رغم التحديات التي تواجه بلادنا على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وضبابية المشهد السياسي وتعقيداته وهيام البعض بأحلام العصافير دون الاكتراث بالمسؤولية الوطنية العليا التي تقع على عاتق كل وطني شريف والمجاملات البائسة لجرجرة الآخرين نحو المستنقعات الضحلة لغرض الإغراق والمزيد من التعقيد ، ووضع المشاريع الصغيرة مطبات في طريق الحلول والمعالجات لمشكلات ومعضلات التحدي الكبير الذي يواجه الأمة على مختلف اتجاهاتها الفكرية وألوان طيفها السياسي الذي وجد من يرعاه ويتبناه ويقدم له الدعم والمساعدة ويكون حاضناً له رغم الإجماع العربي والدولي على ضرورة حشد الجهود من أجل محاربته وتجفيف منابعه وتحت أوراقهم ومشاريعهم الصغيرة يجد الأمان والغطاء ليطل برأسه وكأنه شريك في العملية السياسية وينفذ أجندته الخاصة الإرهابية التدميرية ويعطل مشاريع التنمية الشاملة هنا وهناك من وقت إلى آخر وارتبط بعلاقات مع العديد من الأطراف لتشكيل اصطفاف مناهض ومعاد للدولة والحكومة الوطنية المستمدة شرعيتها من الغالبية العظمى من أبناء الشعب من أجل الانقلاب على الشرعية الدستورية والانقضاض على الثوابت الوطنية وتحويل اليمن إلى إمارات وبؤر لقواعدهم الإرهابية ذات الأفكار الشمولية التي لا تقبل بالرأي الآخر ووجوده ونقاط انطلاق لأعمالهم الإرهابية التخريبية من أجل زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وبدأت تتكشف الخيوط وتلوح في الأفق بعض من تلك العلاقات والارتباطات بعدد من الإجراءات والاتفاقات التي تم الإعلان عنها وما خفي قد يكون أكثر وأعمق مما أصبح ظاهراً ولكن هيهات فالأوراق بدا لونها أصفر ومصيرها الذبول والسقوط لا محالة ولو كان الانتظار لفصل الخريف حين تسقط أوراق الشجر وتسقط ورقة التوت وتكشف العورات بفعل العوامل الطبيعية لدورة الحياة وعلى وجه الخصوص دورة حياتهم المتميزة بمثل هذه العوامل التي اعتادت عليها وتعودت على حالة عدم الاستقرار والانجرار نحو العنف والقتل والدمار وستظل على هذا الحال ما دام الخلاف والاختلاف هو السائد في ذات بينهم وليجعل الله كيدهم في نحورهم سيظلون على هذا الحال خصوصاً ونحن أمام متغير وطموح جديد ممثل في مبادرة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية التي أعلنها في الذكرى العشرين لعيد الوحدة اليمنية المباركة 22 مايو التي تستحق الأخذ بها والالتفاف حولها لما فيها من المصلحة العليا للوطن لتجاوز التحديات والمحن والخروج إلى بر الأمان بسلام وتستكمل المشوار ومسيرة البناء الوحدوية نحو الآفاق الرحبة معاً بحوار وطني شامل يفضي إلى شراكة وطنية وتفاهمات وتوافق يقودنا جميعاً نحو الإصلاحات الشاملة برؤية وطنية تحقق آمال وتطلعات أبناء الشعب صاحب المصلحة الحقيقية في الإصلاح والبناء.في ظل هذه الدعوة الموجهة لكافة القوى السياسية بمختلف ألوان طيفها السياسي أحزاباً وتنظيمات ومنظمات وشخصيات في الداخل والخارج واتخاذ عدد من الإجراءات التي من شأنها تنقية الأجواء واثبات حسن النوايا لتأكيد الدلالة الصادقة والجادة لمعاني الكلمات المعبرة عن مصداقية القيادة بوضع الخطوات الأولى في الطريق الصحيح وطي صفحة الماضي من المكايدة والشطط السياسي البليد الذي يعطل ويفرق إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من الحوار للتوافق والاتفاق نضع فيها كل الهموم والقضايا على طاولة الحوار الوطني للخروج بحزمة من الحلول والمعالجات لما من شأنه جدولة التنفيذ الزماني والمكاني حيث كان المأمول أن يضع الجميع عقولهم في رؤوسهم للتعقل والسمو فوق الصغائر وضبط النفس الأمارة بالسوء لحفظ اللسان ووقف الكلام ولو لفترة معينة تتيح الفرصة للآخرين للعمل لما فيه المصلحة العليا للوطن بعيداً عن الأنانيات الضيقة والتشويش الإعلامي والتشويه الكلامي والتضليل.وفي الوقت الذي أخفض الإعلام الرسمي- الناطق باسم الشعب والمؤتمر الحاكم -جناحيه تحركت الأقلام الرخيصة تطلق رصاصات الرحمة لتغتال المشروع الحواري الديمقراطي الوطني لشن الهجوم غير المبرر هنا وهناك لتعطيل وعرقلة مسيرة النهج الديمقراطي الخيار السلمي الوحيد والصحيح لتتمزق الأقنعة وتطل من خلفها الوجوه القبيحة المفلسة البائسة الشامتة بالوطن والمواطن وذهبوا بعيداً لشخصنة الأمور وتركوا لب الموضوع لصلابته وحاموا حول القشور لعدم مقدرتهم على الولوج إلى العمق والدخول في الصلب وهذا هو حال العاجزين الفاشلين دوماً الذين قبل أن يفكروا في تغيير ما حولهم عليهم أن يغيروا ما بأنفسهم.إننا اليوم أكثر من أي وقت مضى نحتاج إلى التقارب والجلوس حول طاولة الحوار للمصارحة والمكاشفة من أجل المصالحة ومواجهة كافة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعمل سوياً من أجل إخراج البلاد من أزماتها الداخلية والنظر إلى ما هو أبعد وأوسع من القضايا الخلافية الجزئية للعمل من أجل الاتفاق على منظومة متكاملة من الحلول والمعالجات الخاصة بالشأن الوطني الواسع والكبير تستوعب القضايا الوطنية اليمنية عموماً بقدر كاف من الجهد المؤدي إلى الحلحلة والإصلاح الشامل لما فيه تحسين الأداء والمستوى المعيشي لأبناء الشعب برؤية وطنية يمنية تخرج العباد والبلاد من أتون الأزمات.
أحلام العصافير
أخبار متعلقة