بثت احدى الفضائيات يوماً لقاءً مع أحد الدكاترة ( ! ) .. وأخذ الشيخ يسهب في الحديث عن النجوم وعلاقتها بالصلاة .. ولماذا يستقبل أهل اليمن سهيلاً في الصلاة ( ؟! ) وقال : ان الحكمة ان ( سهيلاً ) يكون في أعلى باب الكعبة على يمين الركن اليماني للمستقبل للبيت الحرام من اليمن ! .. ثم قال : ان الشام ومصر يستقبلون نجوماً تدلهم على جهة البيت ( !! ) . ونسي الدكتور ان المسألة هي حدود جغرافية على الارض يعرفها الراعي والصانع و ( الدكتور ) ! ثم قال هذا الدكتور الشيخ : ان هذا الأمر أي معرفة مواقع النجوم بالنسبة للكعبة هي سر قوله – صلى الله عليه وسلم – : الأمراء من قريش | !! ) قال : لأنهم يعرفون اتجاه الكعبة ( ؟!! ) عن طريق النجوم ( !! ) . ولو أن أميراً على بلد من غير قريش لما عرفوا اتجاه الكعبة ( !! ) بالله هل هذا علم وكلام دكتور أم سفسطة على الفضاء !! ثم ما هذا التفسير الرهيب لحديث : الأمراء من قريش الذي سبق وان كشفنا زيفه في مقالات سابقة ، وهذا التفسير من الدكتور لم نجده عند ابن تيمية والرازي وابن جرير وابن حزم ( !! ) . تذكرت حينها مقالة للدكتور والمفكر الكبير أبوبكر السقاف سماها ( فتنة الدال) فند فيها ضحالة التحليل ومخالفة المنطق وفقر الموضوعية لبعض (الدكاترة ) وهو يتحدث في قضيةمهمة عن العمة والخالة وكأننا في ( محزاية) في أحد أركان الطريق ( ! ) أو جلسة شاي في مقهى ( ! ) والله المستعان . وفي ( الاتجاه المعاكس ) بثت قناة ( دريم ) لقاءً مع الشيخ / جمال البنا .. دافع فيه عن إمامة المرأة للرجال في الصلاة ( ! ) وقال : هناك امرأة حافظة وعالمة ورجل جاهل أمي من يؤم الآخر ؟ ثم قال : هذا هو التحدي الذي يجب على العلماء الجواب عليه ؟ . أقول : العلماء الذين قالوا بعدم جواز إمامة المرأة بالرجال في الصلاة يجمعون كلهم أن هذا تشريع لا يضيرها .. ولا يمس شيئاً من قدرها وكرامتها تماماً مثل تركها الصلاة والصوم أثناء حيضها ونفاسها ( ! ) . . فهذا أمر كوني ، وكونها عالمة أكثر من الرجل ليس عندهم من الاستحقاق المحسوب المعتبر في إمامة الرجال في الصلاة . وذلك كالموت لا يعرف شيئاً اسمه الاستحقاق ولكن متى ما توفرت دواعيه حضر ( ! ) فقد يموت رجل يعول أطفالاً كثيرين وقد يموت عالم ونافع ويعيش من لا نفع فيه ولا يرجو الحياة ولا ترجوه ( ! ) . ولست أشبه المرأة بالموت ، كلا كلا !! ولكن الموت خلق كوني والمرأة خلق كوني فشبهت ( الخلق ) ( بالخلق ) والخالق واحد .. ومثل ذلك قوله – صلى الله عليه وسلم - : (( سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ( ! ) فهو لم يشبه ( الله ) عز وجل بالقمر ليلة البدر ( ! ) ولكن شبه الرؤية بالرؤية . فتأمل .على أن هناك من السلف من قال أيضاً بجواز إمامة المرأة القارئة كما في النوافل والتراويح اذا لم يوجد فيهم قارئ على أن تكون خلفهم .. فأين هذا التحدي ؟ وفي الحديث الصحيح عن ام ورقة بنت عبدالله بن الحارث أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يزورها في بيتها ، فأمرها أن تؤم أهل دارها )) رواه أبو داود والحاكم وغيرهما وهو صحيح . ومثل حديث عائشة أنها أمّت نساء فقامت وسطهن . وباب جواز إمامة المرأة بالنساء مشهور معروف في مصنفات أهل الحديث . وفق الله الشيخ جمال البنا الى الحق ، فالرجل شجاع مغوار في الحداثة يستحق التقدير ! . أشهد بقوة تركيز الزميل الكاتب فيصل الصوفي في عموده اليومي القصير في صحيفة ( 14أكتوبر ) الغراء .. الأمر الذي أسعده بتحصيل أفكار قيمة وانتاج توعوي متميز .. ويتحفنا في كل صباح يوم بشئٍ جميل ومفيد أو كما يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم – بكلام ذي بال ( !!) . واعترف أنني يومياً بعد قراءة العناوين في الصفحة الأولى والأخيرة أبدأ بعموده الذي ينشر كل صباح ، ولم أمل منه منذ بدأ حتى الآن .. ثم أشرع في قراءة التفاصيل وباقي صفحات الصحيفة . شكراً لهذا الكاتب المثقف .. ولملاحظاته القيمة النابعة من سعة اطلاعه وثقافته وأشد على يديه جداً وأقول له حقاً : ان خير الكلام ما قل ودل ! وحقاً كما قيل : وقدر كل امرئِ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء تكرار الرسوم المسيئة للرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – في بعض الصحف الدنماركية أمر مؤسف للغاية ، وكابح من كوابح مكافحة التطرف في الاتجاه المعاكس ( ! ) .. وتحدٍ خطير على طريق مكافحة العنف والارهاب في العالم أجمع ! ، الامر الذي يستدعي نهوضاً دولياً واسعاً لمنعه والتصدي له . وهو درس بالغ للمسلمين لينهضوا في إبراز الصورة الجميلة والجوهر الرائع لشخصية الرسول – صلى الله عليه وسلم – وإسقاطها على كل المعاني الانسانية والمشارب الروحية ليعود أمر تعظيمه واحترامه كما فعلت ذلك الخصوم من قبل حتى ظهور هؤلاء المهووسين الدنماركيين الجدد . والله المستعان . وصدق الله القائل : (( يا أيها الرسول إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا )) . الشيخ عبدالرحمن العريفي من احدى الفضائيات في حشد شبابي شن هجوماً كاسحاً على العقل ومستخدميه قائلاً بأن أحد العلماء سأل أحد العقلانيين : هل تجد عند العقل : لماذا صلاة الصبح ركعتين والظهر والعصر والعشاء أربعاً والمغرب ثلاثاً .. قال : فبهت (( العاقل )) ( ! ) . أقول : بالله عليكم ارحموا الاجيال الصاعدة .. ونموا فيها حب التفكير واستخدام العقل لعل أن يشع وميض للنهضة في عالم الإسلام المظلم والمتخلف بسبب وجود أعداء العقل على رؤوس دعاته ( ! ) وما دخل العقل في العبادات والغيبيات بل ان العقل يهدي ويرشد الى ان مثل عدد الصلوات وكيفية الوضوء هي اختصاص النقل والرواية عن الله ورسوله وليس العقل ! فما لكم كيف تحكمون ؟ ! ولله در الشيخ المرحوم / محمد الغزالي حيث قال في كتابه (( هموم داعية)) ص - 196 - : (( ان العقل عند هؤلاء متهم حتى تثبت براءته ( ! ) .. والقياس الصريح مؤخر عن الأثر الضعيف ( !! ) .. وعدم البصر ، لا غض البصر ، أساس العلاقة بين الجنسين )) . ولله در بعض السلف حيث يقول : يزيد الفتى في الناس صحة عقله وان كان محظوراً عليه مكاسبه يشين الفتى في الناس قلة عقله وان كرمت أعراقه ومناسبه وأفضل قسم الله في المرء عقله فليس من الأشياء شئ يقاربه إذا أكمل الرحمن للمرء عقله فقد كملت أخلاقه ومآربه فهل أنتم عن ذم العقل منتهون ؟ !! مع احتفاظي ببالغ تقديري للداعية الدكتور/ عبدالرحمن العريفي – حفظه الله - .
أضواء .. ومساقط !!
أخبار متعلقة