(رجال شرطة في كينيا يحتجزون أشخاصا يشتبه بتورطهم في أعمال قرصنة في مدينة مومباسا
مومباسا (كينيا)/14 أكتوبر/دانييل واليس:ذكرت جماعة ملاحية إقليمية يوم أمس السبت أن المجتمع الدولي يظهر نفاقا بالتركيز المفاجئ على القرصنة الصومالية بسبب احتجاز أمريكي.وتصدرت أخبار القراصنة الصوماليين عناوين الأخبار في أنحاء العالم الأسبوع الماضي عندما اختطفت لفترة وجيزة سفينة الشحن الأمريكية مايرسك الاباما. واستعاد طاقمها المؤلف من 20 شخصا السيطرة عليها لكن المسلحين آخذوا القبطان ريتشارد فيليبس رهينة على قارب نجاة.ورصدت وسائل الإعلام العالمية بقدر كبير من التفصيل كل تحول في هذه المأساة بمجرد حدوثه بما في ذلك محاولة فاشلة للسباحة نحو الأمان من جانب فيليبس.لكن اندرو موانجورا من برنامج مساعدة ملاحي شرق إفريقيا قال أن من المؤسف عدم منح اهتمام مماثل لنحو 250 رهينة آخرين جميعهم من دول فقيرة يحتجزهم قراصنة صوماليون حاليا.والعدد الأكبر من الرهائن من الفلبينيين ويبلغ عددهم 92 رهينة.وقال موانجورا في ميناء مومباسا الكيني حيث من المقرر أن تصل الاباما التي تبلغ حمولتها 17 ألف طن يوم أمس السبت «وسائل الإعلام والمجتمع الدولي بشكل عام يظهرون نفاقهم فحسب.»وأضاف «تدفق الصحفيون إلى المكان من جميع أنحاء العالم بسبب القبطان الأمريكي. ماذا عن الآخرين.. من بنجلادش وباكستان والفلبين المحتجز بعضهم الآن لأشهر.»وتحمل القصة جميع مقومات روايات الصفحات الأولى وهي قراصنة يحاولون بجرأة خطف حاوية أمريكية ضخمة لكن بحارتها يقاومون ثم يتطوع فيليبس فيما يبدو لامتطاء قارب نجاة مع القراصنة مقابل سلامة طاقمه.وفي هذه الأثناء تواصل مدمرة بحرية أمريكية متطورة مسلحة بصواريخ وطائرات هليكوبتر مراقبة الموقف. وهناك مزيد من السفن الحربية في طريقها إلى المنطقة.لكن موانجورا أفاد أن ذلك لا يعطي عذرا لنقص الاهتمام بعشرات الرهائن الآخرين الذين ما زالوا محتجزين قبالة سواحل الصومال لحين دفع فدى.وقال دبلوماسي يتابع شؤون الصومال من نيروبي «مجددا تطلب الأمر تورط الولايات المتحدة حتى تهتم القوى العالمية ... أتمنى ألا ننسى الفلبينيين وكل الآخرين بمجرد الإفراج عن هذا الرجل (فيليبس).»وخطف القراصنة الصوماليون المسلحون 42 سفينة العام الماضي في خليج عدن ذي الأهمية الإستراتيجية وفي المحيط الهندي وحاولوا مهاجمة عشرات السفن الأخرى.وأطقم كثير من هذه السفن محتجزة كرهائن بالقرب من قواعد صغيرة للقراصنة على الساحل حيث يميل خاطفوهم إلى إحسان معاملتهم توقعا لفدى كبيرة.وأوضح موانجورا أن التركيز الدولي لم يبرز موجة الجريمة المتفشية منذ فترة طويلة قبالة الصومال إلا عندما طالت الرجل الأبيض من الدول الغنية.وعندما خطف قراصنة ناقلة النفط السعودية العملاقة سيريوس ستار العام الماضي انتبه الجميع. ولا يرجع ذلك فحسب إلى كونها تحمل نفطا خاما قيمته 100 مليون دولار بل أيضا لان فردين من طاقهما بريطانيان.وتابع «لقد حدث نفس الأمر عام 2005. فقد جن جنون وسائل الإعلام عندما هوجمت السفينة السياحية الفاخرة سيبورن سبيريت وعلى متنها عشرات السياح البيض بالرغم من أنهم لم يخطفوا.»