والمسيطر والقائم بكل أمور الدنيا والدين، ومن دونه المرأة لاحول لها ولاقوة.[c1]صورة المرأة في الإعلام المطبوع “الصحافة”[/c]بنظرة تأملية إلى حقبتي الخمسينيات والستينيات حين برزت المرأة الإعلامية في مدينة عدن ووضعت قدمها في عالم الاتصال عبر المطبوعة الصحفية من خلال العديد من الصحف التي صدرت في تلك الفترة، رغم مكابدتها رفض الأهالي وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية البارزة والمعروفة، سنجد ان تناول قضايا المرأة كان اكثر عمقاً وتنوعاً مما هو عليه اليوم ومع تقديري للمحاولات الجادة في طرح ذات القضايا الملحة باصطلاحات العصر كالجندر أو النوع الاجتماعي وغير ذلك. فالصحافة اليمنية اليوم تكاد تظهر كالمتملقة للمرأة مجارة لما يحدث من تطور في العالم الخارجي ليس إلا .. وتفتقر هذه الوسيلة الإعلامية إلى الشفافية في طرح قضايا المرأة .. فهل المرأة في اليمن وصلت الى المستوى المطلوب من الرقي في حياتها الثقافية والتعليمية والاقتصادية والسياسية؟ وهذا هو السؤال الذي علينا ان نطرحه على أنفسنا ونحن نتناول قضية المرأة. . وماهي المعوقات التي تقف في طريق تطورها وتحقيق طموحاتها؟ وكيف يجب ان نتناول قضاياها بما لايتنافى مع قيمنا واعرافنا الدينية والاجتماعية؟إن تناول قضايا المرأة في الصحف الرسمية والأهلية على حد سواء في بلادنا ضعيف جداً ولايرقى إلى مستوى الاحساس بأهمية الإعلام في تغيير الصورة النمطية عن المرأة التي لازالت عالقة في اذهان الكثير من افراد المجتمع وبالذات الشباب الذي تتجه انظاره إلى الإعلام الخارجي حيث يجد الصورة السلبية عن المرأة .. ولايغيب عن ذهننا ان الفضاء مفتوح وأبواب المعرفة والمعلومات مفتوحة كذلك على مصارعها تسمح لكل المتعطشين إلى المعرفة من الارتواء وبأسهل الطرق وبأقل التكاليف.وتكاد الصحف الرسمية اليمنية تخلو من الصفحات التخصصية لشؤون المرأة عدا الملحق الاسبوعي لصحيفة الثورة الخاص بالاسرة وصفحة الأسرة الأسبوعية في صحيفة الجمهورية أما صحيفة 14 أكتوبر فقد مرت بمراحل مختلفة كان يغلب على قيادتها المتعاقبة الارتهان إلى الرغبة الشخصية أو الفردية في إلغاء أو إبقاء صفحتي المرأة والمجتمع وقضايا السكان والتنمية. إلى أن صدر القرار باصدار مجلة شهرية تعنى بشؤون المرأة والطفل والأسرة بشكل عام تتبع مؤسسة 14 أكتوبر، صدر منها عددان، وهي خطوة تستحق الاشادة، حيث تعد الاولى في تاريخ المؤسسات الصحفية اليمنية الرسمية، إلا أن هذه المطبوعة الجديدة بحاجة إلى اهتمام أكبر بمضامينها ورسالتها الإعلامية الموجهة بحيث لاتكون نسخة مقلدة من مطبوعات صحفية عربية كثيرة تملأ الدنيا ضجيجاً ولانرى منها طحيناً يفيد المرأة أو الاسرة.كما انها لاتعكس الصورة الحقيقية للمرأة العربية المتطلعة إلى الانعتاق من التهميش والتغييب في المجتمعات العربية التي تطغى عليها الاحكام القبلية والذكورية.اما الصحف الاهلية فهي ايضاً لاتعير المرأة اهتماماً إذ معظمها تدور في رحى السياسة متناسية قضايا المرأة التي لاتقل أهمية عن قضايا المجتمع ككل، إلا أنه هناك عدد من المطبوعات الصحفية المتخصصة لشؤون المرأة استطاعت ان تنافس الصحف الاهلية في سوق العرض لكنها في الحقيقة لاتحقق النجاح الذي تحققه الاخيرة والسبب يكمن في الرسالة الإعلامية التي تقدمها للقارئ عموماً وللقارئة على وجه الخصوص، وهي رسالة تفتقد إلى عنصر التشويق، اضف إلى ذلك ابتعاد الرسالة عن اهتمامات المرأة اليمنية وملامسة واقع المرأة الريفية ومعاناتها الكثيرة، وتكتفي بمخاطبة المرأة المدنية، ومعظم هذه المطبوعات لاتبذل جهودها في تقديم المادة المحلية، وتكثر من النقل من مواقع الكترونية عربية وإعادة نشرها.[c1]صورة المرأة في الإعلام المسموع[/c]مرت إذاعة عدن بمراحل عديدة ارتبطت بمختلف المراحل والمنطعفات السياسية التي شهدتها بلادنا، وقد تأثرت البرامج الإذاعية بكل ما كان يعتمل خلال تلك المنعطفات سلباً وإيجاباً، وتنوعت الرسالة الإعلامية تبعاً لذلك، وتغيرت مضامين الخطاب الإعلامي الموجه إلى المتلقي وعلى وجه الخصوص ذلك الخطاب الموجه إلى المرأة. فمن ربات البيوت إلى مع الاسرة ومجلة الأسرة، ومن مخاطبتها كزوجة وأم فقط إلى مخاطبتها ككائن يتساوى مع الرجل حتى في حمل السلاح والالتحاق في جبهات القتال وفي المليشيات الشعبية .. ثم الارتداد لمخاطبتها كزوجة وأم طباخة ماهرة مع ضرورة الاهتمام بجمالها.ورغم مرور أكثر من خمسة عقود على تأسيس الإذاعة المسموعة في اليمن إلا أننا نجد الصورة النمطية التقليدية في تناول قضايا المرأة في هذا الجهاز. فبرنامج ربات البيوت الذي كان يبث من إذاعة عدن في نهاية الخمسينيات تغير اسمه في اوائل السبعينيات إلى دنيا المرأة ثم إلى مجلة الاسرة في اواسط تلك الحقبة ليستمر حتى اليوم وبرنامج يومي آخر باسم مع الاسرة. تغيرت عناوين البرنامج وبقي المضمون واحد! برنامج مع الأسرة اليومي مع الأسف ونقولها بكل صدق ودون أي تحامل على أحد أو التجريح، فنحن هنا نتحاور ونناقش لنخرج بحلول جادة ترتقي برسائلنا الإعلامية التي يعول عليها مجتمعنا لاحداث التغيير نحو الحياة المثلى واللحاق بالمجتمعات المتقدمة، أقول أن هذه البرامج بعيدة عن واقع المرأة اليمنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. فماهو مضمون الرسالة الإعلامية التي يحملها البرنامج اليومي مع الأسرة في عشر دقائق فقط؟! انه يشتمل على فقرات قصيرة ورتيبة، فهو شبيه بامرئ يمر مرور الكرام على ثلة من البشر مخاطباً إياهم وهو ماض في طريقه مسرع الخطئ فلايفقهون ما يقول ولايعلمون ماذا يريد أن يقول ولماذا مر من أمامهم؟وكذلك الحال بالنسبة للبرنامج الاسبوعي مجلة الاسرة الذي لايختلف كثيراً عن البرنامج اليومي سوى بطول المدة .. وما تتخلله من فقرات موسيقية وغنائيه.وهناك برنامج السكان والتنمية الذي يشرف عليه المجلس الوطني للسكان حيث تشترك وسائل الإعلام اليمنية الرسمية كافة بتناول قضاياها بتكليف رسمي مدفوع الثمن لها وللمحررين من الإعلاميين. وهذا البرنامج يكرس رسالته في قضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الاسرة والرعاية الصحية للطفل والأم الحامل وبعد الولادة. غير أنه من المفترض ان يتناول البرنامج مختلف القضايا التي تهم المرأة اليمنية غير الحمل والولادة.[c1]صورة المرأة في الإذاعة المرئية “التلفزيون”[/c]وهكذا الحال بالنسبة للتلفاز الذي يتعدى عمره الاربعة عقود في يمننا الحبيب, ففي بداية إنشاء التلفزيون في عدن عام 1964م وبعد ان اتسعت رقعة زمن البت بتوظيف العناصر النسائية كمذيعات عبر الشاشة الفضية ظهر برنامج دنيا المرأة الذي لم يختلف عن البرنامج الإذاعي ربات البيوت سوى بالصورة المصاحبة للصوت مع إضافة بعض الفقرات المشوقة كأستضافة امرأة مسنة تقوم بعرض تجارب حياتها في تربية ابنائها أو بتوجيه النصح للأمهات وفقرة الطبخ أو الخياطة وتصميم الملابس .. وكذلك فإن البرنامج كان يحتفي ببعض المناسبات الدينية كالمولد النبوي بعقد حلقة ذكر وقراءة بعض من السير النبوية الشريفة، وكانت النساء المشاركات في البرنامج يرتدين في عرض هذه الفقرة الرداء النسائي العدني دون اظهار أي جزء من اجسادهن. علماً أن البرامج التلفزيونية كافة كانت تبث على الهواء مباشرة لعدم وجود جهاز تسجيل بالفيديو آنذاك اضافة إلى التقنية التلفزيونية غير المتطورة.وكان حينها مبنى التلفزيون ضيق الحجرات مما يكتنف العمل بكثير من الصعوبات.وشهد التلفزيون في عدن كالإذاعة تطوراً في تغيير المبنى وارتفاع عدد المذيعين والمعدين والمخرجين للبرامج المختلفة. واستحدثت دوائر وإدارات عديدة لتسهيل مهمة توصيل الرسالة الإعلامية الى المتلقي وتنظيم العمل في هذا الجهاز الخطير والأهم بين وسائل الإعلام.إلا اننا نجد ذلك الاهتمام بالخطاب الإعلامي الموجه إلى المرأة اليمنية. في الوقت الذي على التلفزيون أن يواكب مراحل التطور التي مرت بها المرأة والصعوبات التي ترافقها والمعوقات التي تعيقها في تحقيق الكثير من طموحاتها .. كما على التلفزيون أن يكشف مكامن الفساد الاخلاقي الذي تزج به في مستنقعه فتيات ونساء كثر تحت ضغط الفقر والعوز المساهمة في ايجاد الحلول الاقتصادية لهن بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة العمل والخدمة المدنية باعتبارهما الجهة الحكومية المسؤولة عن توفير سبل العيش الكريم للمواطن.ويلعب التلفزيون دوراُ أكبر وأعمق من الدور الذي يلعبه في تقديم برنامج أسبوعي وحيد يعني بالمرأة والاسرة اليمنية .. فهناك المرأة الريفية وما تعانيه من امتهان لكرامتها وكينونتها، فهي التي تجلب الحطب والطبخ وهي التي ترعى الماشية وتزرع وتجلب الماء من الآبار .. وهي الراعية لبيتها وابنائها وهي المطيعة لزوجها ولابيها ولاخيها حتى ولو كان اصغر منها سناً .. والطامة انها تحرم من الميراث كأخوتها الذكور .. ويتم التسريع بتزويجها في سن مبكرة دون علمها أو دون رغبتها للتخلص منها والخوف من بوارها كما هو الاعتقاد سائد في الريف اليمني، ويتم دفع مبالغ طائلة مهراً لها يستحوذ عليه ولي أمرها، وكأنما باع شاتاً أو بقرة لمشتر يفوقها احياناً كثيرة اعواماً عديدة .. فأين إذن التلفزيون من هذا كله؟كذلك هناك الصورة المشرقة للمرأة الناجحة في موقع عملها وهناك المرأة الأنموذج التي تفوق الرجل في تخصصها العلمي المعين أو في المهنة أو في قيادتها لمنشأة ما .. وهناك المرأة التي تربي ابنائها على الفضيلة والعمل لصالح ليصلوا إلى مراكز علمية ومهنية مرموقة، فأين التلفزيون من نقل هذه الصورة الحية والجميلة للمرأة اليمنية.ان على التلفزيون معالجة اسباب تسرب الفتيات من المدارس ونقل الواقع بشفافية، والانتقال بالكاميرا إلى أرض الواقع وإشراك اولياء الامور ومكاتب التربية والتعليم والمدارس في مناقشة هذه المشكلة التي اضحت تطفو على السطح.هناك الكثير من الهموم التي تستحق الوقوف امامها وكلها تتعلق بالمرأة وعلى اجهزة الإعلام مجتمعة العمل بدأب من اجل كشف اغوارها واجتثات اسباب بقائها في مجتمعنا.لقد اصبح الإعلام علماً يدرس وله مؤسسات ومعاهد متخصصة واصبحت وسائله ذات تقنية عالية. ولم يعد الإعلام يلعب دور المرفه والمروح للنفس .. بل اضحى يلعب دوراً اخرى تعمل على “صياغة المجتمعات وتشكيل الرأي العام العالمي وإيجاد نمط حياتي جديد للمجتمع العالمي .. والإعلام اليوم اصبح يوظف الترفيه والتسلية لأداء رسالة وايصال فكرة وتشكيل عقل وصناعة ذوق عام وزراعة اهتمامات معينة” .. وبعد ان كان الإعلام ينقل الحدث غدا صانعاً للحدث والتحضير له في نفس الوقت، والمشهديات السياسية كثيرة التي تؤكد ذلك.[c1]مقترحات لتعزيز دور الإعلام اليمني في نقل الصورة الحقيقية للمرأة اليمنية[/c]ـ توفير مساحة واسعة لبرامج توعوية جادة للمرأة حول حقوقها القانونية والمدنية.ـ تعزيز دور المرأة الإعلامية في المؤسسات الإعلامية والدفع بها إلى مراكز قيادية فيها للمساهمة في صياغة الاستراتيجية الإعلامية.ـ منح الفرص للإعلامية اليمنية للانخراط في برامج التدريب والتأهيل الإعلامي.ـ تجاوز عمل المذيعة في الإذاعتين المسموعة والمرئية كمذيعة ربط وتقديم، وعلى الإعلامية ان لاتتساهل في حقها في المشاركة في إعداد وتقديم البرامج ذات الطابع الحواري في مختلف المجالات.ـ التحضير الجيد للبرامج التي تحمل رسالة إعلامية للمرأة.ـ نقل الحقائق من واقع المرأة اليمنية وعدم التناول السطحي لقضاياها.عدم الاكتفاء بالكلام النظري حول قضايا المرأة .. وان يتم نقل الصورة والصوت والكلمة الصادقة إلى المتلقي.ـ ابراز دور المرأة اليمنية في التنمية البشرية .. وعليه لايجب الاكتفاء بدور المرأة المتمدنة وتهميش دور المرأة الريفية في هذا المضمار.[c1]هامش : [/c]باحثة وصحفية رئيسة بيت الإعلاميات اليمنيات ـ عدن
|
ثقافة
صورة المرأة في الإعلام اليمني الرسمي و الأهلي
أخبار متعلقة