واشنطن / متابعات :ظل الاطباء لفترة طويلة يعتقدون أن القلب البشري، شأنه شأن الدماغ، عاجز عن انتاج خلايا جديدة بعد الولادة ولكن العلماء قدموا الآن أول دليل على أن باستطاعة هذا العضو الذي يضح الدم إلى كافة أجزء الجسم تجديد خلاياه في أي مرحلة من مراحل الحياة.وقال الباحث راتان باردواجي من جامعة تورنتو “ إذا أصبت بجرح في الجلد فإنه يشفى، وإذا كسرت عظمة من عظامك فإنها تلتئم وتشفى، ولكن الناس ظلوا يعتقدون لفترة طويلة أن أعضاء كالقلب والدماغ لا يمكنها انتاج خلايا جديدة”، مضيفاً” ولكننا الآن أثبتنا أنه بإمكان القلب صنع خلايا جديدة”.وصدرت دراسة حول هذا الموضوع في العدد الاخير من مجلة “ساينس” أو العلوم.وقال باردواجي للمجلة “ هذا إنجاز كبير في العلوم الاساسية، إننا بذلك نفتح الباب واسعاً أمام علاجات مستقبلية”.ويمكن لهذا الاكتشاف مساعدة الاطباء على إيجاد أدوية جديدة للتلف الناتج عن الاصابة بالنوبة القلبية.واستخدم العلماء طريقة مبتكرة لاكتشاف الطريقة التي يشفي فيها القلب نفسه بنفسه عن طريق تجدد الخلايا فيه. ففي خمسينات القرن الماضي أجرى العلماء اختبارات على القنابل النووية فوق الارض وتبين لهم أن مستوى الاشعاعات الكربونية-14 في الجو ارتفع بشكل ملحوظ،، وفي عام 1963، أي بعد التوقيع على اتفاقية حظر التجارب النووية انخفض مستوى النظائر الفيزيائية بشكل تدريجي، وهذا ما دعا العلماء لاستنتاج أن أي خلية سواء كانت نباتية أو حيوانية أو بشرية وجدت خلال التفجير النووي فوق الارض كان لديها مستوى مرتفع من كاربون -14 في حمضها النووي.ثم اختبر العلماء تقنية “الكاربون دايتنغ” حيث تبين لهم أن القلب البشري يحتوي على خلايا تنشأ في أوقات مختلفة وبأن في القلب خلايا جذعية يمكن ان تساعد الأطباء على شفاء الكثير من الأمراض..وقال باردواجي “ إننا ننظر إلى الجسم من زوايا مختلفة”، مضيفاً “من المثير جدا التفكير في الاعضاء على أنها انسجة ديناميكية بإمكانك تعديلها وتغييرها”، فيما قال الباحث في العلوم العصبية إيان دنكان من جامعة ويسكونسن- ماديسون “ هذا يعين أن لدى الجهاز العصبي القدرة على الإصلاح الذاتي للأعطال التي يتعرض لها”.
