صباح الخير
عندما يدنو فصل الصيف يتغير سلوك الناس جراء شعورهم بضوء الشمس الوهاج، وإحساسهم بحرارة أشعتها المحرقة، فيتبرم الجميع من هذا القيظ الشديد المنهك والمرهق للأعصاب وطاقات الجسد، فينفض الجسد العرق بغزارة للتروح فتتبلل الملابس وأغطية الرأس ما يضطر المرء إلى تنظيف جسده وإصلاح هندامه وتغيير ملابسه أكثر من مرة في اليوم الواحد، وهذا بحد ذاته أحد أسباب الضيق من حر الصيف.ولا شك في أن العرق المتصبب من جسد الإنسان نتيجة الرطوبة الشديدة والملابس المبللة بالعرق المصحوب بالأملاح ورائحة الجسد، فضلاً عن أشعة الشمس المتوهجة والضارة والتي تصدر أكثر من سبعمائة وخمسين نوعاً من الأشعة، كلها أمور تزيد الإنسان تأففاً وضيقاً من حر الصيف ورطوبته ومشاكله وهمومه فوق الهموم الاعتيادية التي يواجهها الإنسان في معترك الحياة اليومية.وقد يتفاقم الأمر سوءاً عندما تبدأ الإجازة الصيفية للطلاب، فيقضي الأبناء جل أوقاتهم في المنازل، فيشعرو بالفراغ الممل، وربما يمارسون ألعاباً صبيانية لا طائل من ورائها، لذا يلزم أن تكون هنالك حلول لاستثمار الوقت والاستفادة منه.ولكي يكون فصل الصيف ممتعاً وجميلاً علينا المبادرة وإعادة النظر في كيفية التخطيط له واستغلال مميزاته عن الفصول الأخرى.فالإجازة الصيفية للأبناء يفضل أن ينظر إليها الآباء على أنها وقت للاستجمام بعد عناء عام دراسي كامل مشحون بالتحصيل العلمي ومنغصات الامتحانات واضطرابات نتائجها، فتتهيأ العائلات لتجديد نشاطها بالترفيه والنزهات وتكثيف التدريبات العملية، حتى يشعر الأبناء بأنهم في جو يختلف تمام الاختلاف عن جو التحصيل والدراسة والمراجعة والحفظ والاختبارات وأنهم يعيشون حياة فيها من المتعة والاستمتاع، قدر ما فيها من الجد والمثابرة.ويمكن أن تتحقق المتعة للأسرة بالتنزه في الحدائق الغناء، والذهاب إلى الشواطئ الجميلة، أو السفر إلى المدن الساحلية الجميلة، أو القرى ذات الجنان الخضراء، أو بطون الأودية أو مرتفعات الجبال ومشاهدة المواقع الأثرية والحصون والقلاع التاريخية والموروثات الشعبية الزاخر بها وطننا..كما أن ممارسة الرياضة الجماعية وإفساح مجال التدريب للأبناء في مختلف الهوايات والنشاطات يجعل فصل الصيف ممتعاً ومفيداً في آن واحد.ولا غرو أن إعداد الأسرة لبرنامج النشاطات الرياضية وتشجيع الهوايات المختلفة للأبناء وتكريس التدريب والتأهيل العملي والمشاركة معهم في الذهاب إلى المصايف والمتنزهات المختلفة للترفيه والاستفادة، لا تكمن أهميتها في استثمار وقت الفراغ في إجازة الصيف والتخفيف من ضجر وسأم الحر فحسب، بل تكمن أهميتها بشكل جلي في خلق فرصة المودة والتآلف والدفء الأسري في ظل متطلبات الحياة ومتغيراتها.فالصيف والإجازة الصيفية إذاً من الضرورة بمكان أن تكون من الأوقات الجميلة في حياة الأسر، للترويح من ناحية ولإدخال السرور والبهجة والدفء على النفس البشرية من ناحية أخرى “فروحوا عن أنفسكم” واجعلوا صيفكم مريحاً واغتنموا الفرصة العظيمة لتقوية صلة الأرحام بأسرتنا الصغيرة وأقاربنا وأهلنا.
