متهمة بمحاولة قتل جنود أمريكيين وعملاء لمكتب التحقيقات
كراتشي/14 أكتوبر/افتاب بوركا: طلبت باكستان السماح لقنصليتها بالاتصال بباكستانية يشتبه في أن لها صلات بتنظيم القاعدة ومن المقرر مثولها أمام محكمة في نيويورك أمس الثلاثاء بتهم محاولة قتل قوات أمريكية وعملاء لمكتب التحقيقات الاتحادي في أفغانستان. وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن عافية صديقي وهي خبيرة أعصاب تدربت في الولايات المتحدة لها صلات باثنين على الأقل بين 14 شخصا يشتبه في أنهم من كبار أعضاء تنظيم القاعدة وهم محتجزون في معتقل خليج جوانتانامو. وقصة اعتقالها من اغرب القصص التي ظهرت منذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001 بالولايات المتحدة. وقالت وزارة العدل الأمريكية إن صديقي نقلت إلى الولايات المتحدة أمس الأول الاثنين ومن المقرر توجيه الاتهام إليها رسميا أمام محكمة في نيويورك بمحاولة قتل جنود أمريكيين وعملاء لمكتب التحقيقات الاتحادي في مركز للشرطة الأفغانية الشهر الماضي. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية في باكستان أن سفير إسلام أباد لدى واشنطن قدم طلبا للسماح للقنصلية بالاتصال بها.وقالت وزارة العدل الأمريكية إن الشرطة الأفغانية اعتقلت صديقي بعدما ارتابت في سلوكها خارج مجمع يضم مكتب الحاكم الإقليمي بمدينة غزنة في 17 يوليو. وعثرت الشرطة على وثائق تصف صنع القنابل وأوراق تصف معالم هامة بالولايات المتحدة ومواد في عبوات مغلقة. ووصل جنود أمريكيون وعملاء مكتب التحقيقات الاتحادي في اليوم التالي إلى مركز الشرطة الأفغاني حيث كانت تحتجز صديقي. وقالت الوزارة بموقعها على الانترنت «دخل الأفراد غرفة اجتماعات في الطابق الثاني وهم لا يعلمون أن صديقي محتجزة هناك بدون تأمين وراء ستار.» ووضع ضابط بالجيش الأمريكي بندقيته على الأرض بالقرب من الستار. وأضاف بيان الوزارة «بعد فترة وجيزة من بدء الاجتماع .. سمع الكابتن صيحة امرأة من وراء الستار وحين استدار شاهد صديقي ممسكة ببندقية الضابط وموجهة إياها مباشرة باتجاه الكابتن، «اندفع المترجم الذي كان أقرب الجالسين إلى صديقي ودفع البندقية بعيدا بينما ضغطت صديقي على الزناد. أطلقت صديقي رصاصتين على الأقل لكن لم يصب أحد. ورد الضابط على إطلاق النار وأطلق رصاصتين تقريبا من مسدس عيار تسعة ملليمتر على جذع صديقي لتصيبها إحداهما على الأقل.» وقال البيان إنه رغم إصابتها واصلت صديقي الصراع وركلت الضابط وهي تصيح بالانجليزية أنها تريد قتل كل الأمريكيين ثم فقدت وعيها. لكن الشرطة الأفغانية في غزنة ذكرت رواية مختلفة. وقالت إن الضباط فتشوا صديقي بعد تقارير بشأن سلوكها المريب وعثروا على خرائط لغزنة إحداها لمنزل حاكم الإقليم واعتقلوها مع صبي. وصرح ضابط كبير بشرطة غزنة بأن القوات الأمريكية طلبت تسليم المرأة إليهم لكن الشرطة رفضت. وشرع الجنود الأمريكيون عندئذ في تجريد الشرطة الأفغانية من السلاح في الوقت الذي اقتربت فيه صديقي من الأمريكيين لتشكو إليهم من سوء معاملة الشرطة. وقال الضابط إن الجنود الأمريكيين «أطلقوا عليها النار واعتقلوها بعدما اعتقدوا أن معها متفجرات وأنها ستهاجمهم كمهاجمة انتحارية.» وبقي الصبي في الحبس لدى الشرطة. واختفت صديقي وأطفالها الثلاثة من منزل أبويها في مدينة كراتشي الساحلية في عام 2003 وقالت جماعات باكستانية مدافعة عن حقوق الإنسان إنها تعتقد أن المرأة كانت محتجزة في قاعدة باجرام وهي القاعدة الأمريكية الرئيسية في أفغانستان. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن المسئولين الأمريكيين يعتقدون أن صديقي كانت في باكستان حتى قبيل اعتقالها في أفغانستان. وقال أفراد من أسرتها إنها تعرضت للاغتصاب والتعذيب في باجرام رغم أنهم لم يذكروا كيف علموا بذلك. وقالت فوزية صديقي لصحفيين في كراتشي «اغتصابها وتعذيبها جريمة أكبر من أي شيء اتهمت به، «لطالما التزمت أنا وأسرتي الصمت لأننا كنا نعلم أنها بريئة وأيضا بسبب تهديدات بعواقب وخيمة إذا تحدثنا.» وقالت فوزية إن شقيقتها لن تلق محاكمة عادلة. وطالبت لجنة حقوق الإنسان في باكستان الحكومة الباكستانية بالتدخل وتأمين الإفراج عنها. وقالت الجماعة الحقوقية في بيان «تذكر قضية الدكتورة عافية بالظلم الفادح الذي لا يعلم إلا الله عدد الباكستانيين الذين تعرضوا له في منشآت الاحتجاز الأمريكية في باجرام بأفغانستان وخليج جوانتانامو ومناطق أخرى.. والذين أدرجوا على قوائم المفقودين.»