مثنى ... كشمس أشرقت بأشعتها الوهاجة لتنير الحاضر والمستقبل عادت الذكرى العشرون لـ 22 مايو تقرع أجراس الذاكرة والجدان وتوقد شمعة جديدة في مسار الزمن الوحدوي العابق بكل مفردات الاعتزاز والشموخ والكرامة. نعم عادت الذكرى مسكونة بالذكريات لتشكل معزوفة لسيمفونية الخلود الأبدي والمجد المتجدد.لم يكن الثاني والعشرون من مايو يوماً قابلاً للاختزال والاستلاب ولكنه يوم سرمدي العقل والتفاعل والإيقاع والذكريات والمجد المتجدد.يوم لا يمحى من الذاكرة الوطنية لأن به عادت خارطة الوطن وعادت الهوية والانتماء وبه كان الميلاد المنتظر طويلاً والعقل الذي راودنا عن أنفسنا ردحاً من الزمن الغابر يقهر الكهانة وغطرسة الغزاة فكانت الثورة بداية طريق الوحدة وكانت الجمهورية جسرنا نحو الديمقراطية وكانت الحرية مسارنا الدائم نحو التحولات الخالدة والتنمية المعفرة بآهات شعب وأمنيات وطن.وهي امتداد للثورة الحقيقية التي وحدت أبناء الشعب اليمني في سبتمبر وأكتوبر ضد الإمامة في الشمال وضد الاستعمار البريطاني في الجنوب من أجل نيل تطلعات الشعب اليمني كله في التحرير والوحدة والتقدم والازدهار وهذه هي الحقيقة التي تمثلت في ارتباط شعار اليمن بمصير واحد وهو ما تجلى في ذلك الشعار الذي رفع من منتصف الخمسينات الأخير الحركة السياسية الوطنية «لا تحرير للجنوب من الاستعمار إلا بتغيير الأوضاع في الشمال» وبعد هذا النضال تحقق الحلم الذي كان يحلم به كل أبناء الوطن، وعلى ذكر النضال الوطني فإن أصحاب المصلحة الحقيقية فيها هم المواطنون اليمنيون الذين ذاقوا مرارات التشطير أيام الحروب الباردة والساخنة عبر مراحل التشطير البغيض.وبعد مرور عشرين عاماً من الوحدة كبر الوطن الموحد وأصبح له حضوره الفاعل أشفى بلسم الوحدة كل جراح التمزق والتشطير.ولأننا اليوم أمام تحديات ومؤامرات تستهدف الوحدة اليمنية يحق لنا أن نقول ما أشبه الليلة بالبارحة. فمن ناصب الوحدة العداء وعمل على توسيع الخلاف بين الأشقاء هو نفسه من يناصبها العداء اليوم ولكن بأشكال أخرى.ورغم هذا فقد تجاوزت المحنة واشتد عودها وها نحن نحتفل بالعيد العشرين لتحقيقها وقد شبت عن الطوق وبلغت سن الرشد فكيف بنا اليوم وقد أصبح حلم الأجداد والآباء حقيقة نفخر بها ونعتز بها ومعنا كل العرب والأصدقاء فمن اجلها يرخص كل غالٍ وثمين فدماؤنا وأرواحنا فداء لها ولم تعد مجالاً للمساومة والابتزاز أو التطفل من بعض أصحاب العقول المريضة التي فقدت صوابها لترمي بالوطن في أتون التآمر والتفرقة التي لا يقبلها ويقبل بها دين ولا منطق ولا يرضى بها كل وطني غيور ليس في اليمن فحسب وإنما في كل أرجاء المعمورة. فهي حلمنا هي حاضرنا ومستقبلنا المشرق نحو يمن الخير والحب والسلام. المتجدد عاماً بعد عام.
22مايو الحاضر والمستقبل
أخبار متعلقة