المفكر الإسلامي الداعية الشيخ أبوبكر العدني بن علي المشهور في حوارٍ صريح مع صحيفة ( 14 اكتوبر ) :
أجرى اللقاء / عادل خدشيإنّ الهجمة الشرسة ضد الإسلام لم تكن وليدة الصدفة، وما يدور اليوم من إساءات عن الإسلام كخاتم للديانات السماوية المنزلة من رب العالمين، تجعل الشارع العربي والإسلامي في مواجهة عنيفة ضد كل من تسوّل له نفسه المساس بهذا الدين الحنيف، من قبل وسائل الإعلام الغربية المختلفة بشتى فنونها.. ولإيقاظ ضمير المسلم كان لنا لقاء مع الداعية والمفكر الإسلامي أبوبكر العدني بن علي المشهور الذي أجاب مشكوراً عن أسئلتنا وهي كالتالي :[c1]- حملات الاحتجاجات والكراهية والمقاطعة التجارية التي صدرت عن العالم الإسلامي ضد الشعب الدنمركي لم تجدِ نفعاً للانتصاف للرسول الكريم بدليل إعادة نشر تلك الرسوم في الصحف الدنمركية في الذكرى الثانية للواقعة وإنتاج البرلماني الهولندي (جريت فيلدوز) فيلمه (فتنة) الذي يحمل رسالة عنصرية ضد الإسلام .. ما رأيكم ؟[/c]- رأينا أنّ الذي يفعله الدنمرك وغيرهم من تشويه للرسول ينطلق من رؤية معيَّنة ضد الإسلام والرسول تاريخياً.والمعالجة من جهة المسلمين غير مطابقة لرؤية الآخر، وإنّما هي ردة فعل أمام فعل.وهذا هو اليوم شأن المسلمين عموماً حكاماً، لأنّهم في عصر غثاء لا يدركون الحالة التي يعيشونها في أنفسهم وما قد وقعوا فيه، فضلاً عن نصرته المطلوبة للذات النبوية وتحليل شأن العداوات التاريخية.المشكلة جانب، وتشخيصها جانب آخر، ومخرجات التشخيص لا عَلاقة لها بالمرض ذاته.والمعلقون على الحالة يهمهم النقل الإعلامي على الخبر والإثارة فقط، ومع هذا وذاك فالذي يتم الآن هي محاولات لإقناع الغير أنّ لدينا غيرة على نبينا صلى الله عليه وآله وسلّم مع أنّ الغير يعرف ما قد وصلنا إليه من التفكك والانهزام والجهل المطبق لحقائق الدين وحقائق عَلاقة النصرة الحقيقية للذات النبوية.[c1]- : هل كان رد الفعل الإسلامي بما تضمنه من عدائية السبب الرئيسي في تكريس صورة مسيئة للإسلام والمسلمين وإظهارنا أمام العالم كشعوبٍ بربرية متعصبة لا تجيد ممارسة التعبير والحوار مع الآخر ؟[/c][c1]- المعركة ليست ضدنا من الآخرين، إنّها ضد الإسلام لا ضد المسلمين، مَنْ يفقه هذا ؟[/c]المسلمون اليوم هم جزء من ضحايا المرحلة، وقد تمكَّن العقل المدبر أن يدرجهم تحت المعطف العالمي، ولهذا فهم لا يدركون الغيرة الحقيقية على الدين والإسلام لتأثرهم الطويل بالدفء الناتج عن المعطف الوثير، وليس هناك رداً إسلامياً. إنّما كل هذه المحاولات تنطوي تحت مفهوم رد الفعل الإعلامي، وأما رد الفعل الإسلامي فلابد أن ندرس قصة عمورية في حياة المعتصم لما أُهينت مسلمة في سجون الغرب، فكان الجواب أكثر حسماً من الاستنكار والشجب.إنّ موقف الساسة أمام أهم قضايانا اليوم كقضية فلسطين لا يعملون للنصرة أكثر من شجب الأحداث التي يقوم بها العدو على ميدان الواقع وفي داخل جزيرة العرب.فماذا عسى أن يكون دور العلماء والشعوب أمام ما هو أقل خطراً من ذلك، وقد تخاذل الحكام عن حماية الشعوب والأرض؟ فالعلماء والشعوب جزء من القرار. والناس على دين ملوكها.وسبب التخاذل التفرقة والخروج التاريخي من دائرة القرار الإسلامي الواحد إلى دائرة القوميات، وهذا جزء من سياسة العدو في الأمة عبر التاريخ المتحول. [c1]- هل كانت حكاية الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم من بدايتها مخطط لها من أعداء الإسلام لاستفزاز الجالية الإسلامية والمسلمين عموماً للانجرار إلى أعمال العنف والغوغائية لاتخاذها ذريعة للتضييق عليهم كأقلية مسلمة في أوروبا، هل توافق على ذلك التفسير ؟[/c]- حكاية الرسوم المسيئة هي جزء من سياسة الإساءة المستمرة للإسلام والديانة ولا عَلاقة للجاليات ولا للشعوب بهذه الإساءة، لأنّ المسلمين أنفسهم لم يعوا شرف إسلامهم ولا ديانتهم وقد خلطوها بثقافة الكفر ورغبات الكافر، والكافر يواصل فتحه السلبي للسيطرة على الأرض والثروة والإنسان وقد فعل، والآن يشوِّه صورة الإسلام والرسول ليثبت للمسلمين أنّهم بسياسته وإعلامه وتعليمه وثقافته، قد صاروا غثاءً كغثاء السيل، لا يهمهم في الحياة غير المأكل والمشرب والشهوات.وليس لديهم قدرة حتى على إيجاد الاكتفاء الذاتي المحلي بديلاً عن استيراد الأجبان والأدوية، فهم في كل الأحوال مضطرون للاستسلام، ولولا يقظة بعض الشعوب لما استنكر الناس شيئاً من الإساءة، وقد فعلوها هم في حياتهم الإسلامية قبل فعل الكفار لها ضدهم.[c1]- كيف يمكن للخطاب الديني أن يتجاوز مرحلة الانفعال إلى الفعل من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإسلام والقرآن الكريم ؟[/c]- إعادة نظر الجهات المعنية في الخطابة والمنبر من السياسة الحزبية المتنازعة إلى حرية الإسلام ورحابته وإعطاء الفرصة الكافية لإنجاح المثلث المدموج والمعادل الرابع : (التربية، التعليم، الدعوة إلى الله والاكتفاء الذاتي)، لإخراج الخطيب والإمام والداعي الناظر للخطابة كوظيفة ووسيلة للمرتب والجاه والسيطرة على الخطابة كقضيةٍ ومصير وغاية لخدمة الدعوة الإسلامية والأمة المحمدية.[c1]- إذا كان الفيلم الهولندي قد سخـَّر الفن لخدمة التطرف من خلال إبراز الإسلام على أنّه دين يحمل تهديداً للآخرين. فهل بإمكاننا كمسلمين تسخير الوسائل الفنية لخدمة الإسلام, أم أنّ علماVنا على ما يبدو لن يحسموا رأيهم في الموقف من الفن عموماً ويفضلون الهروب؟[/c]-إذا كانت الوسائل الفنية تحت إشراف العلماء المخلصين لقضية الإسلام فلا شك أنّها ستسخِّر ما تحت يدها لذلك، أما إذا كانت هذه الوسائل بيد غيرهم فالمسؤولية على حَمَلَة الوسائل الذين يشغلون شعوبهم، بما لا طائل تحته من مفهوم الفن والثقافة الرخيصة، وإنّما يضطر العلماء أمام هذه الوسائل الموجهة لما لا يبني الشعوب إلى ما سميتموه بالهروب، لأنّه أولى من المشاركة المخجلة مع مَنْ لا يعنيهم أمر الخجل ولا يستشعرونه.